الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريشة بدور آل علي تعيد صياغة الماضي برؤية معاصرة

ريشة بدور آل علي تعيد صياغة الماضي برؤية معاصرة
11 أكتوبر 2014 01:37
بدور آل علي، نموذج مشرف للفتاة الإماراتية، التي استطاعت رسم خطوات نجاحها بخيوط من ذهب عبر انشغالها بالفن التشكيلي قبل سنوات عديدة، استطاعت خلالها إنجاز زخم من الأعمال الفنية عبرت فيها عن ملامح البيئة الإماراتية، من رمال وصقور وجمال وغيرها من مكونات المجتمع الإماراتي، فضلاً عن مشاركتها الناجحة في العديد من الفعاليات والمعارض المحلية والدولية، التي أثبتت فيها مقدرة على الإبحار في عالم الألوان والظلال والخروج بلآلئ الفن التشكيلي الممتزج بمعاني الانتماء والأصالة. عن علاقتها بالفن التشكيلي وبدايتها معه، قالت آل علي، إنها اتجهت إليه منذ أن أدركت أن كل الفن من أجمل وسائل مخاطبة البشر؛ فالرسم يعد لغة الكائنات حين تغيب الكلمات واللغة الأصدق لقراءة التاريخ والتفاهم بين الأمم والشعوب، مضيفة «لاحظت أن الفن التشكيلي له تأثير واضح في حياتها اليومية، خاصة مع ازدياد الوعي بمعرفة الألوان، وكيف استخدمت للتداوي والعلاج في العصور القديمة». ارتباط بالمكان عن الكيفية التي تستوحي بها لوحاتها، أوضحت آل علي «الصفاء الذهني وتناغم الروح والجسد والعقل يأخذ بالإنسان إلى مرحلة عالية من الهدوء والسكينة تساعده على التركيز، وتصل به لحالة يزور من خلالها الإلهام أفكاره. ولأنني أهذب أفكاري وأنتقيها وأحرص دائماً على الاحتفاظ بالجميل والجيد منها، تأتيني مواضيع وأحجام اللوحات ومعاني وتكوينات الأشكال ونوعية وكيفية وكمية الألوان، وحين أقرر رسم لوحة أو نوع وموعد المعارض التي أرغب بإقامتها أو المشاركة بها». وتشرح أن أعمالها تعكس ارتباطاً كبيراً بالبيئة الإماراتية؛ لأنها نهلت من منابع وفلسفة التراث الإماراتي، الذي تشربته بتعمق، ومن خلال أسلوبها الفني تحرص على إعطاء الأولوية لبلدها، وإظهار ما به من جمال إلى العالم. كما تعيد من خلال الريشة صياغة الماضي الإماراتي برؤية معاصرة تمزج بين العمق والأصالة، مبينة أنها تهوى اللون الرملي؛ لأنه جزء أساسي من طبيعة التراث الإماراتي وتميل إلى استخدام الألوان الترابية، فضلاً عن الألوان الهادئة. بيئة أبوظبي حول تعاملها مع الألوان واللوحات، قالت آل علي «عندما أحرك الريشة يأخذ كل لون مكانه حيث يشاء. أحياناً أرى كل لوحة من لوحاتي كفستان صمم خصيصاً لمناسبة ما وأختار ألوان لوحاتي غالباً كاختياري لمجوهراتي، ملابسي وطلاء أظافري، وطريقة تصفيف شعري. أستخدم الألوان الهادئة المتدرجة، وأميل إلى الاختصار والتبسيط والعفوية في التشكيل». وأكدت أن بيئة أبوظبي لعبت دوراً كبيراً في مسيرتها الفنية، كون أبوظبي منبع إلهام تستمد منه الجمال والبهجة وتستقي منها أفكاراً وإبداعات لإثراء وإغناء أعمالها التشكيلية، خاصة أن البيئة الإماراتية وطبيعتها الجميلة الساحرة وتراثها خير رافد للإبداع والتأمل في مختلف جوانب الحياة، ما يعطي خصوصية للفنان التشكيلي الإماراتي. وأفضل الفن ما يعبر عن بيئة الإنسان، ولذلك أحرص على رسم ما يتناسب مع تقاليد وثقافة المجتمع. ووجهت آل علي رسالة إلى الشباب من الفنانين التشكيليين الإماراتيين، مفادها أن الرسم تجربة جميلة وشاقة بالوقت نفسه، ووطني مملوء بالشباب والشابات المبدعين أصحاب الفكر الراقي والابتكار المميز، وعليهم أن يكونوا واثقين من أنفسهم ولا يتأثروا بالكلام حولهم، فكل إنسان قادر على أن يصبح ما يريد إذا حاول والمحاولة تحتاج العزيمة تحتاج الثقة وكل هذه العناصر مكملة لبعضها بعضاً، مضيفة «كل إنسان يستطيع أن يكون مبدعاً، والمواهب تحددها التدريبات وليست القدرات الذاتية لذلك يجب أن يهتموا بمواهبهم؛ لأن هواية اليوم ممكن تكون مشروع الغد. فنحن نحصد ما نزرعه». كشفت آل علي: «أتطلع للكتابة في مجال الفنون، وأن يكون لي عمود أكتب من خلاله عن الفن التشكيلي ورواده والحركة الفنية في الدولة». وعلى المدى البعيد، أوضحت: «أتطلع لإنشاء كلية للفنون الجميلة تحمل اسمي تخرج فنانين أكاديميين ومحترفين. كما أطمح لإصدار كتب لي تضم المميز من لوحاتي وأعمالي الفنية خصوصاً المرتبطة بالتراث والبيئة المحلية والفلكلور الشرقي»، مشيرة إلى أنه عرضت عليها أعمال كثيرة للرسم على كتب الأطفال؛ لأن ميولها لهذا الاتجاه قوية. ولفتت إلى أن كل فنان يواجه صعوبات وتحديات. فالرسم تضحية بالوقت والجهد والعلاقات والمال، مع عدم وجود ضمان للنجاح. وزادت: «أحياناً تصادفني ظروف فأعيد جدولة خططي بطريقة تتناسب مع ظروفي ومتى انتابني الملل غيرت الخطط وطرق تنفيذها، وأحياناً أعطي نفسي إجازة لا أقوم خلالها بأي جهد أو عمل له علاقة في الرسم». وأوضحت: «يعتقد الناس أن تقديم الأفكار الجيدة أو الجديدة هو الجزء الأصعب على الرسام وفي الواقع من أكبر التحديات التي تواجهني اختيار عناوين للوحاتي وتسعيرها، فالمعارض والزبائن يرغبون بتخفيض قيمة الأعمال الفنية غير مبالين بالوقت الذي استغرقه الرسام في الرسم والجهد النفسي والبدني والفكري الذي بذله». تكريمات ومشاركات حول التكريمات التي حظيت بها، قالت آل علي «هذا العام تم تكريمي بجائزة من شركة جنرال إلكتريك بالولايات المتحدة الأميركية لاختيار لوحة لي تعبر عن رقصة الحربية، التي تم اختيارها لتكون مع سيرتي الذاتية ضمن الرزنامة الفنية الدولية السنوية، التي تصدرها الشركة وتوزع بفروعها كافة ولزبائنها في العالم، حيث إنه في كل عام وعلى مدار السنوات الثلاثين الماضية أنتجت الشركة التقويم الميلادي، حيث يضم لوحات لفنانين ولدوا في بلدان عملائهم، ويتم إنتاج عشرة آلاف وخمسمائة نسخة من الرزنامة سنوياً توزع لعملاء الطيران في جميع أنحاء العالم»، مشيرة إلى أنه «خلال السنوات الثلاثين الماضية لم يتم ترشيح أو اختيار أي رسام إماراتي ليكون ضمن الفنانين التشكيليين المرشحين وكلي فخر واعتزاز لاختيار لوحة من لوحاتي، وأن يكون لدولتي دولة الإمارات العربية المتحدة وللمرة الأولى منذ ثلاثين عام نصيب في المشاركة الفنية وإبراز أحد فنانيها التشكيليين بين فناني دول مثل الصين، كوريا، الولايات المتحدة، وأستراليا. علماً بأن اللوحة المختارة ستظهر على صفحة شهر نوفمبر لسنة 2015 في الرزنامة». وأضافت «تم تكريمي أيضاً بجائزة نقدية من قبل ناقد تشكيلي بريطاني يمتلك معرضاً فنيـاً خاصاً، حيث أجرى دراسة نقدية تناول من خلالها تجربتي مع طبيعة الإمارات في التشكيل خصوصاً برسم المها العربي والغزلان». وبالحديث عن أفضل أعمالها، أوضحت آل علي «معياري للعمل الجيد هو ما يرضى عنه الناس، وينال إعجابهم وتقديرهم وأنني أعتز بجميع لوحاتي الفنية، وفي كل قطعة تركت جزءاً من روحي، وكل عمل قمت به يحمل روح بيئتي وتراثها، وهناك لوحتان تحملان في طياتهما الكثير من الحب، واحدة باسم (بطاقة معايدة إليك) والأخرى (أنا صلواتك)، وهما عبارة عن لوحتين رسمتا بالألوان الزيتية مزجت بهما الفن الكلاسيكي بالمعاصر وهما الآن موجودتان ببهو فندق باريسي. ولوحة زيتية بعنوان (ورقة اليانصيب) مزجت بها الفن الواقعي بالمعاصر، وهي الآن موجودة ببهو فندق في زيورخ السويسرية». وتابعت: «أنهيت أربع لوحات زيتية لبرنامج (افتح يا سمسم)، مزجت بهما الفن الواقعي بالتجريدي لإضفاء لمسة خليجية شرقية في أماكن قمت باقتراحها لتوجد بها شخصية البرنامج الشهيرة (نعمان) والشخصية الجديدة المستحدثة (شمس)، حيث يجري حالياً العمل على تطوير ما قبل الإنتاج للنسخة العربية لبرنامج الأطفال الأكثر شهرة، والحائز جوائز عدة». مشاركة في معارض حول أهمية المشاركة في المعارض، أوردت آل علي أن المشاركة في المعارض يطور أعمالها وأسلوب رسمها وشخصيتها كتشكيلية. ومن خلال هذه المشاركات تتعلم، وتستمع لنقد الجمهور، وتتبادل الحوار مع الفنانين، وتتعرف إلى الأشياء التي يجب أن تقلل منها، أو تزيد عليها للارتقاء بأعمالها. وأضافت أن «المشاركة تمثل مساهمة في إبراز تراثنا البدوي الأصيل محلياً وعالمياً من خلال المعارض سواء كانت فردية أم جماعية. وهذه المشاركات شرف أفخر به، ومسؤولية كبيرة لي كابنة لهذا البلد العظيم. واختصار لآلاف الكلمات التي تعبر عن الثقافة الإماراتية والموروث الشعبي الإماراتي وطرق الحياة التقليدية التي كان يعيش بها الآباء والأجداد قديماً، ولا نزال نعتز بها ونعمل على نشرها وتعريف العالم بها». وذكرت أنها شاركت بفعاليات ومعارض متعددة، منها معارض فنية مشتركة في الولايات المتحدة وسويسرا والمملكة المتحدة وسنغافورة وإيطاليا وفرنسا، وأخرى محلية ضمن المهرجانات التراثية والثقافية والرياضية. «قلب في اليد» تؤمن التشكيلية بدور آل علي، بأن الفنان التشكيلي يجب أن يكون له دور فعال في الحياة. لذلك سخرت موهبتها في الرسم للعطاء ولخدمة المجتمع بالمجال الإنساني من خلال مساعدة الأطفال الفقراء والمحتاجين والمرضى بالتبرع بنصف مبلغ المال الذي تحصل عليه من كل لوحة للجمعيات الخيرية. وخصصت بادرة «قلب في اليد» كصندوق مالي لدعم احتياجات الأطفال المحرومين والفقراء منذ يناير 2000. ولتوسعة الأنشطة الإنسانية التي تقوم بها بدور تم تأسيس ورعاية صناديق مالية فرعية كمشروع الإقراض متناهي الصغر لدعم ورعاية الشباب الفقراء والمحتاجين من خلال دفع مديونياتهم وتكاليف زواجهم. بصمات لونية تسعى بدور آل علي لتوجيه رسائل عبر لوحاتها، تحقق من خلالها مستوىً جديداً من الذوق العام، وتطوير وتقديم أفكار مبتكرة وأصلية لإعلاء قيمة الإحساس بالجمال والفضيلة، العمل الجاد، والانتماء للوطن، وغيرها من القيم التي تمثل عصب نجاح وتطور أي مجتمع. وتحرص على أن يكون للوحاتها دور بارز في مجالات مختلفة كتنمية المجتمع، والتربية والتعليم، والتراث والصحة من خلال تقديم بصمات لونية يقرأها كل حسب قدرته ونفسيته ووعيه، مشيرة إلى أن اللوحات الفنية لا تحتاج إلى ترجمة أو تفسير لتؤثر في المتلقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©