كانبرا (الاتحاد)
عاشت الجماهير العراقية في أستراليا أمس الأول ليلة من ليالي الانتصارات، بعد الفوز على إيران بركلات الترجيح والتأهل للدور نصف النهائي للبطولة، لتستعيد الجماهير ذاكرة الفوز بكأس آسيا في النسخة قبل الماضية عام 2007، ولم تتوقف الاحتفالات في الشوارع حتى الساعات الأولى من صباح أمس لدرجة وصلت إلى حد الإزعاج لمدينة كانبرا الهادئة، في الوقت الذي أقام الأمن سياجا من الحراسة على مدخل فندق كراون بلازا مقر البعثة، إلا أن الجماهير الكثيرة امتدت إلى الشارع التجاري المجاور للفندق.
وحقق العراق مكاسب كثيرة بالفوز على إيران، خاصة أنها المرة الثانية التي يصعد فيها للدور نصف النهائي في آخر 3 نسخ من البطولة، وكان بلوغه للدور ربع النهائي للمرة السادسة في تاريخه. وفي الوقت الذي انهالت الاتصالات الهاتفية من عدد كبير من القيادات السياسية العراقية على البعثة لتقديم التهاني، والحديث مع إدارة البعثة وعبدالخالق مسعود رئيس الاتحاد، واللاعبين والجهاز الفني، أعلنت اللجنة الأولمبية العراقية عن صرف 100 ألف دولار مكافآت للاعبين على ما حققوه من إنجاز بالصعود إلى الدور نصف النهائي.
وهنأ رعد حمودي رئيس اللجنة الأولمبية العراقية البعثة خلال اتصاله برئيس الاتحاد، ووعدهم بالتكريم، وقال: التأهل الذي حصل عليه لاعبو المنتخب جاء نتيجة عمل مميز اشترك فيه جميع القائمين عليه من جهاز فني وإداري، إضافة إلى تلك النخبة المميزة من اللاعبين الذين استطاعوا رسم البسمة والفرحة على وجوه الجماهير العراقية التي تتابع المنتخب بشغف.
وطالب حمودي جميع أعضاء البعثة العراقية في أستراليا خلال اتصاله بضرورة عكس الصورة والإرث الحقيقي للكرة العراقية من خلال الالتزام والانضباط العاليين، لأن الصورة الحسنة والمميزة التي نتمناها للجميع هي الأهم، ولا تقل شأنا عن المسيرة المكللة بالنجاح في المشوار الأولي للمنتخب.
ووجه رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم شكره للجماهير العراقية في أستراليا والتي زحفت من كل المدن الأسترالية لمساندة المنتخب، وقال: اللاعبون كانوا يدركون ذلك وبذلوا جهداً كبيراً في مباراة ماراثونية أمام متصدر التصنيف الآسيوي من أجل اسعاد الجماهير، بل إن كل الترشيحات كانت تصب في اتجاهه واخترنا أن يكون ردنا في الملعب. وأضاف: قدمنا مباراة كبيرة لن تنسى في تاريخ الكرة العراقية وأسعدنا 30 مليون عراقي، ومثل هذه المباريات تلعب دوراً كبيراً في تقديم أفضل المستويات في المباريات المقبلة، وستكون حافزاً كبيراً لنا في البطولة، ومازالت أمامنا خطوة صعبة على النهائي، سيكون فريقنا في الموعد أمام كوريا الجنوبية التي لم تهتز شباكه بأي هدف.
وأوضح أن الجهاز الفني اجتمع مع اللاعبين وسنبدأ مرحلة جديدة للتجهيز لمباراة الكوري الجنوبي، رغم أن فريقنا لعب 120 دقيقة، ولم يحصل على يوم راحة إضافية مثل منتخب كوريا، إلا أن هذا الأمر تكرر أمام إيران الذي حصل على راحة أفضل ولكننا بالعزيمة والإصرار فزنا عليه. ووجه مسعود الدعوة إلى الجماهير لحضور نصف النهائي غداً في سيدني، وقال: جماهيرنا ستكون متواجدة في المباراة وأتوقع أن تمتلئ المدرجات بالجماهير، والمسؤولية الملقاة على عاتق اللاعبين والبعثة بشكل عام كبيرة حتى يخرج هذا الجمهور ويحتفل في شوارع سيدني.
وقال علي جبار رئيس الوفد العراقي ونائب رئيس الاتحاد: الانتصار جاء بعد مخاض عسير رغم أننا كنا الأفضل في المباراة طيلة الأشواط الأربعة، كان بالإمكان أن نحسمها قبل نهاية الوقت الأصلي، وأيضا في الوقت الإضافي، لكننا كنا نلعب أمام فريق عنيد، والأفضل في آسيا، والأهم أننا نجحنا في عبوره، الوصول إلى هدفنا بالصعود ضمن أفضل 4 فرق في آسيا.
وأهدى جبار الفوز للشعب العراقي، وقال: ندرك أهمية مثل هذه الانتصارات في الشارع العراقي، وأتمنى أن ننجح في الوصول إلى النهائي كي تكون الفرحة كبيرة ونكرر ما فعلناه عام 2007. وأوضح أن المباراة لم تكن سهلة، وكان من الممكن أن نودع البطولة، لكننا بشكل عام قدمنا أداء مشرفاً باسم الكرة العراقية والتأهل كان من نصيبنا ولم نقلق من اللجوء إلى ركلات الترجيح لأننا كنا نملك الثقة في لاعبين والجهاز الفني.
من ناحية أخرى، طوى راضي شنيشل مدرب المنتخب صفحة التأهل للمربع وفتح صفحة المواجهة الكورية، حيث انتقل الفريق من من كانبرا ظهر أمس إلى سيدني، وحرص شنيشل على إجراء تدريبات خفيفة للاستشفاء لجميع اللاعبين، ورفض حصولهم على راحة نظراً لأن التدريب الرسمي على ملعب المباراة اليوم. في الوقت الذي شاهد شنيشل مباريات الكوري الجنوبي التي لعبها في الدور الأول، كما شاهد مباراته أمام الصين، للوقوف على الإيجابيات والسلبيات وكيفية اختراق دفاعه الصلب الذي لم تهتز شباكه.
توج بلقب أفضل لاعب في المباراة
ضرغام: لم أكن أنوي تسديد ركلة الجزاء
كانبيرا (الاتحاد)
قال ضرغام إسماعيل أفضل لاعب في المباراة: لست أفضل لاعب في المباراة لأن فريقي هو الأفضل وقدم مباراة كبيرة أمام فريق قوي، والجميع ساهم في الإنجاز واسعاد الجماهير، والعراق الآن بحاجة إلى من يعيد له البسمة، ويتجاوز مشكلاته، وبلدنا الآن بحاجة إلى بطولة كبيرة مثل كأس آسيا كي يتوحد من جديد، وهو ما نسعى إليه في نسخة أستراليا.
وحول تسديد ركلة الجزاء وبعدها ركلة ترجيحية، قال: بالفعل لم أكن أنوي التسديد والبعض نصحني أن أبتعد عنها لأنني مازلت صغير السن، إلا أن المدرب منحني الثقة، وطلب مني التسديد في المرة الأولى ونجحت، ووضعني في قائمة ركلات الترجيح وحققت الهدف، وعلى الرغم من صعوبة الأمر، إلا أن اللاعب العراقي قلبه ميت، ولا يعرف الخوف، وسنقاتل من أجل الوصول إلى المباراة النهائية، وعلينا أن ننسى مباراة إيران، ونركز الآن على مواجهة كوريا الجنوبية، والتي نبذل فيها كل جهودنا من أجل الفوز والتأهل للنهائي.
سلام شاكر:
«المستديرة» رئة التنفس للجماهير
كانبرا (الاتحاد)
أكد سلام شاكر مدافع العراق أن اللاعبين سيبذلون ما بوسعهم ويقدمون كل ما لديهم من أجل تحقيق السعادة للشعب العراقي، مبيناً أن كل لاعبي المنتخب عندما ينزلون أرض الملعب يفكرون أولا في كيفية إسعاد هذه الجماهير، وبالفعل كرة القدم رئة يتنفس منها الشعب العراقي، مشيراً إلى أن لاعبي المنتخب الشباب يزدادون خبرة بتعاقب المشاركة في البطولات، وفي كأس آسيا ظهروا بمستوى جيد بجانب عامل الخبرة من اللاعبين القدامى، وأعتقد أن هذا الجيل قادر على تكرار إنجاز 2007.
وأضاف: لعبنا مباراة قوية وكبيرة وكادت المباراة أن تهرب منا ولكن كنا دائما المتقدمين بهدف، وكانت الدقائق الأخيرة من المباراة صعبة وتمر بطيئة، وبعد تعادل إيران شعرنا أن المواجهة ستتجه إلى ركلات الحظ، والحقيقة أننا تدربنا كثيرا وكنا نستعد لها، ولكل الاحتمالات في البطولة، وفي النهاية ساندنا الحظ ووصلنا إلى خط النهاية وصعدنا للمربع. وأشار إلى أن لا وقت للراحة ولا للحديث عن مباريات سابقة، لأن البطولة مضغوطة، وهناك مباراة كل 3 أيام، وعلينا أن نؤجل أفراحنا ونطوي صفحة المباريات السابقة، ونستعد لمواجهة كوريا الجنوبية الفريق العنيد الذي لم تهتز شباكه، ومثلما فعلناه ونجحنا في هز شباك إيران والذي لم يدخل مرماه أي أهداف في الدور الأول سننجح أيضاً في ذلك مع كوريا، والأهم أن نصعد للنهائي.
أحمد إبراهيم:
هدفنا إعادة أمجاد الكرة العراقية
كانبرا (الاتحاد)
قدم أحمد إبراهيم، مدافع «أسود الرافدين»، الشكر للجماهير العراقية التي حضرت المباراة وساندت الفريق وكان لها عامل السحر في حسم المواجهة الإيرانية والتأهل لنصف النهائي، وقال: كنا بحاجة إلى مساندة الجماهير، وخضنا نهائياً مبكراً أمام منتخب قوي، والحمد لله على الفوز الذي جاء بعد عناء كبير، والأهم أن نطوي هذه الصفحة ونبدأ في الاستعداد لمواجهة كوريا، لأن هدفنا الآن هو العبور للمباراة النهائية، كي نسعد شعبنا ونعيد أمجاد الكرة العراقية. وأضاف: أهدي الفوز للشعب العراقي الذي عاش معنا الفرحة والسعادة، خاصة هدفنا كل مباراة إسعاد هذا الشعب الكبير، ولعل هذا الأمر يمثل دافعاً كبيراً للاعبين في كل مباراة. وأشار إلى أن المباراة كانت ماراثونية، وشهدت أهدافاً على مدار الأشواط الأربعة، ووصلت إلى ركلات الترجيح، وهو ما يؤكد أننا لدينا الرغبة في الوصول إلى نصف النهائي، وقبل المباراة تحدث المدرب معنا، وطالبنا ببذل أقصى الجهد للوصول إلى نصف النهائي، لأن جماهير كثيرة في انتظارنا، وشعبنا بحاجة إلى الفرحة كي ينسى أحزانه.
عدد اليوم
