دول «التعاون» تدرس الرد على المقترح الأوروبي الجديد لاستئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة

تدرس دول مجلس التعاون الخليجي حاليا الرد على المقترح الأوروبي الجديد المتعلق بآليات تجاوز النقاط العالقة في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين والتي تنحصر في بندين فقط ، بحسب عبد الله آل صالح مدير عام وزارة التجارة الخارجية. وقال آل صالح في تصريحات صحفية على هامش افتتاح المقر الدائم لمعرض المنتجات التونسية في دبي أمس، إن دول المجلس تلقت مؤخرا مقترحا من الاتحاد الأوروبي يتعلق بالنقاط العالقة في المفاوضات الخاصة بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين والتي تم انجاز 95% منها، معتبراً أن المقترح الأوروبي الجديد و الذي لم يكشف عن تفاصيله، بمثابة محاولة أوروبية لإنعاش المفاوضات. وأوضح أن الفريق التفاوضي الخليجي لاتفاقية التجارة الحرة مع أوروبا بدأ دراسة المقترح التوافقي وذلك في ضوء اهتمام دول المجلس بأي مقترح من شأنه أن يساعد في إنعاش المفاوضات للتوصل الى اتفاق نهائي، مؤكدا انه حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار من الجانب الخليجي بشأن المقترح. واعتبر آل صالح ان النقاط العالقة في الاتفاقية التي يعود التفاوض حولها الى قرابة العقدين،باتت بسيطة للغاية بعد ان تم الاتفاق على نحو 95% من الاتفاقية. وأضاف :” لا أعتقد ان يكون هناك عائق كبير للتوصل الى الاتفاقية، خاصة أن دول الخليج تدرس بجدية المقترح الأوروبي الجديدة لبلورة موقفها من هذه المقترحات والوصول الى مرئيات مشتركة بشأنها”. وتُعتبر المفاوضات الجارية بين بلدان الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي والخاصة بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين المجموعتين واحدة من أطول المفاوضات التجارية في العالم، حيث استمرت مداولاتها منذ عام 1988 ولم تستكمل حتى الآن. وعلق الجانـب الخليجـي مفاوضات التجارة الحرة نهايـة ‏العام ‏‏‏‏ 2008 ‏نظرا ‏‏لتمسك الجـانـب الأوروبـي ‏بمطالب سيـاسـيـة تعتقد دول ‏‏‏المجلس أنها لا ‏ترتبط بالاتفاقية، إلى جانب ‏أن لديهم ‏في الوقت ذاته مخاوف ‏‏من قوة ‏قطاع البتروكيماويات الخليجي والسعي إلى وضع الحماية ‏بكل ‏‏الطرق أمامها، وهو ما أسهم في ‏تعطيل محادثات التجارة.‏ ويشكل التراجع في حصة الاتحاد الأوروبي من 31.8% من إجمالي التجارة الخارجية لدول التعاون في عام 2003 إلى 29.7 % في عام 2007، عامل ضغط من قبل غرف التجارة ورجال الأعمال الأوروبيين ،على الاتحاد الاوروبي لسرعة إنهاء المفاوضات والوصول الى توقيع الاتفاقية بعد أن لمسوا مدى الضرر الذي يمكن أن يلحق بمصالحهم المهمة في المنطقة. و بدأ الثقل التجاري لبلدان الاتحاد الأوروبي يتراجع في التجارة الخارجية لدول المجلس في السنوات الماضية، بحسب دراسة حديثة لمصرف الإمارات الصناعي ، أشارت الى نجاح دول المجلس في الآونة الأخيرة في توقيع العديد من اتفاقيات التجارة الحرة مع بعض البلدان والمجموعات التجارية الفاعلة في العالم، مما قلل من القدرات التنافسية للسلع الأوروبية في الأسواق الخليجية.