إعداد - أيمن جمعة:
تركز شركات العقارات أنظارها هذه الأيام على الأسواق الآسيوية التي تبدو الأنشط على مستوى العالم في صورة إيجابية تتماشى مع الأوضاع المتميزة للاقتصاديات الآسيوية· ورغم توقعات البعض بأن يتباطأ نمو العقارات عالميا في 2007 كرد فعل على هدوء السوق الاميركي والإجراءات التي اتخذتها الصين لتهدئة وتيرة الاستثمارات، فإنه لا تلوح في الأفق أية بوادر على تراجع العقارات الاسيوية· وجاء في تقرير لقسم ادارة الاصول العقارية في ''دويتشه بنك'' أن أداء منطقة آسيا والمحيط الهادي هو الاقوى على مستوى العالم حتى وإن هدأ نسبيا في 2007 اتساقا مع تراجع حركة الاقتصاد الدولي·
ولا ينكر أحد وجود علامات استفهام حول مستقبل سوق العقارات العالمي منذ أن ترنح السوق الاميركي لأسباب منها رفع أسعار الفائدة 17 مرة متتالية لتنخفض مكاسب المتعاملين في تجارة المنازل هناك من 10 % تقريبا في أوائل 2006 الى ما دون الصفر خلال أربعة شهور فقط·· وهو ما قالت صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' في تقرير موسع إنه ''أسرع انخفاض في التاريخ''·
وبالفعل وصلت تداعيات هذه الهزة الاميركية الى سوق العقارات في هونج كونج المرتبط بشدة بالسوق الاميركي· وكتب ليام بيلي رئيس قسم أبحاث العقارات السكنية في مؤسسة نايت فرانك يقول ''شهدت هونج كونج تحولا لا يمكن تصديقه خلال الثمانية عشر شهرا الماضية حيث سجلت نموا يزيد على 20 % في 2005 ثم بدأت في الانحسار خلال أربعة شهور مع ارتفاع سعر الاقراض الاساسي للرهن العقاري الى حوالي 8 % في نوفمبر الماضي من 6,2 % في الشهر نفسه من عام ''·2005
لكن التداعيات الاميركية السلبية توقفت عند هونج كونج، حيث نجحت باقي الاسواق الاسيوية في تفاديها لاسباب منها قوة اقتصاديات المنطقة، فهناك دول مثل الصين التي لا تزال تحقق معدلات نمو تتراوح حول عشرة في المئة بينما تنمو آسيا بصفة عامة بنسبة 8 % وهو ما يزيد كثيرا على المتوسط العالمي البالغ خمسة في المئة·
ومن المتوقع ان يزداد التركيز بشكل خاص على السوق الصيني لمعرفة آثار الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العام الحالي لتهدئة وتيرة الاستثمارات·
وتحاول بكين إتاحة العقارات بأسعار مناسبة لابناء الطبقة الوسطى، من خلال صرف المستثمرين بعيدا عن العقارات الفاخرة· والعنصر الرئيسي في هذه الجهود إلزام الشركات العقارية بتخصيص 70 % من أي مشروع جديد لإقامة وحدات مساحة 90 مترا مربعا أي 970 قدما مربعا·
وتقول ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' إن هذه ليست المحاولة الاولى من نوعها، وتضيف ''اذا كان لنا ان نستقي بعض النتائج من تجارب التاريخ، فمن غير المحتمل ان تتغير أجواء السوق، بل إن هناك شبه اجماع على ان العقارات الفاخرة في الصين وهونج كونج هي أفضل استثمار في ''·2007
ويقول جون او ينج وسيط العقارات ومقره هونج كونج ''لا أتوقع نتائج ملموسة لهذه الاستراتيجية الصينية· أعتقد انهم يتحركون بطريقة خاطئة· الصورة العامة تقول إن الصين بها أعداد هائلة من البشر التي لا تتوقف عن النمو واقتصاد يسير بسرعة كبيرة جدا· وأتوقع استمرار الطفرة العقارية خاصة وأننا على أعتاب دورة الالعاب الاولمبية ''·2008
وقد عرضت هونج كونج الشهر الماضي أعلى مشروع في المدينة على الاطلاق وهو ''تومسون ريفيرا'' الذي يضم 74 وحدة سكنية بسعر 14 الف دولار للمتر المربع الواحد· وتتوقع مؤسسة كوليرز انترناشونال ان يرتفع سعر العقارات الفاخرة في هونج كونج بنسبة 7 % العام المقبل بسبب الطلب المتوقع من المؤسسات المالية التي توسع أنشطتها في آسيا وتتخذ من هونج كونج مقرا لها·
ولم تشذ اليابان عن موجة ارتفاع أسعار العقارات التي سجلت زيادات في المدن الرئيسية مثل طوكيو وناجويا واوساكا وذلك للمرة الاولى خلال 16 عاما· ويقول تاكيشي اكاجي رئيس الابحاث والاستشارات في شركة جونز لانج لاسالي اليابانية ''نحن على ثقة من ان قيمة العقارات ستواصل ارتفاعها·''
وتمتد النظرة المتفائلة الى دول ربما لم نكن نتوقع انضمامها الى أسواق العقارات المغرية مثل فيتنام التي تفرض قيودا مشددة على تملك الاراضي ولا تسمح للاجانب الا بإيجارات لمدة أقصاها 50 عاما· لكن هذا كله لم يمنع انطلاق اول مشاريع فاخرة لبناء فيلات في فيتنام والمتوقع اكتمالها العام المقبل على ان يتم بيعها بأسعار تصل الى 507 الاف دولار للوحدة الواحدة· ومن المتوقع ان تواصل فيتنام جذب المستثمرين العقاريين خاصة وان سوقها لا يزال بكرا اضافة الى انضمامها مؤخرا الى منظمة التجارة العالمية· ويقول خبير العقارات مارك تاونسيند ''القوانين صعبة جدا لكن هناك بناء يعلو في كل يوم''·
عدد اليوم
