السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في أغرب سوق بالقاهرة ·· كأس المشير عامر ودرع وزير الصحة للبيع!

في أغرب سوق بالقاهرة ·· كأس المشير عامر ودرع وزير الصحة للبيع!
8 مارس 2009 04:22
''سوق الجمعة'' في القاهرة، أغرب أسواق العالم·· فهو مقام وسط مقابر الأموات بجوار مقام الإمام الشافعي· وكل يوم جمعة اعتاد الناس زيارة أهل القبور، الأمر الذي جعل للسوق زواره، فهو في طريق المقابر· سوق الجمعة في السيدة عائشة أو سوق الإمام الشافعي، وسبب اطلاق الاسم هو أن مكان السوق مجاور لضريح الإمام الشافعي رضي الله عنه، مليء بمحلات طيور الزينة، وأكشاك بيع الحيوانات الأليفة التي تروق للأطفال مثل العصافير بألوانها المختلفة والتي تباع بكثرة لأن أسعارها أرخص من أسعار محلات وسط العاصمة، وكذلك تباع في السوق القطط بكل أنواعها· ويوجد أيضا تجار للكلاب و''النسانيس'' وإن كان البعض يخشى الشراء خوفا من وجود أمراض في تلك الحيوانات· وكان هناك وافد جديد في سوق الجمعة خلال السنوات الماضية·· وهم تجار أبورواش الذين نجحوا في ترويض الثعابين وإبطال سمومها· ورغم أن الأغلبية لا تريد شراء ثعبان على قيد الحياة لأن عامة الناس يخشون النظر إليه، لكن هناك مجموعة ترغب في شراء ثعبان محنط· هناك علماء وأطباء وأجانب ودارسون، هم زبائن تجار أبورواش الذين نجحوا في خلق فرص تصدير لتجارتهم الخطرة· ولأن سوق الجمعة به كل شيء·· فإن السنوات الأخيرة شهدت مولد سوق لأجهزة الهاتف ''الجوال''، خاصة أن إحصائية لوزارة الاتصالات المصرية كانت قد أكدت أن مالكي التليفون المحمول وصل عددهم إلى 7 ملايين مصري· سوق أجهزة المحمول في سوق الجمعة تشاهد فيها كل شيء·· فهناك أجهزة تبدأ أسعارها من 50 جنيها مصريا وحتى أعلى سعر·· وربما تفشل في الحصول على جهاز جوال من الجيل الأول ولكنك تجده في هذه السوق· ويمتلك الخوف قرار الشراء عند الأشخاص لأكثر من سبب، الأول أن البعض يخشى الحصول على جهاز ''مضروب'' أو تالف ومحتمل أن الجهاز يعطب بعد ساعات من شرائه· السبب الثاني انتشار الريبة داخل نفس المشتري، نتيجة أن البعض لديه قناعة بأن رخص سعر الأجهزة، سببها أن معظمها مسروق وأن البائع للجهاز ليس هو المالك الأصلي له· ويعتبر سوق المحمول في سوق الجمعة هو الأكثر زيارة حيث يتوافد طلاب كلية الهندسة شعبة الاتصالات لشراء أجهزة زهيدة السعر يتدربون عليها بشكل عملي، بالإضافة إلى معظم تجار الصيانة الذين ينزلون السوق لشراء أجهزة قديمة تفيدهم في إصلاح أجهزة أخرى·· وأحيانا تكون قطعة واحدة بثمن تليفون جوال من سوق الجمعة، خاصة أن بعض الشركات الكبرى أوقفت خطوط انتاج بعض الموديلات التي يمتلكها العديد من الناس، وإصلاحها يحتاج إلى وقت ولذلك يحرص أصحاب محلات الصيانة على الحصول على أكبر قدر من هذه الأجهزة لتوفير قطع الغيار· سوق الكمبيوتر سوق الجمعة به سوق للكمبيوتر·· أجهزة عديدة من موديلات سابقة يتوافد على شرائها طلاب الهندسة، لأنها فرصة جيدة لامتلاك جهاز يتدربون عليه·· ومعظم الزوار يرغبون في شراء قطع وليس كمبيوتر كامل بسبب أن الموديلات المعروضة معظمها قديمة، وامكانياتها محدودة ولا تصلح إلا للدراسة أو للأطفال·· وأكد ياسر عبدالفضيل مهندس دائم الزيارة لسوق الجمعة، أن سوق الكمبيوتر يحتاج إلى زبون واعٍ، لأن الزبون غير الفاهم يمكن أن يشتري جهاز ''خردة''، وغير صالح للاستخدام· وربما تكون الشاشات رغم أنها غير صالحة للتشغيل فرصة جيدة، لأنها بعد إصلاحها يمكن أن تكون أفضل من الشاشات الجديدة، وخاصة أن معظم الشاشات أميركية الصنع ولا يحتاج إصلاحها سوى دقائق قليلة من مهندس كمبيوتر لديه علم كامل بكهرباء الشاشات· كما يقدم المشترون في سوق الكمبيوتر على شراء لوحة المفاتيح والماوس وسماعات الصوت خاصة أن فرز الصلاحية يكون متاحا أمام أي فرد· معدات البناء ونظراً لوجود مقاه كثيرة ملاصقة لسوق الجمعة فإن معظم رواد المقاهي من أصحاب الحرف، الأمر الذي جعل بعض المصانع الصغيرة وتجار السيراميك يفترشون أرصفة شوارع السوق بالمنتجات ذات الفرز الثاني، والتي تكون في الغالب بسعر رخيص يختلف عن سعر السوق الفعلي للسلعة· في سوق الجمعة يتم بيع معدات البناء بسعر رخيص ويتوافد أصحاب الحرف وبعض مهندسي الديكور على الشراء، وتكون البضاعة صالحة للترميم أو استخدامها في عمليات بناء مصغرة· ويعرض أصحاب محلات السيراميك، في محلات رمسيس، المتر بـ 60 جنيها أما سعره في سوق الجمعة فلا يزيد عن 20 جنيها· وتكثر بالسوق بيع أدوات الحرفيين التي يعمل بها النقاش ومبيض المحارة·· لذلك فزوار السوق هم أصحاب الحرف الذين هم في الغالب لا يعملون يوم الجمعة· سوق للأثاث ونظراً للكساد الذي امتلك زمام أمور الاقتصاد المصري، فقد جعل بعض أصحاب محلات الأثاث من سوق الجمعة معرضا·· وبدأوا في إنتاج أثاث بسيط بسعر زهيد يناسب ظروف المشتري·· وفي الآونة الأخيرة انتشر بيع أثاث جديد خاصة أن أصحاب ورش النجارة القريبة من السوق بدأوا يعرضون إنتاجهم الأسبوعي مع الدعاية لأصحاب الورشة وكتابة عنوانها· ''اتفرج يا سلام'' ولأن سوق الجمعة يباع فيه كل شيء فإنك سوف تجد كل ما تبحث عنه·· حبوب التغذية مثل القمح والذرة وفاكهة وأقمشة·· كل شيء موجود وليس المطلوب من الزائر سوى أن يزور السوق، مع الحرص على حافظة نقوده حتى لا تتم سرقتها، خاصة أن كثرة الزوار تجعل لعاب اللصوص يسيل فيدخلون وسط الزحام أملا في الفوز بفريسة لا تعرف كيف يسير عالم السوق· وقد ساعدت المقابر بعض اللصوص في الفرار من قبضة رجال المباحث، خاصة أن قسم الخليفة دائم التواجد بفرقة مباحث في السوق لتوفير الأمن·· وكل ما حدث من سرقات في السوق تعتبر حالات فردية، لأن الزائر لا يتوقع أن السوق به عدد من اللصوص أصحاب الأيادي الخفيفة· لا تندهش ويفوز أحيانا الزائر في سوق الإمام بتحف نادرة، فربما تجد في يدك قلم محمد التابعي شيخ الصحافة المصرية، وأحيانا تجد عود عبدالحليم حافظ معروضا للبيع، والعارض للبيع هنا ليس أحد أفراد أسرة العندليب، ولكن أحيانا تتعرض شقق المشاهير للسرقة، وبعض المسروقات لا يعرف اللصوص قدرها، فيذهب بها إلى السوق ويعرضها للبيع· وسبق أن ضبطت مباحث القاهرة، منذ ثلاثين عاما، في أحد محلات الحسين للفضة، كؤوسا رياضية كان قد حصل عليها المشير عبدالحكيم عامر وزير الدفاع في عهد الرئيس عبدالناصر·· وكان اللص قد قام بكسر كعب الكؤوس، وقام ببيع الفضة لأحد المحلات، وتعرفت عليها المباحث لأنها منقوش عليها اسم البطولة التي حصل عليها المشير· وفي نفس السوق كان درع وزير الصحة السابق عوض تاج الدين يباع في السوق، وهو درع تكريم حصل عليه الوزير من مؤسسة دار التحرير، وقد سُرق منه أثناء تجديدات مكتبه، وتم إرساله من قبل المقاول المنفذ إلى سوق الجمعة لبيعه بأي ثمن ولأي زبون ··!
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©