«اتش اس بي سي» يؤكد ثقته في مستقبل الاقتصاد الإماراتي وآفاق النمو

مصطفى عبد العظيم (دبي) - أكد بنك “اتش. اس. بي.سي” ثقته في الاقتصاد الإماراتي وآفاق النمو المتوقع للسنوات المقبلة، مرجحاً أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي للدولة نمواً بنسبة 4,9% للعام المقبل، مقارنة مع 3,2% في عام 2010. وأكد عبدالفتاح شرف الرئيس التنفيذي لبنك “اتش اس بي سي” في الإمارات، أن الإمارات باتت تشكل مركز المجموعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقا، بالإضافة إلى السعودية ومصر وقطر. وأشار شرف خلال لقاء صحفي عقده البنك أمس، إلى أن النتائج القوية التي حققها البنك في الإمارات خلال النصف الأول من عام 2011، تعكس النمو الذي يشهده الاقتصاد الإماراتي من جهه وتعزز الثقة التي تحظى بها الإمارات على مستوى الشبكة العالمية للمجموعة. واستبعد شرف أن تتأثر أعمال البنك في الإمارات بأزمة الديون السيادية الراهنة في أوروبا، متوقعاً أن تكون لهذه الأزمة تأثيرات إيجابية مع تحول الأنظار إلى الاقتصاد الناشئة، ومنها الإمارات التي تتمتع ببيئة استثمارية جاذبة ومستقرة. وقال الرئيس التنفيذي لبنك “اتش اس بي سي” الشرق الأوسط المحدود الإمارات العربية المتحدة، إن نمو أعمال البنك بشكل لافت في الإمارات خلال العام الجاري، يعكس سرعة تعافى اقتصاد الإمارات، وزيادة الطلب على الاستثمار، والقدرة على استقطاب رؤوس الأموال. ولفت إلى أنه، وبلغة الأرقام، فقد نجح البنك في مضاعفة أرباحة إلى 265 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الجاري من إجمالي صافي أرباح بلغ 747 لمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد جدوى العائد من العمليات في السوق الإماراتي. وواضح أن أصول البنك من العمليات التجارية سجلت نمواً جيداً أيضاً خلال النصف الأول من العام الجاري، إضافة إلى تراجع نسبة الديون المعدومة بشكل لافت مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يرجع إلى التحسن في بيئة الأعمال ونمو القطاعات الأساسية. وقال عبدالفتاح شرف، إن الإمارات هي واحدة من مراكز التجارة الرائدة في العالم، وتحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد هونج كونج وسنغافورة من حيث الترتيب في مجال لأعمال التجارة الخارجية. وأشار إلى أن التقارير الأخيرة للمحللين الاقتصاديين للبنك تعزز تركيز المجموعة الاستراتيجي على “الأسواق الأسرع نمواً” والربط ما بين الجنوب والجنوب وما بين الشرق والشرق – وتعتبر دولة الإمارات مركزاً رئيسياً. وقال “نعتقد أننا نحتل مكان الصدارة في مجال الأعمال المرتبطة بالتجارة”. وأوضح أن محفظة البنك للقروض الشخصية نمت بنسبة 11% والتمويل العقاري بنسبة 7%. ولفت إلى أن جميع القطاعات الاقتصادية تشهد حالياً مرحلة نمو تدريجي، وأن العائد على الاستثمار فيها مجد للغاية مثل التجارة والسياحة والنفط والسلع الغذائية، فيما يحتاج القطاع العقاري من 5 إلى7 سنوات للتعافي، كما تحتاج أسواق المال لبعض الوقت. وقال إن أعمال البنك في الإمارات تشكل حصة قوية في عائداته على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتاً إلى أنه في حين سجلت أداء البنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال النصف الأول من عام 2011 كان قوياً بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغت الأرباح قبل احتساب الضرائب 747 مليون دولار أميركي، (مقابل 346 مليون دولار أميركي في النصف الأول من عام 2010). وأوضح أن حجم الأرباح التي حققتها عمليات بنك “اتش اس بي سي” في الإمارات العربية المتحدة قبل احتساب الضرائب، بلغت 265 مليون دولار مقارنة مع 126 مليون دولار للنصف الأول من عام 2010. وبين أن هذه الزيادة انعكست في الأرباح من خلال تطبيق الممارسات قوية لإدارة المخاطر، وقد تم تحقيقها على الرغم من الاضطرابات السياسية والضغوط الاقتصادية التي سادت أجواء 10 بلدان من أصل الـ 14 بلداً التي نمارس فيها عملياتنا وأعمالنا في المنطقة. ولفت إلى أن مرونة الاقتصادات الإقليمية التي تعتمد على النفط وقوة علامة “اتش اس بي سي” التجارية انعكستا عموماً من خلال النمو القوي في حجم الودائع على الرغم من الظروف المتقلبة التي شهدتها المنطقة في النصف الأول من عام 2011. وأشار إلى تراجع مخصصات ارتفاع تكاليف التحَوُّط للقروض المتعثرة وغيرها من المخاطر الائتمانية إلى أدنى مستوياتها منذ النصف الأول من عام 2008، مدفوعة بتحسن شروط الائتمان بشكل عام. ونوه بأن البنك حقق تقدماً في ترسيخ مكانته في مجال أعمال تمويل التجارة الخارجية في المنطقة، مشدداً على قدرة على توفير عائدات استثمارية تفوق تلك التي توفرها الأسواق المتطورة على المدى البعيد. وفي ما يتعلق باستراتيجية البنك الخاصة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، شدد شرف على أهمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالنسبة لأعمال البنك، مشيراً إلى أن هذا القطاع يعتبر من القطاعات الاقتصادية الحيوية والمهمة الداعمة للمنطقة. وأشار إلى أنه وفي عام 2010، كان يقدر عدد الشركات العاملة في دولة الإمارات العربية بنحو 204 ألف شركة، من بينها 194 ألف شركة من الشركات الصغيرة والمتوسطة تمثل نحو 95% من اقتصاد الإمارات العربية المتحدة. وأفاد بأن نتائج دراسات البنك لآراء شركات الأعمال التجارية العالمية، أشارت إلى أن 75% من الشركات المتوسطة تقوم بالفعل بمزاولة عمليات تجارية مع الخارج، في حين أن 74% من الشركات تتوقع زيادة في أنشطتها التجارية الدولية على مدى العامين المقبلين، بينما 27% من الشركات الصغيرة تقوم حالياً بمزاولة أعمال تجارية دولية. وبالنسبة للتوقعات المستقبلية، فإن 40% من الشركات، تقول إنها ستبدأ بتوسيع نطاق أعمالها التجارية على المستوى الدولي في غضون عامين. وأضاف أنه وفي سياق التزام “اتش اس بي سي” بتطوير هذا القطاع – فقد وفر الدعم اللازم والدائم لتنمية الأعمال. البنك يوظف 100 مواطن في 2011 يعتزم بنك “اتش اس بي سي” توظيف 100 مواطن بنهاية العام الحالي في فروع وقطاعات البنك كافة بالإمارات، بحسب عبدالفتاح شرف الرئيس التنفيذي للبنك في الإمارات، الذي أشار إلى وصول نسبة التوطين في البنك إلى أكثر من 40%. وقال شرف إن البنك قام بتوظيف حوالي 60 موظفاً مواطناًَ تقريباً منذ بداية العام حتى الآن، ومع حلول نهاية عام 2011، من المتوقع أن يصل العدد إلى 100 موظفاً جديداً من مواطني الدولة للعمل لدى البنك في الإمارات. وأوضح أنه وخلال شهر سبتمبر 2011 سوف نرحب بانضمام مجموعة جديدة مؤلفة من 20 مواطناً للالتحاق ببرنامج تطوير وتدريب الخريجين، الذي من شأنه أن يوفر للخريجين المواطنين من أصحاب المهارات والخبرات الفرصة للالتزام ببرنامج تدريبي منظم لمدة عامين، إلى جانب فرصة العمل لمدة 4 أو 6 أشهر ضمن فرق العمل المهتمة بهم ومساعدتهم في بناء مسيرتهم المهنية. كما سيقوم بنك “اتش. اس. بي. سي” أيضاً خلال شهر سبتمبر بالترحيب بالدفعة الأولى من خريجي المدارس الثانوية ضمن إطار برنامج “دراستي” الخاص بمعهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية. وستنضم هذه المجموعة إلى “اتش. اس. بي. سي” للعمل موظفين بدوام جزئي إلى حين حصولهم على شهادة الدبلوم في الأعمال المصرفية والخدمات المالية. وأشار إلى أن هناك نجاحات ملحوظة في تطوير وتدريب المواطنين من أصحاب المهارات والخبرات لتولى مناصب إدارية كبيرة وتطوير مسيرتهم المهنية من خلال العمل لدى المؤسسة لتولي مناصب إدارية عليا مثل رئيس الخدمات المصرفية التجارية للإمارات الشمالية ورئيس الخدمات المصرفية المباشرة، والعضو المنتدب لشركة “اتش اس بي سي” الشرق الأوسط للتمويل المحدودة “ميفكو”. وأوضح أن البنك يعمل على تطوير برنامج للتدريب والتطوير الوظيفي للمواطنين الذي من شأنه تمكين الأفراد من أصحاب المهارات والخبرات من الحصول على دعم تدريبي وتنموي منظم لمساعدتهم في تحديد وتحقيق أهدافهم المهنية في البنك ولفت إلى أنه وفي حين أن البنك يولي أهمية كبيرة لتعزيز مفهوم التنوع الوظيفي، مشيراً إلى أن البنك يعمل على تطوير برنامج من شأنه مساعدة الموظفين من الوافدين الحصول على فهم أفضل لثقافة وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.