الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برازيليا وواشنطن: أزمة التجسس

20 سبتمبر 2013 22:39
ستيفن كورزي ريو دي جانيرو يقول محللون اقتصاديون وسياسيون إن العلاقات البرازيلية الأميركية تقف عند مفترق طرق بعد أن ألغت الرئيسة ديلما روسوف زيارة رسمية الشهر المقبل لواشنطن. ويقود أحد الطرق إلى تحقيق أميركي يرضي العاصمة برازيليا فيمهد الطريق لزيارة في موعد آخر للبيت الأبيض ودعم للعلاقات التجارية. لكن الطريق الآخر يؤدي إلى تدهور مستمر في العلاقات، مما قد يضر بصفقات اقتصادية لشركات أميركية مثل بوينج وشيفرون. واندلع الجدل في يونيو عندما بدأ تلفزيون جلوبو البرازيلي ينشر سلسلة تقارير مستقاة من معلومات سرّبها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن، تقدم أدلة تُظهر وكالة الأمن القومي الأميركية وهي تتجسس على اتصالات روسوف وعلى شبكة الكمبيوتر الخاصة بشركة النفط المملوكة للدولة بتروبراس وعلى مليارات من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية التي أجراها أفراد عبر البلاد. وقال مكتب روسوف إن الولايات المتحدة لم تقدم تفسيراً كاملا بشأن برنامجها للتجسس ولم تعد بالانتهاء عنه، مما يعني أننا «لسنا في وضع يؤهلنا» للزيارة. وقال جواو نيفيس، محلل شؤون أميركا اللاتينية في أوراسيا جروب بواشنطن، «قبل الآن كان المتوقع أن تحمل زيارة روسوف العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد... لكن السؤال الآن هو إذا ما كنا سنشهد مزيداً من التدهور في العلاقات. لقد تغيرت الأهداف والتوقعات». وقد تستغل روسوف الأزمة في الوقت الذي وصلت فيه شعبيتها إلى مستوى منخفض بلغ 49.3 في المئة بعد احتجاجات عمت البلاد في يوليو ضد فساد الحكومة وضعف الخدمات العامة. وارتفعت نسبة التأييد الشعبي لها إلى 58 في المئة رغم أن النسبة أقل من نسبة تفوق 70 في المئة في وقت مبكر من هذا العام. وقال روبرتو ازوريتا رئيس قسم أميركا اللاتينية في مدرسة الإدارة السياسية بجامعة جورج واشنطن، إنه بينما يجري تصوير قرار روسوف على أنه تصدى للولايات المتحدة فإنه يمثل أيضاً تضييع لفرصة قيمة لدعم علاقات تجارية ذات قيمة مع الولايات المتحدة. وأضاف: «لدى البيت الأبيض الكثير من القضايا الملحة الأخرى ولسوء الحظ فرغم أهمية البرازيل، وأميركا اللاتينية ككل، فهي ليست على رأس قائمة أولويات الحكومة الأميركية». وأضاف أزوريتا أن اقتصاد البرازيل قد يفقد أكثر مما تفقده الولايات المتحدة مشيراً إلى بوادر النمو الضعيف في البرازيل وعند شركائها في أوروبا والصين. ويتوقع البعض أن تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي في المدى المتوسط دون أي تأثيرات كبيرة. وقال اندرية سيزار المحلل السياسي في البرازيل: «المصالح الاقتصادية للجانبين تفوق الأزمة الحالية». وقال كاسترو نيفيس من أوراسيا جروب إن صفقات أميركية برازيلية معينة قد تتضرر مثل بوينج وشيفرون، وأضاف: «كيف ستتصرف الحكومة إذا فازت شركة أميركية بالعطاء؟»، خاصة مع المزاعم التي تفيد أن شيفرون استفادت من التجسس الأميركي على بتروبراس. وكانت بوينج تتصدر المشهد فيما يبدو حتى وقت قريب في الفوز بعقد قيمته أربعة مليارات دولار لبيع 36 طائرة إف-18 المقاتلة للقوات الجوية البرازيلية، رغم أن المسؤولين البرازيليين يقولون الآن إن البلاد لا يمكن أن تشتري مثل هذه الطائرات الاستراتيجية من بلاد لا يمكن الثقة بها. وقال كاسترو نيفيس: «حتى لو اتخذت البرازيل قرار الشراء من بوينج فإنها لن تعلن عن ذلك الآن». وقال ماركيز موزيس، أستاذ العلاقات الدولية في ساو باولو، إن الشركات البرازيلية قد تتضرر أيضاً، وإن توتر العلاقات قد يؤثر على كل شيء من تصدير الصويا إلى تصدير الحمضيات إلى الولايات المتحدة التي تعد أكبر شريك اقتصادي للبرازيل بعد الصين. ومازال من المتوقع أن تزور روسوف واشنطن في نهاية المطاف. ويتفق المحللون على أن التوقيت وصياغة البيانات الصحفية بدقة واستخدام كلمة «تأجلت» بدلا من «ألغيت»، هي أسباب تدفع للاعتقاد بأن الزعيمين يحاولان احتواء الأزمة وسوف يغيران موعد الزيارة في الشهور المقبلة. وقال مكتب روسوف في بيانه الصحفي إنه بمجرد تسوية الأزمة فإن الزيارة الرسمية «ستجرى في أقرب وقت ممكن». وقال البيت الأبيض إن أوباما مازال يرحب بروسوف «في موعد يتم الاتفاق عليه من الجانبين». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©