الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحقق أرباحاً وتتكبد خسائر ديملر كرايسلر تراوح مكانها!

24 ديسمبر 2006 23:45
شتوتجارت- ''د ب أ'': في 15 سبتمبر الماضي، أعلنت مجموعة ديملر كرايسلر الألمانية الأميركية العملاقة للسيارات عن افتتاح أول مصنع لها في الصين وهو ما اعتبره المراقبون بداية جديدة لهذه الشركة في السوق الصينية، وهي واحدة من أسرع أسواق السيارات نموا في العالم· وفي اليوم نفسه وقع حدث آخر ولكنه كان على الجانب الآخر، حيث حملت الأنباء إعلان دايتر تسيتشه الرئيس التنفيذي للشركة العملاقة عن توقعاته بتسجيل كرايسلر (الفرع الأميركي للشركة) خسائر تصل إلى مليار يورو (33ر1 مليار دولار) خلال العام الحالي ككل· ولم تكن المشكلة في هذا الإعلان هي مجرد حجم الخسائر ولكن لأنه يمثل إشارة واضحة إلى فشل محاولات إنقاذ كرايسلر وإخراجها من عثرتها على يد تسيتشه عندما كان رئيسا لها عام ،2005 ففي العام الماضي نجح تسيتشه في وقف تدهور مبيعات كرايسلر والحد من خسائرها بصورة جعلت الكثيرين يعتقدون أن الشركة الأميركية ودعت ''أيام الألم'' ولكن جاء عام 2006 ليحمل رسالة مخالفة تماما· وفي الوقت الذي حاصرت فيه الشكوك كرايسلر نجح تسيتشه في إنعاش شركة (مرسيدس كار جروب) التابعة لمجموعة ديملر كرايسلر والتي تنتج السيارات الفارهة مرسيدس- بنز· ففي حين عانت (مرسيدس كار جروب) من خسائر بلغت 506 ملايين يورو خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، حققت الشركة أرباحاً بلغت 12ر1 مليار يورو خلال الفترة نفسها من العام الحالي· ومن المتوقع أن تجني أرباحاً كبيرة من طرح الطراز الجديد من (الفئة سي) إلى درجة دفعت المحللين في مؤسسة (بي أند دي فوركاست) للدراسات الاقتصادية إلى القول: إن ''مرسيدس تستعيد قوتها السابقة ببطء''· لكن هذه الأنباء السارة لم تكن بلا ثمن، فقد دفع حوالي 6000 موظف ثمن عودة مرسيدس إلى تحقيق الأرباح بعد أن فقدوا وظائفهم في إطار خطة إعادة هيكلة الشركة وخفض النفقات، وكان أكثر من نصف هؤلاء الموظفين من فئة المديرين وموظفي الإدارة في ألمانيا، وفي الوقت نفسه وافق حوالي 8500 عامل في مصانع مرسيدس على خفض مستحقاتهم طواعية مقابل استمرار عمل مصانع الشركة في ألمانيا وعدم نقلها إلى مناطق أخرى في آسيا وشرق ووسط أوروبا، حيث العمالة أقل تكلفة· ويقول الخبراء: إن برنامج إعادة هيكلة مرسيدس والذي شمل أيضا تطوير خطة طرح طرز جديدة ساعدها في استعادة جزء من تلك الأرض التي خسرتها أمام ''بي إم دبليو''، منافستها في سوق السيارات الفارهة، كما أدرك تسيتشه صعوبة استمرار نزيف الخسائر في شركة السيارات الصغيرة التابعة لها سمارت، وهو ما دفعه إلى إطلاق خطة لخفض إنتاج هذه الشركة التابعة والتركيز فقط على الطرز التي تحقق بالفعل مبيعات جيدة· وقد تعهد تسيتشه للمساهمين بعودة شركة سمارت إلى تحقيق أرباح خلال العام المقبل بعد أن توقف إنتاج سيارتها ذات المقاعد الأربعة والتركيز فقط على إنتاج السيارة ذات المقعدين التي تحقق مبيعات جيدة وإخضاعها لسيطرة كاملة من مرسيدس· في الوقت نفسه يحاول توم لازوردا رئيس كرايسلر وضع برنامج جديد لإعادة الهيكلة، ومن المنتظر الكشف عنه في شهر مارس المقبل، ويعتقد المحللون أن يتضمن البرنامج الجديد توصية بإغلاق مصنع آخر للشركة في الولايات المتحدة، إضافة إلى تلك المصانع التي كان قد سبق لتسيتشه الأمر بإغلاقها في إطار السعي إلى خفض النفقات والتركيز على مراكز الانتاج ذات العمالة الرخيصة· ويقول الخبراء: إن لازوردا وهو مقرب جدا من تسيتشه لديه فرصة واحدة للبقاء في منصبه الرفيع وهي أن يحقق النجاح في إعادة هيكلة كرايسلر وإخراجها من دائرة الخسائر، فإذا لم يحقق النجاح المطلوب فإن بقاءه على رأس كرايسلر سيصبح محل شك· والحقيقة أن مشكلات كرايسلر تبدو بسيطة إذا ما قورنت بالمشكلات التي تواجهها زميلاتها الأميركيات جنرال موتورز وفورد اللتين تعانيان من نزيف خسائر مستمر منذ أكثر من عامين، ومازالتا تحاولان البحث عن مخرج· وإذا كان البعض في ديملر كرايسلر ينظر إلى العام الذي سيودعنا بعد قليل باعتباره عام المراوحة في المكان، فإن هناك من يشكك في أن يكون العام الجديد أفضل منه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©