الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

موسم هجرة مصانع الغزل من جنوب أفريقيا

موسم هجرة مصانع الغزل من جنوب أفريقيا
25 سبتمبر 2011 22:18
تواجه مصانع الغزل والنسيج في جنوب أفريقيا في ظل ارتفاع الأجور خيارين اثنين، الهجرة أو الخروج من السوق. ويشكل قطاع الغزل والنسيج الذي سرح 7829 وظيفة هذا العام، نحو 9% من صناعة البلاد. وعاق فقدان هذه الوظائف تحقيق الحكومة هدفها الرامي إلى توفير 5 ملايين وظيفة بحلول 2020. ومن الشركات التي هاجرت “بيتر بلوند وشركاه” التي اتجهت صوب ليسوتو. ونقلت الشركة نحو 70% من موظفيها لهذه البلاد التي لا يتجاوز عدد سكانها مليوني نسمة. وتخطط الشركة، التي تعمل في صناعة الملابس النسائية، لتوظيف 350 عاملاً في ليسوتو وتخفيض عدد العاملين في كيب تاون من 670 إلى 120 فقط. ويقول مديرها التنفيذي إيكهارد أويلز “التجارة هي التجارة ويبحث المستثمرون عن الأرباح، ولا يوجد أمل في النمو في جنوب أفريقيا”. ويجدر الذكر أن إيكهارد ليس هو الوحيد الذي يحذر من حدوث مشكلات، حيث يحذر عدد من الخبراء من أن ارتفاع الأجور والإضرابات المتكررة ونظم العمل المعقدة، من الممكن أن تقود إلى إثارة المشاكل في أكبر اقتصادات القارة الأفريقية. وفي الوقت الذي يبحث فيه المستثمرون العالميون عن موطئ قدم في أفريقيا، يتجه قطاع الغزل والنسيج بكثافته العمالية في جنوب أفريقيا نحو مناطق أخرى ليس ليسوتو فحسب، بل سوازيلاند وموزمبيق المجاورتين أيضاً. ويذكر أن 52 مصنعاً قفلت أبوابها في جنوب أفريقيا في النصف الأول من العام الجاري. وسافر عدد من وزراء ليسوتو وموزمبيق وسوازيلاند إلى جنوب أفريقيا بغرض إغراء هذه المصانع، خاصة أن تكلفة صناعة القميص في جنوب أفريقيا تصل إلى 65 سنتاً بينما لا تتجاوز 19 سنتاً في ليسوتو. وعامل آخر هو أن “قانون الفرص والنمو في أفريقيا”، وهو قانون أميركي يسمح لشركات الغزل والنسيج في ليسوتو والدول الأفريقية الفقيرة الأخرى بالتصدير إلى أميركا بلا جمارك، بينما على شركات جنوب أفريقيا التي تتمتع بأوضاع أفضل، دفع رسوم جمركية مما يتسبب في رفع التكلفة. ويعكس ارتفاع تكاليف قطاع صناعة المنسوجات تحديات أكبر تواجه القطاع الصناعي ككل في جنوب أفريقيا، التي أثبتت نجاحاً واضحاً في تطوير بعض الصناعات. وقامت شركة “تاتا” الهندية في الشهر الماضي بفتح خط تجميع هناك، بالإضافة إلى “فورد موتور” التي قامت بتوسيع مصنعها للمحركات. وقلل المسؤولون في الحكومة من خطر المنافسة القادم من الدول المجاورة. ويقول روب ديفيس وزير “التجارة والصناعة” “إذا أرادت الشركات المنافسة انطلاقاً من قضية الأجور، فإنها تسلك طريقاً طويلة، حيث يمكن لجنوب أفريقيا إحياء قطاع صناعة المنسوجات عبر التركيز على الملبوسات الراقية بدلاً من العادية”. لكن الخسارة كبيرة، حيث تراجعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى جنوب أفريقيا في العام الماضي إلى 1,5 مليار دولار، أي لربع المستوى الذي كانت عليه في 2009، في الوقت الذي سجلت فيه الاقتصادات النامية عموماً نمواً قدره 9,7%. ويكمن جزء من المشكلة في أن نظم وقوانين العمل في جنوب أفريقيا تناسب دولة أكثر ثراء. كما أن التوظيف والتسريح من العمليات الصعبة في وجود حماية قوية للعمال. ويُذكر أن أجور قطاع الغزل والنسيج ارتفعت بنحو 6,5% في السنة المالية الماضية متجاوزة التضخم عند 3,2%. ومدينة نيوكاسيل الواقعة في إقليم كوازولو ناتال الشرقي، خير مثال للظروف القاسية التي يمر بها قطاع صناعة النسيج في جنوب أفريقيا. وأصبحت المدينة التي كانت جاذبة للشركات التايوانية، خالية من السكان. ولعدم مقدرتها مجاراة ارتفاع الأجور، ركزت العديد من المصانع على خفض تكاليفها. ويذكر إيكهارد أويلز مدير “بيتر بلوند” أن الانتقال إلى ليسوتو يوفر عليه 5 ملايين دولار سنوياً، وبدلاً من تقليص حجم عمالها استطاعت الشركة زيادة معدل إنتاجها في مقرها الجديد. ويقول “توصل المسؤولون في ليسوتو إلى حقيقة أن تكلفة العمالة هي واحدة من المزايا المهمة لتحقيق المنافسة”. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©