السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسعار النفط في أدنى مستوياتها خلال سنتين

أسعار النفط في أدنى مستوياتها خلال سنتين
10 أكتوبر 2014 22:40
أخذت ناقلات النفط تسلك طرقاً لم يسبق لها السير فيها من قبل، حيث تعمل مجموعة متزايدة منها في نقل النفط الصخري الأميركي من خليج المكسيك إلى المقاطعات الكندية الواقعة في المحيط الأطلسي، مروراً بمرافق التكرير الأميركية. وفي غضون ذلك، تتجه الناقلات المحملة بخام النفط الثقيل من غرب البلاد، صوب الدول الغربية. وفي كولومبيا وفنزويلا في أميركا الجنوبية، تعمل السفن التي كانت تتجه نحو خليج المكسيك في الماضي، على فتح طريق جديدة ناحية الصين. وتعكس هذه الرحلات غير المخطط لها، ضرورة تعاون المنتجين والتجار معاً، بهدف بيع إنتاجهم من النفط في سوق مغمورة بالفائض من الخام. ويعني الفائض، بصرف النظر عن المخاوف حول تأثير الصراعات في كل من العراق أوكرانيا، على أسواق الطاقة خفض الأسعار والبحث عن منافذ جديدة. وبعد بلوغ 115 دولاراً للبرميل في يونيو، انخفض سعر برنت الذي يعتبر بمثابة المؤشر العالمي لأسعار النفط، بنسبة تقارب 20% إلى 91,48 دولار للبرميل، في أدنى مستوى له منذ 2012. كما يشير التراجع الكبير في الأسعار، لمعاناة السوق من أجل استيعاب الكم الهائل من الإنتاج، في وقت دفعت طفرة السجيل الصخري في أميركا بالإنتاج لمستويات لم يشهدها منذ 28 عاماً، وذلك على حساب الواردات التي تراجعت بشكل ملحوظ. وفي تحول مثير، لم تقم نيجيريا على سبيل المثال، بتصدير برميل نفط واحد لأميركا خلال يوليو الماضي، حيث كانت الدولة الأفريقية وقبل أربع سنوات فقط، واحدة من بين أكبر خمس دول مصدرة للنفط إلى أميركا. وفي حين لا تزال أميركا تستورد خام النفط، تحول النفط عالي الجودة المستخرج من حقولها الصخرية، إلى تخمة بجانب تصدير جزء منه للخارج. وبلغت صادرات النفط الخام الأميركي مثلاً، أعلى مستوياتها منذ خمسينات القرن الماضي، لتستحوذ الصين على معظمها. وفي الوقت نفسه، وبعودة نفط ليبيا للأسواق، زادت دول الأوبك من حجم إنتاجها لمستويات غير مسبوقة منذ سنتين، في وقت تعمل فيه روسيا على إنتاج كميات كبيرة من النفط. تراجع الطلب وبدأت بوادر تراجع الطلب تلوح في الأفق على الصعيدين الموسمي والهيكلي، حيث انتهى موسم القيادة الصيفي في أميركا، بينما تقلص نهم مرافق التكرير لخام النفط. ويؤكد بطء نمو الاقتصاد الصيني على هدوء عجلة نمو الطلب في ثاني أكبر دولة لاستهلاك النفط في العالم. ويتضح كل ذلك جلياً في الأرقام، حيث يقدر آخر مسح صدر عن «رويترز»، إنتاج منظمة أوبك بنحو 30,96 مليون برميل في اليوم في سبتمبر، وإنتاج المملكة العربية السعودية بنحو 9,78 مليون برميل في اليوم. وفي الجانب الآخر من معادلة الطلب، تتفق توقعات الخبراء، بتراجع طلب نفط الأوبك من 30,1 مليون برميل في اليوم خلال الربع الجاري، إلى 28,88 مليون برميل في اليوم خلال الربع الأول من العام المقبل. وتوقعت أوبك نفسها، إنتاج الربع الأول منخفضاً عند 28,39 مليون برميل في اليوم، منوهة بفائض بنحو 2,57 مليون برميل في اليوم، في حالة استمرار مستوى إنتاج سبتمبر على ما هو عليه. وتبدو التوقعات صعبة حتى إذا انخفض مستوى إنتاج ليبيا. وعلى ضوء هذا التراجع، تتنافس حقول الإنتاج من روسيا وأميركا الجنوبية وغرب أفريقيا والشرق الأوسط وبحر الشمال، فيما بينها للحصول على أسواق جديدة، خاصة في آسيا التي يراها بعض خبراء السوق الوحيدة لنمو النفط، والتي يتنافس الجميع لتأمين جزء فيها. وزادت نيجيريا على سبيل المثال، صادراتها إلى أكبر أربع أسواق في آسيا، الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية، بأكثر من 40% خلال العام الحالي حتى الآن، بالمقارنة مع مستوى السنة الماضية. احتدام المنافسة ويرى جيوفاني سيريو، مدير قسم البحوث في مؤسسة نوبل جروب التجارية في هونج كونج أن نيجيريا ليست الوحيدة، ويقول :«يدور تنافس محتدم في سبيل الحصول على حصة في السوق. ويحتاج قدر كبير من خام حوض الأطلسي الذي لم يتم تصديره لأميركا، للتوجه صوب دول آسيا بأسعار جاذبة. ونتج عن هذا التغيير في اتجاه سير النفط، ضغوط على المملكة العربية السعودية في منطقة ليس في مقدروها تحمل فقدان حصة سوقية طويلة الأجل». لذا، لم يستغرب الكثير من المراقبين عندما خفضت السعودية مؤخراً سعرها الرسمي لعملاء لها في آسيا. وتبدو هذه التوترات جلية أيضاً في حقلي التجارة والنقل، حيث انخفضت صادرات كولومبيا من خام النفط إلى أميركا بنحو الثلث إلى 200 ألف برميل في اليوم، بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. لكن تشير أرقام أخرى في الوقت نفسه، إلى ارتفاع مبيعات كولومبيا للصين، إلى أكثر من الضعف إلى 130 ألف برميل في اليوم. وفي حالة استمرار تراجع الأسعار، يتبادر للذهن الكيفية التي يمكن أن تتصرف بها الدول المنتجة للنفط. وذكر المحللون، أن أبار النفط المحكم في أميركا، بلغت النقطة التي يصعب معها تحقيق الأرباح. ويقول أشيك دشباندي، محلل النفط في مؤسسة ناتيكسيز المصرفية الفرنسية :«لم تبلغ شركات إنتاج النفط الأميركية مرحلة المعاناة بعد، لكن من المؤكد حدوث ذلك إذا انخفضت الأسعار دون 90 دولاراً للبرميل لفترة طويلة من الوقت». ويقول آدم لونج سن، المحلل في مورجان ستانلي :«تظل أوبك متفائلة في أن يساعد تحسن الطلب على خام النفط خلال الربع الأخير من العام الجاري، في ارتفاع الأسعار. ونتيجة لذلك، يكون من المثير للاستغراب خفض الإنتاج بمعدلات كبيرة غير الموسمية». لكن ربما يتغير ذلك، إذا فشل تحسن الطلب الموسمي في تثبيت الأسعار. ومن الطبيعي أن تقوم المملكة العربية السعودية بوصفها أكبر دولة منتجة في المجموعة، بتقليص الإنتاج إذا دعت الضرورة للحيلولة دون المزيد من تدني الأسعار، ربما بنحو نصف مليون برميل في اليوم بنهاية العام الحالي. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©