الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كرامة: المسرح تحول إلى سلعة ولا بد من تنازلات

كرامة: المسرح تحول إلى سلعة ولا بد من تنازلات
10 أكتوبر 2014 22:50
يعتبر صالح كرامة واحداًمن الفنانين الرواد الذين أسسوا مسرح أبوظبي منذ خمس وثلاثين سنة. درس الإعلام في جامعة الإمارات، وتابع دراسة السينما في بريطانيا وهو مؤلف ومخرج. فاز بجائزة العويس للإبداع في دورتها الحادية والعشرين عام 2014 عن أفضل نص مسرحي فب مسرحية «سراب». وفاز هذا العام أيضاً بجائزة التأليف المسرحي من قبل دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عن نص «سيادة المخلص». وسبق أن فاز نصه «عربة الروح» بجائزة «سان سيباستيان» العالمية في إسبانيا، الذي أخرجه المخرج الإنجليزي كونراد كلارك. ونال جوائز عربية عدة أبرزها جائزة أفضل كاتب عربي في مهرجان المسرح العربي في القاهرة عام 2007 عن نص «حاول مرة أخرى». وتسلم كرامة إدارة مسابقة أفلام الإمارات في الدورة السادسة لمهرجان أبوظبي السينمائي. ومن أهم أفلامه «ما تبقى» و«عربة الروح» و«المرآة» و«حنا»، و«عيناها». «الاتحاد» التقت كرامة وسألته عن رأيه بالمشهد المسرحي الإماراتي؟ فقال إن الحراك المسرحي في الساحة الإماراتية يشهد زخماً غير عادي في الآونة الأخيرة، وهو يبشر بمستقبل واعد، خاصة أن الإقبال الشبابي عليه يتزايد يوماً بعد آخر، في موازاة زيادة الاهتمام والدعم الرسمي للمسرح. ويدلل على ذلك بلجوء المسرحيين الإماراتيين إلى النص المسرحي العربي لسد النقص محلياً، وخصوصاً في السنوات الخمس الأخيرة. وعن وظيفة المسرح، وهل يقوم المسرح الإماراتي والعربي بدوره، على مستوى التفاعل مع المجتمع والمساهمة في عملية التنوير؟ يقول كرامة إن المسرح قام بوظيفته في السابق على أحسن ما يكون، ولكن بعض المخرجين تمردوا على النص، وصار يعرف باسم مسرح الصورة، ولكن بعد فترة اكتشفوا أن المسرح ليس صورة بل كلمة منطوقة أو كما يقول أرسطو «هو فعل ورد فعل». موضحاً أن دور المسرح أو وظيفته تتوقف على قدرته بإقناع المتلقي. وهذا ما جعله يدخل في الآونة الأخيرة مرحلة تراجع وانكفاء إماراتياً وعربياً وخصوصاً على مستوى استقطاب الجمهور، إلا أن الواقع المسرحي الراهن عموماً يبشر بتحولات مهمة. وأوضح كرامة أن المسرح دخيل على الثقافة العربية بشكل عام، وبالتالي ليست له جذور راسخة في الوعي الجمعي كرسالة فنية، تسمح له بالحضور الفاعل في المراحل الصعبة التي تواجهها المجتمعات. ذلك لأن المسرح مرتبط بشكل مباشر بالواقع الاجتماعي، وعندما يتعرض هذا الواقع لصدمات عنيفة كما حصل في العقد الأخير، عانى المسرح كما تعاني كل الأجناس الفنية الأخرى من مشكلات الاستخفاف برسالة الفن. ويتابع كرامة : « لقد تم تهميش الذائقة النوعية لدى المتلقي العربي، بمعنى أن المسرح جرى تسخيره وتحويله إلى أغراض تجارية بحتة، بدوافع الكسب والتسويق بأي ثمن، فقام البعض بتسويق المسرح الرخيص، الذي جعل الناس تنفر وتبتعد عن صالات المسرح في مجمل الواقع العربي. أما بشأن تفسير غياب دور المسرح الإماراتي في حياة الناس في الوقت الراهن؟ فيقول إن تأثيره موجود، ولكن نتيجة تسارع إيقاعات الحياة وزحف العولمة بضخ وسائط الاتصال في اللحظة الواحدة، ملايين وربما مليارات الصور والأحداث والاكتشافات والاختراعات وما شاكل ذلك في سياق استهلاكي بشع، جعل الناس تحجم عن المسرح الطليعي الجاد، وهو ما يتميز به المسرح الإماراتي، واتجه الجميع للبحث عن الترفيه والاستهلاك الرخيص، ولهذا ظل فن المسرح نخبوياً في الإمارات. وعن كيفية عكس الآية، للعودة بالجمهور إلى المسرح؟ يقول كرامة: «على المبدع أن يقدم تنازلات بسيطة، من خلال تقديم موضوعات جادة بقالب خفيف وجذاب، ولكن لا يجوز الانحدار إلى الإسفاف مهما كانت الأسباب أو المبررات. ملاحظاً أن بعض المخرجين أستطاعوا أن يقاربوا العمل الجاد والجماهيري في آن واحد، وقاموا بدور مقبول في هذا الاتجاه. ولكن ذلك ليس كافياً لأن المشكلة تبقى أن ثقافة الجمهور أخذت تشكلها الفضائيات ووسائط الاتصال الحديثة القائمة على تسليع كل شيء كما ذكرت سابقاً. ولذلك لا بد من البدء من الصفر من جديد، أي الانطلاق بتأسيس ثقافة مسرحية حقيقية في المدارس بإدارة المسرحيين أنفسهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©