العراق: الهجوم التركي في الشمال يهدد استقرار المنطقة كلها

حذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس من تداعيات الهجوم التركي في شمال العراق، قائلا إنه ''يهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها''، فيما واصل الجيش التركي هجومه ضد معاقل حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، مما أسفر حتى الآن عن مقتل 79 من المتمردين و7 جنود أتراك بحسب حصيلة لرئاسة الأركان التركية· وطالبت حكومة كردستان العراق بانسحاب تركي ''فوري'' وأمر رئيس الإقليم مسعود بارزاني بالاستعداد لـ''مقاومة شاملة'' ضد القوات التركية في حال تعرض أي من مواطني الإقليم للاعتداء أو جرى استهداف منطقة مأهولة· وشكك بيان لحكومة كردستان العراق في دوافع الهجوم التركي، وتساءل عن ''علاقة جسور يستخدمها المواطنون في حياتهم اليومية '' تم تدميرها بالقصف التركي، بمكافحة المسلحين الانفصاليين· كما حملت الحكومة ذاتها الولايات المتحدة مسؤولية التوغل التركي قائلة ''لولا الولايات المتحدة لما استطاعت تركيا أن تسمح لنفسها بانتهاك السيادة العراقية برا وجوا''· إلى ذلك مضت القوات التركية قدما أمس في هجومها على متمردي حزب العمال الكردستاني المتمركزين بشمال العراق في عملية مكثفة أوقعت حتى الآن بحسب أنقرة نحو 79 قتيلا من المتمردين و7 جنود أتراك بحسب الجيش التركي· فيما تحدث المتمردون عن قتلهم 22 عسكريا من الجيش التركي· وفي تصعيد خطير، طالبت حكومة كردستان العراق أمس أنقرة بسحب قواتها خارج الأراضي العراقية ''فورا'' وهددت باللجوء إلى ''مقاومة شاملة'' ضد القوات التركية إذا ما '' وقع اعتداء على اي مواطن في الاقليم أو تم استهداف مواقع مأهولة'' محملة الولايات المتحدة مسؤولية التوغل التركي· وقالت '' لولا الولايات المتحدة لما استطاعت تركيا أن تسمح لنفسها بانتهاك السيادة العراقية برا وجوا''· وأفاد ناطق باسم رئاسة إقليم كردستان العراق أمس أن مسعود بارزاني رئيس الإقليم أكد خلال لقائه المسؤولين الإداريين والعسكريين والأمنيين أمس في دهوك، على المقاومة ''إن تعرض مواطنو الإقليم لأي اعتداء من جانب القوات التركية''· وجاء في بيان صادر عن رئاسة إقليم كرستان أمس أن ''بارزاني اجتمع أثناء زيارته لمحافظة دهوك مع مسؤولي المؤسسات الإدارية والأمنية والعسكرية ذات العلاقة في المنطقة''· وأضاف ''بعد الاطلاع على سير الوضع في المناطق الحدودية وبحث المستجدات الناتجة عن الاعتداءات التركية على أراضي إقليم كردستان، تم التأكيد على أن إقليم كردستان لن يكون طرفا في القتال بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، غير أنه في حال وقع اعتداء على أي مواطن في الإقليم أو المناطق المأهولة فقد صدرت الأوامر باللجوء إلى مقاومة شاملة وقد اتخذت كل الاستعدادات في هذا الشأن''· وشكك البيان في النوايا الحقيقية للهجمات التركية، مشيرا إلى أن هدفها هو إقليم كردستان وتجربته الديمقراطية وليس المتمردين متسائلا ''ما علاقة تدمير جسور حيوية يستخدمها المواطنون في حياتهم اليومية داخل عمق المناطق المأهولة، بحزب العمال الكردستاني؟''· وفيما هدد مقاتلو الحزب المتمرد بنقل العمليات العسكرية إلى المدن التركية إذا ما استمر الهجوم، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية على الدباغ أمس ان بغداد تتفهــــم تماما التــــهديد الذي تواجهه تركيــــا ولكن العمليات العســـكرية لن تحل مشكلة الانفصاليين الأتراك مشيرا إلى التجـــارب التركــــية السابقة التي فشلت في استئصال المسلحين· وأشار عسكريون اتراك أيضا إلى جو الذعر الذي خيم على المتمردين، وتحدثوا عن تأثير المفاجأة عليهم· وأضافت ان ''5 من طواقمنا استشهدوا خلال هذه المعارك'' ان ''الاشتباكات ما زالت مستمرة بتقطع في بعض المناطق''· وقال الجيش التركي ''ان الارهابيين تكبدوا بحسب المعلومات الأولية خسائر فادحة تحت وابل الأسلحة البعيدة المدى والضربات الجوية''· وأضاف ''تفيد استخباراتنا ان قادة الكردستاني يحاولون الفرار من المنطقة والتراجع إلى الجنوب في حالة من الذعر''· وتواصلت معارك كثيفة وقصف مدفعي حتى وقت متأخر فجر أمس· وأكد سكان في قطاعات هاكورك وسيدكان، وهي مناطق عراقية قريبة من مدينة جوكورجا التركية، انهم سمعوا تبادلا كثيفا لإطلاق نيران أسلحة رشاشة إضافة إلى هدير طائرات قتالية ومروحيات· وسمع دوي قصف مدفعي كثيف حتى منتصف الليل قبل الماضية في قطاع بامرنه كما أشار سكان المنطقة· واعلن مصدر عسكري كردي عراقي أمس ان مدفعية القوات التركية استهدفت 4 مناطق تابعة لناحية العمادية، أقصى شمال العراق، تضم معاقل للمتمردين الأتراك· وقال المصدر في قوات الحدود الكردية العراقية ان ''القوات التركية قصفت مناطق بالو وزيو ونيرو وريكان التابعة لمنطقة العمادية'' في محافظة دهوك· وأوضح ان ''القصف بدأ قرابة التاسعة صباحا أمس واستمر ساعـــتين رافـــقه تحـــليق مروحـــيات تركية في المناطق'' ذاتــــها· ولم يشر المصدر الى سقوط ضحايا· وعنونت صحيفة ''وطن'' التركية أمس ''ثأر الشهداء''· وكتبت صحيفة ''اقسام'' ''لقد انقض عشرة آلاف جندي تحدوا الثلج والشتاء على حزب العمال الكردستاني كمطرقة''· ودعت الصحافة الليبرالية إلى اتمام الوجه العسكري ضد حزب العمال الكردستاني بإصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية لمصلحة الأكراد· وفي اسطنبول تظاهر مئات الأشخاص تلبية لنداء من حزب ''من أجل مجتمع ديمقراطي'' الموالي للأكراد احتجاجا على التوغل·