الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ضبط بنغاليين يشتبه في تسببهما بوفاة الطفلة حبيبة وإصابة شقيقها

ضبط بنغاليين يشتبه في تسببهما بوفاة الطفلة حبيبة وإصابة شقيقها
13 سبتمبر 2012
ألقت شرطة الشارقة القبض على سبعة أشخاص من الجنسية البنغالية متهمين بإدارة سكن في منطقة أم الطرافة بالإمارة واستخدامه كشركة لرش المبيدات الحشرية وبصورة مخالفة للقانون. وأضافت الشرطة أن اثنين من المتهمين يشتبه في تسببهما بوفاة الطفلة حبيبة وإصابة شقيقها عبد الرحمن اثر الحادث الذي وقع في الإمارة في الثاني من الشهر الجاري بعد أن ثبت قيامهما برش مبيدات في شقة مجاورة لعائلة الطفلين. وكشفت الشرطة أنها عثرت على 26 قرصاً من مادة فوسفيد الألومنيوم الممنوع تداولها وقد تم توزيعها في مواقع مختلفة من الشقة المجاورة للأسره المنكوبة بطريقة تدل على أنها استخدمت بهدف تطهير الشقة من القوارض والحشرات بعد سفر قاطنيها، وأن نسبة التلوث في الهواء داخل الشقة تزيد 200 مرة عن الحد المسموح به في رش المبيدات المصرح بها. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مركز الشارقة الإعلامي وحضره الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس المركز، والعقيد سلطان الخيال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في القيادة العامة لشرطة الشارقة والعقيد الدكتور عبدالقادر العامري رئيس المختبر الجنائي والعقيد جهاد سعيد ساحوه مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية والشيخة الدكتورة رشا القاسمي مساعد المدير العام لبلدية الشارقة وأسامة مرة مدير مركز الشارقة الإعلامي والرائد محمد الشحي من إدارة العلاقات العامة والإعلام بالشرطة، وذلك ظهر أمس في مقر المركز. وأكد الخيال أن نتائج الفحوصات المخبرية لشرطة الشارقة على العينات من الطفلين حبيبة عامين) وعبد الرحمن (6 أعوام) أكدت أن سبب الوفاة يعود لتسمم كيميائي وليس غذائيا، نتج عن استنشاقهما غاز الفوسفين السام الذي ينبعث من مادة فوسفيد الألومنيوم والذي تم اكتشافها في الأقراص وتسرب الرائحة إلى الشقة عبر فتحات التهوية مما أدى إلى استنشاق الطفلين وأدى إلى وفاة الطفلة وتدهور حالة شقيقها. وأضاف أن لجنة ثلاثية من الشرطة والبلدية ومستشفى القاسمي عقدت عدة لقاءات واجتماعات خلال الفترة الماضية ومن خلال فحوصات على الأغذية التي تناولها الأطفال تبين عدم وجود أي تسمم بها كما وبعد الإجراءات القانونية المتبعة، قاموا بفتح الشقة المجاورة للأسرة المنكوبة وتبين أن أسرة من الجنسية الهندية تقطنها قاموا برش المبيدات عبر الأشخاص المخالفين وهو ما كان السبب وراء الواقعة. نتائج الفحوص بدورها أكدت الشيخة رشا القاسمي مساعد المدير العام لبلدية الشارقة أن نتائج الفحوص المخبرية للأغذية المرفوعة لم تثبت وجود علامات على فساد الأغذية المتناولة بواسطة الأطفال، وأن العمل التنسيقي الجاري الآن بين المختصين من ثلاث جهات علمية مختلفة، بهدف التشاور والتنسيق لاتخاذ رأي مهم على خلفية القضية المشار إليها يأتي من منطلق الإيمان بأن التخصصات العلمية الدقيقة أصبحت متداخلة بدرجة لا بد منها من التكامل والتعاون العلمي في الأمور الفنية لإنجاز العمل بالجودة المطلوبة. من جانبه أشار العقيد الدكتور عبدالقادر العامري رئيس المختبر الجنائي بشرطة الشارقة إلى مدى خطورة المبيدات الحشرية بطرق خاطئة ومسؤوليتها عن قتل الكثيرين من الأشخاص في العديد من دول العالم، ومنها فوسفيد الألومنيوم الذي يعرف بأسماء تجارية عدة حسب بلد المنشأ ومنها اسيلفوس، يونايتد فوسفورس، فوستوكسين، فيوميفوس، يطلق غاز الفوسفين السام عند تفاعله مع الرطوبة. وأوضح أن قضايا التسمم بصفة عامة سواء كان غذائياً أو كيميائياً هي من القضايا المعقدة والمتشعبة التي تحتاج إلى مهنية عالية وإلى تضافر جهود وإمكانات جهات علمية عديدة لإثباتها لأسباب تتعلق بضرورة سرعة التدخل وإجراء التشخيص الإكلينيكي وكذلك بنوعية التحاليل الكيميائية والبكتيرية المطلوب إجراؤها على العينات البيولوجية (دم ومحتويات معدة وأغذية)، حتى تتمكن الجهة المعنية من إتباع العلاج المناسب وفي أسرع وقت ممكن. وأضاف الدكتور العامري أن نتائج الفحوص المخبرية والمعاينات الفنية لشقة الأطفال وللعينات المرفوعة أثبتت أن هناك كميات كبيرة من مادة فوسفيد الألمنيوم السامة المستخدمة بوصفها مبيداً حشرياً في الشقة المجاورة للشقة موضوع الحادث، وهناك أدلة قوية متوافرة لدى الشرطة على وجود تسرب غاز الفوسفين السام إلى شقة الأطفال من الشقة المجاورة لها عبر فتحات التهوية خلف السقف المستعار، وهي غير مرئية للقاطنين. ضبط شخصين ولفت العقيد جهاد سعيد ساحوه مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة الشارقة، أنه وبعد البحث والتحري وجمع المعلومات توصل الفريق إلى أن هناك شخصين من الجنسية البنغالية هما من قاما بمعالجة المنزل بتلك المبيدات الحشرية السامة. وعليه وبعد إتمام كافة الإجراءات القانونية تم ضبط المذكورين واعترفا بأنهما من قاما برش المنزل بتلك الأنواع من المبيدات الحشرية، وبسؤالهما عن مصدر تلك المبيدات قاد المشتبه بهما فريق البحث الجنائي يرافقهم خبراء السموم والمواد الكيميائية من المختبر الجنائي إلى مقر سكنهما ليفاجأوا بأن الشقة عبارة عن مصنع لخلط تلك المبيدات الحشرية السامة وتحويل مقر سكنهما بمشاركة خمسة أشخاص آخرين يسكنون معهما في الشقة نفسها إلى محل تجاري ومعمل غير مرخص لخلط وبيع وتداول المواد الكيميائية السامة في مكافحة الحشرات. وقال إن رجال البحث الجنائي تبينوا أن لكل شخص من هؤلاء المتهمين بمثابة شركة مستقله عن الآخر ولديهم فواتير مستقلة، كما أن جميعهم لا يملكون تصاريح بمزاولة هذه الأنشطة، وتم العثور على عدد كبير من المبيدات الحشرية المسموح بها إلا أنهم من الممكن أن يقوموا بخلطها بطريقة غير مدروسة قد تسبب أذى للآخرين، وعليه تم تحويلهم للنيابة العامة بالشارقة لاستكمال التحقيقات معهم. ونوه إلى أن الشرطة قامت بالتواصل مع العديد من الأسر وفق أرقام هاتفية موجوده لديهم تنبههم بخطورة المواد التي تم رشها في منازلهم وضرورة تهوية مساكنهم وذلك لعدم تعرضهم لمضاعفات أو مكروه لأحد أفراد أسرتهم جراء استنشاق المواد الكيماوية السامة. حادثة التسمم وسرد أسامة مرة مدير مركز الشارقة الإعلامي الواقعة بأنه، وفي فجر يوم الأحد الموافق 2 سبتمبر الجاري دخل الطفلان (حبيبة وعبد الرحمن هشام عبد الرحمن، من الجنسية المصرية)، إلى قسم الطوارئ بمستشفى القاسمي بصحبة والديهما، حيث كانت حالتهما صعبة، وكانت الطفلة تعاني هبوطاً حاداً في الضغط، وجفافاً وقيئاً متكرراً وشقيقها أيضاً، وبعدها تم إدخالهما العناية المركزة وإعطائهما محاليل، وتم تشخيص الحالة من قبل الأطباء على أنها اشتباه في حالة تسمم غذائي. وأضاف أن الطفلة توفيت بعد 6 ساعات من دخولهما المستشفى وأن شقيقها ما زال يتلقى العلاج في قسم العناية المركزة حالياً، وأن الجهات المعنية بدأت بعدها التحقيقات، على كافة القطاعات. وأكد الدكتور خالد خلفان اختصاصي الأطفال ونائب المدير الفني لمستشفى القاسمي أنه تم رفع جهاز التنفس الصناعي عن الطفل عبد الرحمن وأن حالته الصحية تتحسن إلا أنها ما زالت خطرة نظراً لتشبع الجسم بالمواد السامة التي أثرت عليه. وقال إن الطفل سيظل تحت الملاحظة خلال الفترة المقبلة نظراً لخطورة حالته، مشيراً إلى أن الفريق الطبي، وبالتعاون مع الجهات المعنية من البلدية والمختبر الجنائي، بذل جهداً كبيراً وعملاً متواصلاً مستمراً وتبادل المعلومات ونتائج الفحوص المخبرية أولاً بأول للوقوف على المعطيات الرئيسية التي يمكن بواسطتها التوصل إلى التفسير العلمي الدقيق للحالة، إلى أن توصل للسبب الحقيقي في التسمم. طفلة لم تتسمم علق الدكتور عبد القادر العامري مدير المختبر الجنائي في شرطة الشارقة، رداً على “ الاتحاد“ حول أسباب عدم تعرض الطفلة الثالثة للأسرة المنكوبة ( فاطمة والتي يبلغ عمرها شهرا واحدا )، للتسمم كحال أشقائها: “أن هذا الأمر شغل اهتمام المختصين في المختبر الجنائي طوال الأيام الماضية وناقشوه فيما بينهم”. وتابع: “ إن هناك بعض الأجسام وبحسب وزنها قد تتعرض لاستنشاق كميات من السموم قد تكون مميته كما وأن الطفلين من الممكن أن يكونا قد تعرضا للمادة السامة بصورة مباشرة وهو ما لم يحدث مع الطفلة الصغيرة ذات الشهر الواحد”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©