الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لماذا لم ينجح الرياضيون سياسياً؟

26 سبتمبر 2011 13:50
رغم النجومية والحضور الكبير والدائم، سواء على صفحات الجرائد، أو من خلال المحطات الإذاعية أو التلفزيونات، والمحطات الفضائية المختلفة، ورغم أن قطاع الرياضة يضم جمهورا كبيرا من مختلف القطاعات الأخرى، إلا أن الوسط الرياضي تلقى يوم السبت الماضي صفعة مؤلمة وخسارة جديدة له ضمن الخسائر المتتالية لرياضتنا، عندما أخفقت جميع الشخصيات الرياضية التي تقدمت لترشيح نفسها ضمن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في دورته الحالية، حيث فشلت تلك الشخصيات في الحصول على النسبة المطلوبة والمؤهلة إلى المجلس الوطني، وبالتالي فشلت في تمثيل الناس سياسياً، ولم يقنعوا الناخبين بهم ولا برامجهم وجاء التصويت لاعتبارات تقليدية انحازت إلى الشخصية والقبيلة قبل البرنامج الانتخابي لهذا العضو مع بعض الاستثناءات، بما يخص فوز نسبة قليلة من الشباب في هذه الانتخابات. ولعل السبب الأول في رأيي الشخصي في خسارة تلك الشخصيات الرياضية هو برنامجهم الانتخابي الذي ابتعد كثيراً عن واقعهم ومجالهم فيما يخص الرياضة والشباب، وأغلبهم إن لم يكن جميعهم ذهبوا بعيداً عن المعوقات والمشاكل التي تعاني منها الرياضة وانطلقوا من مكان غير مكانهم، وكان محور برامجهم يرتكز على قضايا أخرى في المجتمع هناك من يجيد التعامل معها أفضل منهم، صحيح أن لهؤلاء مكانة وتقديراً من المجتمع لكونهم من الشخصيات المؤسسة، ويعتبرون من الرعيل الأول في مجال الرياضة، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالسياسة وخدمة الوطن في مجال بعيد عن ملعبهم فإنهم يفتقرون إلى أسلحتهم وأدواتهم. كنت أتمنى مثلاً من تلك الشخصيات التي أعتز بها وأقدرها شخصيا أن تتضمن برامجهم الانتخابي إخفاق رياضتنا الأولمبية التي تأن من كثرة وتوالي الإخفاقات، عندما تمثل الإمارات في المحافل الدولية، والأخذ بها إلى الطرق الصحيحة لإعداد جيل من المواهب واللاعبين نحو الإنجاز. كنت أتمنى أن يتضمن برامجهم المشاكل التي تحيط بباقي الألعاب وتهدد بإلغائها نهائياً في الوقت الذي عجزت فيه الهيئة العامة للشباب والرياضة عن التدخل وحل مشاكلهم، كنت أتمنى أن تطرح تلك الشخصيات مثلاً مشكلة الكرة الإماراتية، ولماذا إلى الآن لم ينجح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في تكرار إنجاز الصعود المشرف إلى مونديال إيطاليا عام 90، أو لماذا لم تستطع كرتنا مقارعة الكبار في آسيا منذ بلوغنا المباراة النهائية عام 96 لكأس آسيا التي أقيمت في الإمارات، رغم الدعم المادي والمعنوي لها، كنت أبحث وأفتش في برامجهم عن قضايا الهدر المالي الذي تصرفه الأندية على الدوري المحلي والاحتراف وجلب اللاعبين والمدربين الأجانب بملايين الدراهم، ومن ثم الاستغناء عنهم وجلب مدربين ولاعبين جدد دون جدوى ونتيجة إيجابية تتحقق سوى إخفاقات متتالية لمنتخباتنا وأنديتنا على المستوى الخارجي. على المرشحين الرياضيين أن يعيدوا حساباتهم في المرات القادمة، وأن تكون روحهم رياضية ويتقبلون الخسارة، لأنها واردة في عالمهم ومن أساسياتهم، وأن ينطلقوا من المكان الذي يجيدون اللعب فيه والحكمة تقول “اغرس قدميك في أرضك ثم انطلق إلى العالم”. alassam131@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©