الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

(تلسكوب كيبلر) في مهمة مثيرة للبحث عن الحضارات البعيدة

(تلسكوب كيبلر) في مهمة مثيرة للبحث عن الحضارات البعيدة
8 مارس 2009 04:25
أطلقت الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) مساء أول أمس الجمعة، تلسكوباً جديداً بالغ التطور من قاعدة كيب كانيفرال بولاية فلوريدا لإجراء عمليات سبر معمّقة لأغوار الكون البعيد بحثاً عن حضارات ذكية تستوطن كواكب النجوم· ويأتي هذا التطور المهم بعد أكثر من ربع قرن على إطلاق بحوث رصدية جادة للإجابة عن السؤال المحيّر: هل نحن وحيدون في هذا الكون الهائل الاتساع؟ وتقول مصادر وكالة (ناسا) إن تكلفة التلسكوب الجديد بلغت 600 مليون دولار، وسوف تنحصر مهمته برصد كواكب النجوم في مجرة درب التبانة التي تنتمي إليها الشمس بحثاً عن أي شكل من أشكال الحياة فوقها· وأشار علماء كبار أشرفوا على التخطيط لهذه المهمة إلى أنها تمثل أولى المحاولات الجادة للتعرّف على (أصدقاء فضائيين) في المجرة، ووصفوها بأنها مهمة تاريخية· وقال الباحث إد ويلر رئيس قسم علوم الفضاء في وكالة ناسا إنَّه من المؤمّل أن يجيبنا تلسكوب كيبلر عما إذا كان لدينا (جيران) يقطنون الكواكب، أو أننا وحيدون في هذا الكون الفسيح· ومن المنتظر أن يحلّق تلسكوب كيبلر المسمى نسبة إلى الفلكي جوهانس كيبلر (1571-1630) الذي اكتشف المدارات الإهليلجية لكواكب الشمس، في الفسحة الفضائية ذات الامتداد الهائل والواقعة بين غمامتين تابعتين لمجرة درب التبانة وتضمان عناقيد ضخمة يتألف كل منها من ملايين النجوم وهما (غمامة سيجنوس) و(غمامة ليرا)· وسوف يتم تصويب كاميرات التلسكوب باتجاه أكثر من 100 ألف نجم من التي يشك العلماء بأنها تضم كواكب يمكن أن تتوافر فوقها الظروف التي تسمح بنشوء الحياة كالتي تسود كوكب الأرض· وتم تجهيز (تلسكوب كيبلر) بأكثر الكاميرات والمجسّات الضوئية والمقاييس الطيفية تطوراً· ومما شجع على إطلاق هذا البرنامج، أن عمليات الرصد المستمرة لأعماق مجرة درب التبانة، أثبتت وجود أكثر من 340 كوكباً· وهذا يؤكد من حيث المبدأ أن شمسنا ليست النجم الوحيد في العالم الذي يتضمن الكواكب· ومنذ عام ،1996 وبعد أن اكتشفت القرائن الأولى على وجود كواكب شبيهة بالأرض في عناقيد النجوم البعيدة، أصبح البحث عن الحضارات البعيدة يشكل الهدف الأكثر إثارة بالنسبة لعلماء الفلك المعاصرين· وبالرغم من أن الدراسة التلسكوبية المتأنية لسطوح تلك الكواكب قد أثبتت أن الظروف الفيزيائية التي تسودها تجعل احتمال وجود حياة فوقها أمراً مستحيلاً، إلا أن من المحتمل جداً أن يتمكن تلسكوب كيبلر من اكتشاف كواكب أخرى تتوفر فوقها الظروف المساعدة على الحياة· وتم تصميم أجهزة وكاميرات ومجسّات التلسكوب الجديد بحيث يكون قادراً على اكتشاف تلك الكواكب التي تشبه الأرض من حيث الظروف الفيزيائية والكيميائية التي تسود سطوحها· وقال وليام بروكي الذي يترأس الفريق العلمي في برنامج تلسكوب كيبلر، إن التلسكوب سوف يتكفل برصد أكثر من 100 ألف من النجوم شبيهة الشمس خلال السنوات الأربع المقبلة بحثاً عن كواكب تدور حولها وتكون شبيهة بكوكبنا الأرضي· وسوف يتركز البحث على الكواكب التي لا تسودها الحرارة الشديدة أو البرودة القاتلة· وأشار إلى أن إخفاق التلسكوب في اكتشاف صور الحياة هناك، سوف يكون بحدّ ذاته اكتشافاً جديداً يعزّز الرأي القائل إننا نحن البشر قد نكون الوحيدين في هذا الكون· و(تلسكوب كيبلر الفضائي) هو في حقيقة الأمر مقياس للطيوف الضوئية التي تلتقطها الكاميرات والمجسّات من الكواكب والنجوم البعيدة· يبلغ وزنه 1000 كيلوجرام، وتتولى كاميراته الحساسة للضوء رصد الأهداف الفلكية من خلال منظار تلسكوبي مقرّب يبلغ طوله متراً واحداً، ويمكنه رصد أكثر من 100 ألف نجم في وقت واحد وبما يزيد فرص العثور على أكثر الكواكب شبهاً بالأرض· عن صحيفة (فاينانشيال تايمز)
المصدر: دنيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©