الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هتافات «كردستان مقبرة الفاشية» تدفن قتلى «كوباني»

هتافات «كردستان مقبرة الفاشية» تدفن قتلى «كوباني»
11 أكتوبر 2014 00:25
تقف شابة تحمل منديلاً ملطخاً بالدماء أمام نعش مغطى بالعلم الكردي يضم جثمان شقيقها البالغ من العمر 23 عاماً، أحد المقاتلين الكثيرين الذين قتلوا دفاعاً عن مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا التي يحاصرها تنظيم «داعش». تقول الشابة الشقيقة الكبرى بريوان سيد أحمد «علمنا امس أنه أصيب في المعركة برصاصة في الرأس. . ابلغونا أول الأمر أن الإصابة ليست قاتلة وأنه سيتعافى. لكنه توفي بسبب النزيف لان الجيش التركي أوقفه لمدة أربع ساعات على الحدود». وفي مقبرة صغيرة قرب بلدة سوريش التركية الحدودية، شارك عشرات الأكراد اللاجئين من سوريا في دفن سبعة أشخاص قتلوا برصاص وقذائف «داعش». وعلى بعد عشرة كلم من المكان، ما تزال المعارك دائرة. ومن وقت لآخر، يسمع دوي أسلحة رشاشة وقصف مدفعية المتشددين يطغى على مشهد الوقوف بصمت بعد الدفن. ويواصل «داعش» تقدمه باتجاه وسط «كوباني» رغم المقاومة الشرسة التي يبديها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي والضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي. ولكـن أمام القبور التي حفرت في الأرض الجافة في تركيا، يرفض الأكراد مجرد التفكير في الهزيمة ويهتف الحشد المشبك بألوان وحدات حماية الشعب الحمراء والصفراء والخضراء «كردستان مقبرة الفاشية». كما أن كلمة رجل الدين كانت حازمة، وقال بواسطة مكبر للصوت «فقدنا كثيرين لكن أبطال كردستان لن يتخلوا عن كوباني أبدا. . نحيي الشهداء وعزمنا سيصيب العدو بالصم والبكم. أناشد جميع الأكراد، فقد حان وقت الوحدة». ووسط الحشد، تتذكر بريوان آخر اللحظات في حياة شـقيقها فقد تحدثت معه عبر الهاتف لعدة دقائق في الليلة التي سبقت يوم مقتله. وتقول في هذا السياق «سمعت بكل وضوح صوت إطلاق النار في الجهة الأخرى، كانت الساعة الحادية عشرة ليلاً. ربما أحس بدنو أجله فقد اتصل بنا لكي يسمع دعاءنا له». وغادرت والدة القتيل كوباني قبل ثلاثة أسابيع متجهة إلى تركيا مرغمة على الرحيل خوفا من الجهاديين مع حوالى 200 ألف آخرين من سكان المنطقة. وتتحدث عن أبنها بصعوبة كبيرة بسبب الآلام التي تكبلها. وقالت «لقد طمأنني بشدة خلال المحادثة الهاتفية الأخيرة قائلا إن الدم الذي أريق لن يذهب سدى وكوباني لن تسقط إن شاء الله» وأضافت «قلت له أن يكون شجاعاً». وترفض المرأة ذكر اسمها لان أبنها الآخر (18 عاما) ما يزال يقاتل في كوباني هو أيضاً. وكان أحمد (31 عاماً) بين الذين شاركوا في العزاء وقد أرغم على مغادرة كوباني قبل أيام بسبب إصابته بجروح، واليوم يحبذ العودة بعد شفائه لمحاربة المتشددين. لكن السلطات التركية ترفض مرور السوريين الذين يريدون الانضمام إلى «المقاومة». وقال بغضب «الجنود الأتراك لا يساعدوننا كثيرا، يتهموننا باننا إرهابيون». وختم قائلا «كوباني مقدسة بالنسبة لنا فهي تمثل كردستان والحرية لجميع الأكراد وسأعود إلى هناك مهما حدث». (أنقرة - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©