تحرير الأمير (الشارقة) - شرعت بلدية الشارقة في تطبيق إجراءات جديدة لاستخراج تصاريح المباني، بحسب المهندس عبد العزيز المنصوري مساعد المدير العام للهندسة والمشاريع.
وأوضح المنصوري في حوار مع “الاتحاد” أن هذه الإجراءات تتضمن إتاحة البدء في تنفيذ بعض الأعمال داخل موقع المشروع استناداً إلى إجازة البناء المبدئية دون الانتظار للحصول على الموافقات النهائية، حيث يمكن للملاك في حال حصولهم على موافقة دائرة التخطيط وتعيين مقاول والحصول على عدم الممانعات من الدوائر الخدمية البدء في تجهيز الموقع، إضافة إلى الحفر وسند جوانب الحفر.
وتابع: وفي حال حصول المالك على اعتماد الدوائر الخدمية وعدم الممانعة واعتماد المخططات الإنشائية يصبح بإمكانه البدء في تنفيذ الأساسات داخل المشروع.
ونوه إلى أنه أصبح بإمكان المالك العمل في الموقع وتنفيذ بعض الأعمال في المشروع بالتوازي مع إجراءات اعتماد المخططات من البلدية، بعد أن كان ينتظر حتى الحصول على الموافقات النهائية، لافتاً إلى أن البلدية تتيح للملاك البدء في المشروع خلال أسبوع واحد على الأكثر من استلامها للموافقات وعدم الممانعات من الدوائر الخدمية الأخرى بشرط أن تكون هذه الموافقات مكتملة وليس عليها ملاحظات من الدوائر، على أن يستكمل المالك باقي الإجراءات الخاصة بإجازة البناء النهائية بالتوازي مع استمرار العمل في المشروع.
وأكد أن هذه الإجراءات تهدف إلى سرعة الإنجاز واختصار الوقت والجهد على أصحاب المشروعات والمقاولين والاستشاريين وذلك لتحفيزهم على مزيد من العمل ومواصلة العطاء والإنجاز.
وأردف أن البلدية قررت دراسة المخططات والاطلاع عليها فور استلامها من الاستشاري أو المالك ومناقشتها، واتخاذ قرار بشأنها في الوقت نفسه، ما يعنى أن عملية إصدار شهادة اعتماد المخططات يستغرق يوماً واحداً إذا تبين من المراجعة الفورية أن كافة المتطلبات تم استيفاؤها.
وأشار إلى عدة خطوات أخرى لمزيد من التسهيل على الملاك وتشجيع المستثمرين، حيث لا يستغرق استخراج تصاريح المباني أكثر من أسبوع على أقصى تقدير.
وبين أن اعتماد مخطط البناء للمشاريع السكنية يتم على مراحل، حيث يتطلب مدة زمنية معينة لدى الاستشاري لإتمام أعمال التصميم، ومن ثم يمر على عدة دوائر خدمية لأخذ الموافقات المطلوبة.
وذكر المنصوري أنه إذا كانت المخططات مستوفية الشروط والأحكام الهندسية من الناحية المعمارية والإنشائية المعمول بها في إمارة الشارقة فإن عملية اعتماد المخططات لدى البلدية تتراوح بين يومين، وبحد أقصى أسبوع.
وفي حال تعيين مقاول معتمد من الإمارة وإصدار عدم ممانعات حفر من الدوائر الخدمية ذات الصلة، أوضح المنصوري أن عملية إصدار رخصة البناء بعد اعتماد المخططات لا تستغرق أكثر من يومين.
وأضاف المهندس عبد العزيز المنصوري أن البلدية قامت خلال الفترة الماضية باتخاذ العديد من الإجراءات التي تهدف إلى توفير الوقت والجهد على المراجعين وسرعة إنجاز الأعمال حرصا منها على دعم مسيرة التقدم وتحقيق النهضة المنشودة التي تشهدها الإمارة ومواصلة مسيرة النمو الاقتصادي، حيث كان يتم استقبال الطلبات بشكل تراكمي في الماضي من خلال انجاز المعاملات واعتماد المخططات بعد استلامها أول بأول، لكن يتم الآن دراسة المخططات والاطلاع عليها فور استلامها من الاستشاري أو المالك ومناقشة المخططات.
وأشار مساعد المدير العام إلى أن الإجراءات الجديدة تضمنت كذلك تمديد فترة صلاحية إجازات البناء واعتماد المخططات لتصبح سنة بدلاً من ستة أشهر دون تحميل صاحب المشروع أي التزامات مالية، حيث إن اللائحة السابقة كانت تنص على أنه في حال لم يتم البدء في تنفيذ المشروع أو توقف العمل فعليا لفترة تتعدى 3 سنوات يتوجب دفع الرسوم المقررة ولكن البلدية قامت بتمديد الفترة لتصل إلى 5 سنوات حرصاً منها على تخفيف الأعباء عن المواطنين والمستثمرين وخاصة بعض المشروعات التي توقفت نتيجة الأزمة الاقتصادية في أواخر العقد الماضي وبدأ العمل فيها من جديد خلال الفترة الماضية.
وذكر مساعد المدير العام للهندسة والمشاريع أن الإحصائيات الرسمية تؤكد أن حركة البناء في الشارقة تشهد نموا كبيرا خلال الفترة الماضية حيث قام قسم تراخيص البناء خلال العام الماضي بإنجاز 9180 معاملة تختص بالمشاريع منها 2291 رخصة بناء جديدة لمشاريع من بينها 1360 رخصة لبناء جديد والباقي ما بين إضافات وتجديد وتعديل وذلك بقيمة إجمالية مالية تصل إلى 10 مليارات درهم.
وأضاف أن شركات المقاولات والمكاتب الاستشارية شهدت نموا كبيرا خلال الفترة الماضية حيث ارتفع عدد الشركات المسجلة في بلدية مدينة الشارقة إلى أكثر من 15 ألف شركة مقاولات، إضافة إلى أكثر من 400 مكتب استشاري؛ ما يعكس النشاط الاقتصادي الكبير ونمو حركة التعمير والبناء التي تشهدها الإمارة.
وأكد المنصوري أن البلدية تقوم بالتعاون مع دائرة الإسكان بتنفيذ العديد من المبادرات تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بدعم المواطنين ومساعدتهم على سرعة إنجاز مشاريعهم السكنية وتلبية احتياجاتهم، من هذه المبادرات مبادرة الملحق السكني التي تهدف إلى مساعدة المواطنين الذين ليس لديهم إمكانيات لإقامة منازل كبيرة بحيث يمكنهم إقامة ملحق سكني وفق إمكاناتهم المادية، كما تم اعتماد سبع نماذج للوحدات السكنية وفق تصاميم مميزة عن طريق البلدية ودائرة الإسكان يمكن للمواطنين الاختيار من بينها دون تكليفهم أي مستحقات مالية خاصة بعملية التصميم.
ولفت إلى أنه يتم الاستماع إلى المواطنين لإجراء تغيير على هذه المخططات وفقاً لاحتياجات كل منهم، وفي حال اختيار أحد النماذج يمكن للمواطن البدء في تنفيذ أعمال البناء خلال 3 أيام على أقصى تقدير إذا كانت الأرض ليس عليها أي ممانعات من الدوائر الخدمية.
ونوه إلى تنفيذ مبادرة “الوحدات السكنية المسبقة الاعتماد” أو ما يطلق عليها الكتيبات، بحيث يقوم كل مكتب استشاري بتصميم مجموعة متميزة من النماذج ويتم اعتمادها من البلدية وتصبح جاهزة لدى من يرغب من الملاك؛ ما يوفر الكثير من الوقت على الراغبين في البناء، لافتاً إلى أن أي تصميم غير مميز لا يتم قبوله أو اعتماده.
تخفيف الأعباء على المواطنين
أوضح المهندس عبد العزيز المنصوري مساعد المدير العام للهندسة والمشاريع في الشارقة، أن البلدية حرصا منها على تخفيف الأعباء عن المواطنين وخاصة من أصحاب الدخل المحدود قامت بإعفاء المواطنين الحاصلين على منح سكنية من دائرة الإسكان في الشارقة أو برنامج الشيخ زايد للإسكان من رسوم فحص التربة في المختبر، مؤكداً أن البلدية تعتزم تغير بعض الشروط الخاصة بعملية التصاميم حرصاً منها على مواكبة أحدث المواصفات والمعايير العالمية وتطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة وأحمال الزلازل، كما تحرص البلدية على تحقيق معايير الجمال من خلال تشجيع الاستشاريين على الابتكار في التصاميم.
وذكر أن الرؤية البصرية والنواحي الجمالية جزء رئيسي من عمل البلدية حيث تقوم بتوجيه وإرشاد الملاك والاستشاريين نحو اتخاذ الألوان المناسبة والتصاميم المميزة التي تعكس جمال وبهاء مدينة الشارقة وتجعل من المباني مناظر جمالية وليست مجرد حجارة متراصة.
وقال المنصوري إن بلدية الشارقة تضم نخبة من الكوادر البشرية الوطنية في مجال الهندسية، مشيراً إلى أن العمل الهندسي يتطلب جهداً كبيراً، لذا يجب أن يكون الشخص محبا لهذا العمل حتى يستطيع أن يواصل العمل فيه.
عدد اليوم
