توقعت دراسة حديثة عن الإنفاق الدوائي في الإمارات بأن يصل حجم الإنفاق على الأدوية إلى ثلاثة مليارات دولار بنهاية العام الجاري، بسبب الاهتمام المتنامي من قبل القطاعات الصحية في الدولة بالأدوية.
جاء ذلك خلال مؤتمر النور الدولي الثالث للصيدلة الذي عقد أمس، تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في فندق شيراتون الكورنيش أبوظبي، بحضور عدد من المسؤولين والمختصين في مجال الصيدلة، والذي ينظمه مجموعة مستشفيات النور تحت شعار «السلامة والجودة والتميز في ممارسة الصيدلة».
ورفع الدكتور قاسم العوم نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة مستشفيات النور رئيس المؤتمر الشكر والعرفان إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان على رعايته للمؤتمر انطلاقاً من اهتمام معاليه ببرامج التعليم المستمر وتشجيع الكوادر والفئات المستهدفة على المشاركة في المؤتمرات والندوات والمحاضرات للاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين.
وأكد الدكتور العوم على أهمية الموضوعات التي يناقشها الحضور في المؤتمر، والتي ركزت على تحديات ممارسة الصيدلة في الإمارات، وتأثير الإفراط الدوائي في الممارسة العامة على الاقتصاد، وتطور ممارسة الصيدلة في الدولة، والمتطلبات الهامة في النظام الصحي الصيدلاني المثالي لتحقيق استخدام آمن للأدوية، ووضع معايير المستحضرات المعقمة في الصيدلة، والمخاطر والآثار الجانبية للأدوية النفسية واللقاحات في الدولة.
وقال الدكتور سهيل محمد فتيح مدير إدارة سلسلة الإمداد في الخدمات العلاجية الخارجية بهيئة صحة: إن حجم الإنفاق على الدواء في الإمارات ارتفع إلى 1,5 مليار دولار في العام 2011 بعد أن كان 450 مليون دولار في العام 2004، ومن المتوقع أن يصل إلى 3 مليارات دولار في العام 2014، مضيفا أن «صحة» تحرص على اختيار وإدخال أفضل الأصناف الدوائية للمرضى.
وألقى الدكتور مبارك ناصر مبارك العامري الحاصل على درجة الدكتوراه في الصيدلة والمتخصص في الاقتصاد الطبي وفي مجال الصيدلة في أبوظبي ورقة عمل عن مدى تأثير الإفراط الدوائي على صحة المريض وعلى الاقتصاد الطبي مستعرضا دراسة محلية أجريت في أحد المستشفيات في الدولة عن تقييم مدى الإفراط الدوائي ومقارنة ذلك بدراسات عالمية.
وأوضح العامري أن الدراسة شملت 237 مريضاً تتراوح أعمارهم من 50 إلى أكثر من 90 عاماً وانحصرت الدراسة في تحليل الوصفات الدوائية لهؤلاء المرضى، وأظهرت النتائج أن 89% من المرضى بالذات الفئة العمرية من 60 إلى 79 سنة ممن شملتهم الدراسة يأخذون أكثر من خمسة أصناف من الأدوية بناءً على تعليمات الأطباء المعالجين ما يزيد من نسبة تعرض المرضى للمضاعفات الدوائية مشيرا إلى أن تعريف الإفراط الدوائي هو تناول خمسة أصناف أو أكثر من الأدوية من قبل المريض في اليوم.
وأضاف العامري أنه اتضح من خلال الدراسة أن التفاعلات الدوائية تزيد مع زيادة عدد الأدوية المصروفة لمرضى كبار السن وهذا يتطلب المتابعة الحثيثة من الأطباء والصيادلة، كما اتضح أن الرجال الكبار في السن أكثر عرضة لمشكلة الإفراط الدوائي مقارنة مع النساء، وأن هذه النسب مشابهة للنسب العالمية.
من جانب آخر أكد الدكتور العامري على أن أصناف الأدوية التي تستخدم في الإمارات تمتاز بجودة عالية وأكثرها الأصناف الأصلية موضحاً أن إحدى الدراسات أظهرت أن 90% من الأدوية المتداولة في الإمارات هي أصناف أصلية « Brand»، بينما وجد أن 89% من أصناف الأدوية التي تستخدم في بريطانيا هي أدوية مثيلة، وهذا من شأنه أن يرفع من نسبة الإنفاق على الدواء في الإمارات في المقابل تكون جودة الدواء أفضل.
وقالت الدكتورة لمياء البرعصي مديرة المؤتمر ومديرة الصيدليات في مجموعة مستشفيات النور أنه عقدت امس أربع جلسات علمية حاضر فيها نخبة من أساتذة الصيدلة في مختلف المنشآت الصحية وقدموا خلاصة خبراتهم وتجاربهم وعدداً من الدراسات القيمة في مجال الصيدلة.
وأكدت في محاضرتها والتي كانت حول قصص نجاح ودروس مستفادة من الصيادلة أن البرامج الإلكترونية المطبقة في صيدليات مجموعة مستشفيات النور والتي أصبحت مطلباً من قبل هيئة الصحة في أبوظبي تلعب دور الكشف عن التفاعلات الدوائية المحتملة في الوصفات وبالتالي تجنب المشكلة قبل حدوثها.
وأوضح الدكتور أمان الدويني أمين عام المؤتمر ومدير إدارة التعليم الطبي المستمر في مجموعة مستشفيات النور أنه أقيم على هامش المؤتمر معرض طبي شاركت فيه مجموعة من الشركات المتخصصة التي عرضت أحدث منتجاتها الصيدلانية.
وأضاف أن هيئة الصحة في أبوظبي عادلت جلسات المؤتمر بنحو 6.
5 ساعة معتمدة، وشارك في المؤتمر صيادلة المستشفيات والصيادلة بكافة أنواعهم والممارسين العامين وفنيو الصيدلة والممرضون والصيادلة المتدربون وطلبة كليات الصيدلة.
عدد اليوم
