الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

261 قتيلاً حصيلة حريق مصنعَين في باكستان

261 قتيلاً حصيلة حريق مصنعَين في باكستان
13 سبتمبر 2012
كراتشي، باكستان (وكالات) - قتل 261 شخصا على الأقل في حرائق نشبت بمصانع في ثاني أكبر مدينة في باكستان، ما دفع السلطات إلى إعادة النظر في قواعد السلامة في أماكن العمل. وقتل نحو 249 شخصا في مصنع للملابس في كراتشي في أسوأ حريق تشهده هذه المدينة الواقعة على بحر العرب منذ عقود بعد ساعات من مقتل 21 شخصا في مصنع للأحذية في لاهور القريبة من الحدود مع باكستان. وأصيب العشرات في كراتشي بعد أن قفزوا من النوافذ في المصنع المؤلف من أربعة طوابق هربا من النيران التي اندلعت مساء الثلاثاء. واشتبك أقارب الضحايا الذين كانوا يبكون ويصرخون، مع الشرطة لدى محاولتهم الدخول إلى المصنع. وقال قائد الشرطة في كراتشي إقبال محمود “عثر عمال الإنقاذ على 240 جثة، ونخشى أن يتم العثور على المزيد مع استمرار العمل”. وقال رئيس مديرية الإطفاء في كراتشي احتشام سليم إنه تم العثور على عثرات الجثث في الطابق التحت أرضي من المصنع. وأضاف “عثرنا على عشرات الجثث في غرفة كبيرة في الطابق السفلي في المصنع الذي احترق تماما وكانت أجزاء منه لا تزال تحترق، ولكننا أخمدنا النيران قبل أن ننقل الجثث الى المستشفيات. وقال الطبيب عبد السلام في مستشفى كراتشي المدني إن القتلى قضوا حرقا وإن 65 عاملا على الأقل أصيبوا بكسور بعد أن قفزوا من النوافذ هربا من النار. وقال سليم إن المصنع خطر لأن بناءه كان هشا وكان يفتقر إلى مخارج الطوارئ كما أن جدرانه كانت متصدعة ما عرض العمال إلى مزيد من الخطر. وقال سليم إن المصنع “كان مكتظا كعلبة صغيرة، ولم تكن التهوئة فيه كافية”. وأضاف “عثرنا على جثث أشخاص ماتوا اختناقا بسبب الدخان السام للغاية. وبعد أن ماتوا احترقت جثثهم بسبب النيران المستعرة”. وطبقا للعاملين فقد كان المصنع ينتج الملابس الداخلية والأدوات البلاستيكية. وقال سليم إن الكارثة كانت الأكبر في كراتشي منذ عقود “من حيث عدد القتلى. وفي 2009 قتل 40 شخصا، أكثر من نصفهم من الأطفال، عندما اندلعت النيران في عدد من المنازل الخشبية في حي بالديا الفقير في كراتشي. وتعد صناعة الملابس مهمة في اقتصاد باكستان المتعثر. وطبقا لبيانات البنك المركزي فإن صناعة الملابس ساهمت بنسبة 7,4% من إجمالي الناتج المحلي لباكستان في العام 2011، وشغلت 38% من اليد العاملة في قطاع التصنيع، وشكلت ما نسبته 55,6% من اجمالي الصادرات. وقال نعمان أحمد من جامعة “ان اي دي” للهندسة والتكنولوجيا في كراتشي إن عددا قليلا من المصانع والشركات تطبق قانون السلامة وتوفر مخارج الحريق بسبب عدم وجود رقابة فعالة. وأضاف “معظم مراكز التسوق والأسواق كذلك غير مزودة بآليات السلامة وهو ما يتعين على السلطات مراجعته جديا وإلا فإنه يمكن أن يتسبب في مزيد من المآسي الأسوأ في المستقبل”. وقال محمد سليم (32 عاما) الذي كسرت قدمه عندما قفز من الطابق الثاني إنه كان وزملاؤه يعملون حتى وقت متأخر من الثلاثاء. وقال “كان الأمر فظيعا، فقد امتلأ الطابق بأكمله بالنار والدخان، وكانت الحرارة مرتفعة للغاية ما جعلنا نندفع نحو النوافذ ونكسر الحاجز الفولاذي والزجاجي ونقفز منها”. وأضاف “لقد كان الأمر مؤلما للغاية.. شاهدت أشخاصا يقفزون من النوافذ ويصرخون من الألم طلبا للنجدة”. وقال إن نحو 150 شخصا كانوا يعملون في المصنع الذي يعمل بثلاث مناوبات على مدار الساعة. وقال مسؤولون إن سبب الحريق غير معروف، إلا أن رؤوف صديقي وزير الصناعة لولاية السند الجنوبية وعاصمتها كراتشي، قال إنه يجري التحقيق مع مالك المصنع بتهمة الإهمال. وأضاف صديقي “لقد أمرنا بفتح تحقيق حول كيفية اندلاع النار ولماذا لم تكن تتوفر في المصنع مخارج طوارئ مناسبة تمكن العمال من الفرار”. وفي لاهور اندلعت النيران في مصنع للأحذية ما أدى إلى مقتل 21 عاملا وإصابة 14 آخرين، بحسب مسؤولين محليين وأطباء. وقال المسؤول الحكومي طارق زمان إن سبب الحادث هو عطل في المولد الكهربائي. واحتشد أقارب الضحايا في المشرحة والمستشفيات وهم ينتحبون وأهالوا اللوم على الحكومة التي لا تتمتع بشعبية. ويقول منتقدون إن الفساد يستشري في الحكومة وإنها غير قادرة على التركيز على سلامة العمال ومجموعة أخرى من المشاكل من انقطاع التيار الكهربائي المتكرر إلى تفشي الفقر إلى تمرد طالبان إلى انتشار الجريمة. وقال محمد برويز وهو موظف في مصنع كراتشي رافعا صورة قريب له مفقود يعمل في المصنع “أصحاب المصنع مهتمون بسلامة الملابس أكثر من العمال. “لو لم تكن هناك شبكات حديدية على النوافذ لكان أمكن إنقاذ أُناس كثيرين.. المصنع كان مليئا بالملابس والأقمشة.. كل من كان يشتكي يطرد من العمل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©