الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سيلفا كير : القوات الدولية في دارفور دون موافقة الخرطوم لن تحقق السلام

25 ديسمبر 2006 01:49
القاهرة - حمدي رزق: بذكاء قائد مسؤول مر الفريقسيلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان والنائب الأول للرئيس السوداني عمر البشير من الاختبار الأول من جانب الجالية الجنوبية في القاهرة، فجاءهم بقبعته السوداء، منفتحا على كل سؤال، برر تأخر زيارته للقاهرة بأسباب في مقدمتها حادث المهندسين، وشبه ما جرى بقائد سيارة مسرعة يصدم مارا بشكل مفاجئ قطع عليه الطريق، قال هنا قتل خطأ وهو نفس ما جرى في المهندسين، وقال إن الحكومة المصرية لن تدفع تعويضات بل ستدفع مساعدات لأسر وعائلات المتوفين، ونحن قبلنا· حديث ''سيلفا'' كان كبلسم للجرح الجنوبي النازف، فتعالت الزغاريد الجنوبية بين أبناء الجالية في القاهرة ، وتحول اللقاء إلى فرح عارم وهتافات باسم الحركة وتدشين لزعيمها الجديد سيلفا كير· سيلفا كير غادر القاهرة مغتبطا بعد زيارة فاق نجاحها خيال المضيفين، وأذاب لقاؤه مع الرئيس المصري حسني مبارك جبال الجليد التي أحاطت العلاقات المصرية مع حكومة الجنوب منذ حادث المهندسين، كما أزاحت عن ''سيلفا'' شكوكا زادها ثقلا تأخر زيارته كثيرا للقاهرة على نحو آثار شجونا زادتها أحداث المهندسين شكوكا، وتمت إزالة الشكوك وعلاج الشجون بشكل مثير عبر عنه سيلفا بعبارة ٍ؟ friends وصف بها علاقته بالمسؤولين المصريين في الملف السوداني قبل المغادرة مباشرة· حدد ''سيلفا'' في لقائه مع الجالية موقف تنفيذ البرتوكولات الجنوبية الشمالية، وتطرق للخلافات، كما تطرق للتفاهمات، وتوقف عند نقاط أساسية منها قسمة البترول، والتدخل الدولي ومن النقطة الأخيرة جاء حوار ''الاتحاد'' معه: ü جئت للقاهرة حاملا مشاريع كثيرة، تأخرت قليلا حتى تحل مشكلة المهندسين كيف كان حل هذه المشكلة؟ üüجئت بدعوة من الرئيس مبارك والتقيته، كما قابلت د· أحمد نظيف رئيس الوزراء وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية وأخيرا قابلت الوزير عمر سليمان واتفقنا على عدة مشاريع للتنمية في جنوب السودان وتم توقيع أكثر من مذكرة تفاهم· üعندما يقال الجنوب يقال جونجلي، المصريون يتمنون تنفيذ مشروع قناة جونجلي فأين هو على خارطة التعاون بين مصر وجنوب السودان؟ üüالمشروع يحتاج لدراسة مستفيضة واتفقنا على هذه الدراسة· üماذا تحقق من وحدة السودان وفق اتفاقية'' نيفاشا''؟ üüبعد توقيع اتفاقية ''نيفاشا'' في العام 2005 صارت الحركة الشعبية جزءا من حكومة السودان، الآن نحن أبناء بلد واحد ومنطقة واحدة وأود أن أشير لتسلسل الاتفاقيات للإجابة على السؤال· كانت هناك اتفاقية ''ماشاكوس'' وتنفيذها سيتم في آخر الفترة الانتقالية، وتتكلم عن حق تقرير المصير لشعبنا في جنوب السودان وهذا الحق سيتحدد حسب صناديق الاقتراع· üكيف ترى اللجوء إلى صناديق الاقتراع هناك خشية من الانفصال؟ üüأمامنا خياران، الأول وحدة السودان ونحاول ضمن حكومة الوحدة أن نجعل الوحدة خيارا جاذبا، بأن نهيئ لأهل الجنوب الظروف التي لا يجعلهم يذهبون إلى الخيار الثاني وهو الانفصال، وهنا تلعب التنمية في الجنوب -والتي تتم من خلال الحكومة- دورها الحاسم في أن يتجه الجنوبيون نحو خيار الوحدة ولابد ألا نتأخر في تلك المشروعات حتى لا تدهمنا فترة السنوات الست· ترتيبات أمنية üماذا عن الترتيبات الأمنية؟ üüفي ''ماشاكوس'' أيضا تم توقيع بروتوكول الترتيبات الأمنية، ويتضمن وجود جيش مشترك بأعداد متساوية من جيش الحركة والجيش السوداني، الجنوب سيكون فيه 12 ألفا من الجيش السوداني ومثلها من جيش الحركة و3 آلاف في جبال النوبة من الحركة ومثلها من الجيش السوداني، و3 آلاف في جنوب النيل الأزرق من الجانبين، وكتيبة مشتركة في منطقة ''ابيي''، أما الجيش الثاني، فالجيش السوداني الأصلي، والجيش الثالث من الجنوب فقط، تلك هي الجيوش الثلاثة، أما مازاد على هذا من الجيش السوداني الأصلي في الجنوب من المفترض أن ينسحب شمالا، وبالفعل تم سحب حوالي 63 في المائة من قواته بالجنوب بمختلف ولاياته· وستزداد نسبة الانسحاب يوم 9 يناير المقبل إلى 83 في المائة وعندما يحل يوم 9 يوليو 2007 سنصل إلى مائة في المائة ولن تبقى سوى الوحدات المشتركة في جنوب السودان· أيضا جيش الحركة لابد أن ينسحب من الشمال إلى الجنوب، وبالفعل سحبنا كل قواتنا في شرق السودان والوحدات المتبقية في النيل الأزرق وفي جبال النوبة ، لأن هناك بين الشمال والجنوب حدودا لم يتم ترسيمها بعد حدود الجنوب معروفة من أول يناير 1956 حين نال السودان استقلاله، لكن لما تم اكتشاف البترول في المناطق الجنوبية بدأ الحكام يغيرون شكل الحدود· فعندما ظهر البترول كان في ''بانيتو في عام ،1978 والرئيس جعفر نميري قال وقتها إن البترول اكتشفوه على بُعد 500 كيلو متر جنوب غرب الخرطوم، متجاهلا اسم المنطقة الجنوبية، وتم تعديل الحدود لتدخل المناطق البترولية في حدود الشمال لكن البترول مشى جنوبا وفي كل مرة البترول يكتشف كانوا يحركون الحدود للجنوب· وأنا متأكد أن ''نميري'' لو استمر في السلطة كانت حدود الجنوب انكمشت إلى ''جوبا'' من هنا أهمية دور مفوضية الحدود في رسم الحدود الأصلية وإعادتها لما كانت عليه في العام ،1956 وأتوقع أن يتم الترسيم قريبا وقتها سنسحب قواتنا من جبال النوبة والنيل الأزرق داخل الحدود الجنوبية· أيضا القوات الشمالية ستنسحب من أعالي النيل والوحدة إلى الشمال لتكتمل إجراءات الترتيبات الأمنية· والوحدات المشتركة ستبقى بمسؤوليات حماية الحدود الجنوبية وهذا أحد الضمانات لتنفيذ اتفاقية السلام· ü ماذا يعطل البدء في رسم الحدود؟ üüالأمر يحتاج إلى خرائط ولتمويلات، وترسيم الحدود لن يفيد فقط في تمركز الجيوش بل وفي قسمة البترول، وسنحاسب الحكومة على نصيبنا في بترول الجنوب الذي ستحدده الحدود ابتداء من 9 يناير موعد توقيع الاتفاقية أي بأثر رجعي· üماذا عن موقف بروتوكول جبال النوبة والنيل الأزرق؟ üüجبال النوبة والنيل الأزرق جغرافيا يتبعان الشمال، ولكن سيكون من حقهما الانضمام للشمال أو الجنوب والقرار لهما وحاليا لديهم حكومات ذاتية، ولهم 45 في المائة من الحكم، و45 في المائة للحركة، أما إقليم ''ابيي'' فله قضيته الخاصة لأنه في العام 1905 ضموه إلى مديرية ''كردفان'' وحاليا سيرسمون الحدود لمعرفة موقع ''ابيي''، ويحق لأهل ''ابيي'' التصويت على الانضمام للجنوبيين، أو الانضمام لسودان موحد وهذا البروتوكول لم نعمل فيه حتى الآن، وهناك جلسة قريبة بيننا في رئاسة الجمهورية السودانية لبحث الأمر· مفوضية البترول üومفوضية البترول؟ üüقمنا بتكوين مجلسنا الوطني الذي يضم مجلس الولايات وحكومة الوحدة الوطنية، ثم وضعنا دستور جنوب السودان ومجلس الشعب لجنوب السودان وكذا مجالس تشريعية لعشر ولايات، والترتيبات كلها تسري الآن، والحكومات تعمل، بها وكوننا المفوضيات ومنها المفوضية الخاصة بالبترول، وهي مكونة من عشرة أعضاء والرئاسة بالتناوب، بيني وبين الرئيس عمر البشير، وهذه المفوضية هي المسؤولة عن إعطاء الموافقة على التنقيب والإنتاج وتوزيع العوائد، وهي من المؤسسات التي نعني بها ويضاف إلى تشكيلة المفوضية ثلاثة من كل منطقة يظهر فيها البترول· وبئر البترول إذا وجدت في الشمال لا نأخذ منها ولا ''جالون'' أما البئر الموجودة في الجنوب فنقتسم عوائدها مع الشمال بالنصف· üوبالنسبة لنصيبكم في الخدمة المدنية؟ üüالاتفاقية تقول إن لنا 28 في المائة من وظائف الخدمة المدنية في الحكومة المركزية، وهذا لم يطبق بعد لأننا لم نتفق على تشكيل المفوضية· دارفور üماذا عن دارفور؟ üüتم إبرام اتفاقية سلام خاصة بـ''دارفور'' في مايو الماضي لكن الأوضاع في الإقليم تؤكد انه ليس هناك تحسن حتى الآن· üموقفكم غامض من التدخل الدولي في ''دارفور''؟ üüفي مجلس الوزراء اختلفنا، هناك من يقول إننا نوافق على القوات الدولية وآخرون يقولون كلاما آخر، نحن نقول إن القوات الدولية يجب أن تذهب لـ''دارفور''، لكي توقف قتل وتشريد المواطنين من أهل الإقليم وتوصيل المساعدات الإنسانية· üالبعض يقول إن التدخل الدولي قد يسقط النظام الحالي؟ üüإخواننا يعتقدون أن القوات الدولية تريد احتلال السودان وإسقاط نظام الحكم الحالي ويقولون أيضا إنهم يريدون القبض على متهمين بجرائم حرب، ونقول نحن في الحكومة شركاء مع المؤتمر الوطني الحاكم وندرك أننا في مركب واحد، وعقدنا مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم اتفاقا، وليس هناك حزب آخر سينفذ هذا الاتفاق إلا المؤتمر الوطني· أحزاب المعارضة إذا جاءت سترفض الاتفاقية كلها· ستشطبها وستعيدنا إلى الحرب مرة أخرى· الحركة شريكة المؤتمر الوطني شراكة حقيقية وأي ''زول'' يريد الانقلاب على المؤتمر الوطني كأنه ينقلب علينا لأننا شركاء، لذلك فليس لنا أهداف من القوات الدولية في ''دارفور'' سوى ما ذكرته· üوموافقة الحكومة؟ üüيجب قبل أن تدخل القوات الدولية ''دارفور'' أن تحصل على رضا الحكومة السودانية لأنه إذا دخلت ''دارفور'' دون ذلك فلن يكون هناك سلام في السودان كله وليس في ''دارفور'' فقط، النازحون من جنوب دارفور اتجهوا إلى الجنوب، ولو وقعت معارك أو مشاكل مع القوات الدولية فسيعيش السودان وضعا مشابها لوضع العراق الحالي وإذا لم يتحقق السلام في دارفور فلن يكون هناك سلام في بقية السودان، لابد أن يتحقق السلام في كل جزء من السودان· والمانحون في الدول الأوروبية يقولون لنا إنهم لن يمنحونا المزيد إلا إذا استقرت أوضاع دارفور وتم تأمين سبل الإغاثة لأهل الإقليم· üكيف ترى الدور المصري؟ üüاتفقنا مع الحكومة المصرية على أن توفر دعما لجنوب السودان في كل المجالات، وتوصلنا لتفاهم ممتاز مع الأخوة في الحكومة المصرية وهم يعرفون أننا نفتقد المدارس والمستشفيات وخدمات أساسية، ومصر ستلعب دورا مهما في تنمية الجنوب، وهناك كذلك المستثمرون العرب الذين سيلعبون دورا مهما في تنمية الجنوب نحن نعول كثيرا على دور مصر· üهل هذا موسم الهجرة إلى الشمال؟ üüنعم هناك هجرة متزايدة من الجنوب ومن أهل السودان عموما إلى الخارج، إنهم يقبلون على الهجرة إلى أميركا وأوروبا وكندا وأستراليا ليهربوا من الواقع الصعب، وهم يفشلون غالبا في الخارج ولكنهم يرسلون لأهلهم وأصدقائهم صورا ومعلومات مغلوطة عن أنفسهم، مثلا يصور الواحد منهم نفسه إلى جانب سيارة فارهة أو أمام فيلا فاخرة ويقول في رسالته لأهله إنها تخصه وإذا سافرت وفاجأته وجدته نائما في الشارع، وحتى لو نجح الواحد منهم فسيظل أجنبيا مغتربا، من أجل ذلك فتحنا مكاتب تمثيل لنا في الخارج وليس سفارات لتقديم العون للمغتربين، وسيكون هناك مكتب هنا في القاهرة فيه ممثل لحكومة جنوب السودان، ومن أهم أدوار هذا المكتب في مصر متابعة الاتفاقيات التي أبرمناها مع الحكومة المصرية ودوما أقول إنكم في مصر لستم غرباء إنكم في وطنكم· üهل تم تجاوز آثار حادث المهندسين؟ üüبالنسبة للحادث الذي وقع لبعض أهلنا في القاهرة العام الماضي بالطبع لا أحد كان سعيدا بما حدث، في نفس الوقت نعتقد أن المصريين أكثر من قدم خدمات لنا، بخاصة نحن في جنوب السودان، معظم المتعلمين في صفوف الحركة تعلموا في الجامعات المصرية كما أن أهلنا الذين استقروا في مصر دائما يقولون إنهم في بلدهم وهم آمنون ويعاملون معاملة المواطن المصري ذاته، والمسألة في تقديري لم تكن مقصودة، تماما كأن تصدم رجلا بسيارتك دون أن تستطيع السيطرة أو تدارك الأمر في المسافة بينك وبينه تلك جريمة غير مقصودة، أعتقد أن مثل هذا حدث في المهندسين، وكان من المفترض أن آتي إلى القاهرة منذ فترة لكني قلت للمصريين لا يمكن أن أذهب إلى القاهرة دون حسم الحادث الذي وقع في 30 ديسمبر من العام الماضي· وأرسلت وفدا وزاريا برئاسة مولانا ''بول مايوم'' وزير الشرطة والأمن في الجنوب وناقش الحادث مع السلطات المصرية وتوصلوا لحلول لهذا الموضوع، ونحن نعمل الآن مع الحكومة المصرية يدا بيد وبالتالي فنحن لا نتكلم مثلا عن تعويضات لمن أضر بهم الحادث، لكن من الممكن تقديم المساعدات والخدمات لأهلهم وذويهم· فليس متصورا ان ترسل جثة زول لأهله دون مساعدة، بعضهم ترك أباه أو أمه أو أخته أو أطفاله ولابد من دعم مالي للمساعدة ولقد اتفقنا بالفعل على برنامج لمساعدة هؤلاء· وأود أن أكرر إننا صادقون تماما في تعاوننا مع الحكومة المصرية ومع الشعب المصري ونعول على هذا التعاون· üهل أنت متفائل باتفاقية السلام؟ üüالسلام يجب أن يسود جنوب السودان·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©