فرانكفورت (د ب أ) - قفزت أسواق المال العالمية أمس بعدما وافق المشرعون الأميركيون على اتفاق تم التوصل إليه بصعوبة لتفادي أزمة مالية كانت تلوح في الأفق. وارتفع مؤشر ستوكس 600 القياسي في أوروبا بنسبة 1,9% ليصل إلى 284,96 نقطة وسجلت الأسهم في أنحاء آسيا مكاسب قوية بعدما صوت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون لصالح الاتفاق بشأن ما يطلق عليه «الهاوية المالية».
واعتبر محللون الاتفاق الأميركي الذي يهدف إلى تفادي حدوث زيادة تلقائية على كل الضرائب وإجراء تخفيضات كبيرة على الميزانية بأنه سيقضي على عامل سلبي كبير كان يواجه المستثمرين.
وحذر الخبراء من خطر تقلب السوق من جديد في الأشهر القادمة مع اضطرار المؤسسة السياسية الأميركية إلى بلورة اتفاق لزيادة سقف الدين. وقال سيجنه رود فريدريكسين المحلل لدى مصرف دانكسه إنه «برغم أن السياسيين تعاملوا مع أكثر التهديدات التي كانت وشيكة على النمو، سيظل الغموض السياسي سائداً في الأشهر القادمة».
وقال كريستوف بالتس الاقتصادي لدى مصرف كومرتسبنك الألماني «إن السياسة المالية الأميركية لا تزال على طريق غير مستدام. ولم يتعامل الحل الوسط مع تحديات هيكلية مثل الإصلاح الضريبي والمطالب المتنامية لتوفير الأمن الاجتماعي».
من ناحية أخرى، استجمعت مسيرة الارتفاع قوتها بين كبريات البورصات في أوروبا إذ استعادت الأسواق قوة الدفع التي خسرتها خلال المفاوضات التي جرت في واشنطن بشأن الهاوية المالية طوال الأسابيع الأخيرة من عام 2012. وارتفعت بورصة لندن أكبر سوق للأسهم في أوروبا بأكثر من 2% لتخترق حاجز 6 آلاف نقطة للمرة الأولى منذ يوليو من عام 2011، كما قفزت الأسهم في كل من بورصتي فرانكفورت وباريس بأكثر من 2% مع بدء أولى جلسات التعامل في العام الجديد بداية قوية. وأدت الآمال بأن الاقتصاد الأميركي سيظل على طريق النمو إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 1,2% لتصل إلى 92,95 دولار للبرميل. وفي الوقت نفسه ارتفع اليورو بنسبة 0,5% إلى 1,3280 دولار في أواخر الجلسة الصباحية.
كان التصويت في واشنطن أدى الى حدوث قفزة نسبتها 2,9% في مؤشر هانج سينج ببورصة هونج كونج ليصل إلى 23311,98 نقطة ليغلق فوق مستوى 23 ألف نقطة للمرة الأولى منذ يونيو من عام 2011.
وفي الوقت نفسه، صعد المؤشر القياسي لبورصة أستراليا وهو مؤشر «إس آند بي أيه إس إكس 200» بنسبة 1,2% ليغلق على 4705,94 نقطة بينما أنهى مؤشر كوسبي لبورصة كوريا الجنوبية تعاملات اليوم على 2031,1 نقطة مرتفعاً بنسبة 1,7%. وأغلق مؤشر ستريتس تايمز في سنغافورة على 3201,74 نقطة مرتفعاً بنسبة 1,1%. في حين أغلقت أسواق الأسهم في اليابان وبر الصين الرئيسي أبوابها بسبب عطلة رسمية.
من ناحية أخرى، انخفضت أسعار السندات الألمانية في أسواق السندات عند استئناف التعامل في العام الجديد في بورصة فرانكفورت صباح أمس وذلك في ظل الحل الوسط الذي توصلت إليه الأطراف الأميركية تجنباً لـ«الهاوية المالية» التي كان يخشاها المراقبون.
وفسر متعاملون هذه البداية الضعيفة بإقدام أكبر على المخاطرة من جانب المستثمرين الذين تجنبوا شراء السندات الألمانية التي تعتبر آمنة كثيراً وهو ما أدى لانخفاض أسعار هذه السندات. وتراجع مؤشر يورو بوند للسندات الآجلة بواقع 0,59% إلى 144,78 نقطة وارتفع عائد السندات الألمانية العشرية بمقدار سبع نقاط أساسية ليصل إلى 1,38% نتيجة لتراجع قيمة السندات الألمانية. ومعلقاً على ذلك قال ديرك جويني من مصرف «ناشونال بنك» في مدينة ايسن الألمانية إن الحل الوسط الذي توصل إليه الكونجرس الأميركي جنب الولايات المتحدة الهاوية المالية من الناحية المبدئية «ولقد بدأ عام 2013 في سوق السندات بوضع الاستعداد للخطر».
وحذر جويني من أن يخفي هذا الحل الوسط حقيقة ضرورة إزالة الكثير من العقبات التي لا تزال أمام النمو الاقتصادي في أميركا.
عدد اليوم
