الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل السفير الأميركي في هجوم على قنصلية بلاده ببنغازي

مقتل السفير الأميركي في هجوم على قنصلية بلاده ببنغازي
13 سبتمبر 2012
قتل السفير الأميركي في ليبيا كريس ستفينز وثلاثة أميركيين آخرين في الهجوم العنيف الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي الليلة قل الماضية احتجاجاً على فيلم مسيء للإسلام. وفيما توالت ردود الفعل الولية المستنكرة للجريمة ، دان الرئيس الأميركي باراك اوباما الهجوم وأمر بزيادة الإجراءات الأمنية على البعثات الدبلوماسية الأميركية في أنحاء العالم. وفي الأثناء قدمت ليبيا اعتذارا رسميا “للولايات المتحدة والشعب الأميركي”. وقال شهود عيان إن السفير قتل عندما هاجم متشددون غاضبون مبنى القنصلية بالقذائف الصاروخية قبل أن يدخلوا المبنى وينهبوه ويضرموا النار فيه. وذكر مصدر امني في بنغازي، مهد الانتفاضة التي أدت إلى الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 2001، انه يعتقد أن السفير توفي اختناقا. وقال اوباما في بيان نشره البيت الأبيض “أدين بشدة الهجوم المشين على البعثة الدبلوماسية في بنغازي والذي أدى إلى مقتل أربعة أميركيين من بينهم السفير كريس ستيفنز”. وأضاف “لقد أوعزت لإدارتي بتوفير جميع الموارد الضرورية لدعم أمن موظفينا في ليبيا وزيادة الأمن في مواقعنا الدبلوماسية في أنحاء العالم”. وتولى ستيفنز منصبه سفيرا للولايات المتحدة في طرابلس قبل أقل من أربعة أشهر في شهر مايو. وقدم رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف الأربعاء اعتذارا “للولايات المتحدة والشعب الاميركي” على مقتل السفير والأميركيين الثلاثة الآخرين. وقال المقريف، رئيس أعلى سلطة سياسية في ليبيا، في مؤتمر صحفي “نعتذر للولايات المتحدة وللشعب الاميركي ولكل العالم عما حدث ونحن والحكومة الاميركية نقف في صف واحد في مواجهة هؤلاء المجرمين القتلة”، واصفا الهجوم على القنصلية بـ”الجبان” و”القذر”. وعبر المؤتمر العام أعلى سلطة سياسية في ليبيا، في بيان عن تنديده بأشد العبارات بالهجوم “الإجرامي”. كما وجهت السلطات الليبية إصبع الاتهام إلى أنصار النظام السابق للعقيد معمر القذافي وتنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجوم. وقال المقريف، إن “هذا العمل الإجرامي قد تزامن مع عدة محاولات يقف وراءها من يسعون إلى عرقلة التجربة الديموقراطية في بلادنا ومحاولة الحيلولة دون أداء المؤتمر الوطني العام والحكومة لدورهما الحقيقي”. وأضاف أن “هذا الفعل الجبان يأتي كحلقة من حلقات الشر والتآمر على ثورة 17 من فبراير المباركة وامن واستقرار البلاد”، مشيراً إلى أن تزامنه مع ذكرى هجمات 11 سبتمبر له دلالة واضحة. ولم يذكر المقريف القاعدة بالاسم وان كان هذا التنظيم هو الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.وشدد على أن “الشعب الليبي الذي ابهر العالم بثورته لن يسمح بأن تتحول ليبيا إلى مكان للانتقام والإرهاب والفوضى”. من جهته، رفض رئيس الحكومة الانتقالية عبد الرحيم الكيب توجيه الاتهام لأي طرف، معتبراً أن ذلك يمكن أن يضر بالتحقيقات التي قال إنها “ستكشف من يقف وراء هذا الاعتداء”. وأشار الكيب إلى أن حكومته ستكثف التعزيزات الأمنية حول السفارات والبعثات الدبلوماسية في ليبيا. وبحسب المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا في وزارة الداخلية الليبية عبد المؤمن الحر، فإن قذائف صاروخية من نوع ار بي جي أطلقت على القنصلية. وقال شهود لوكالة فرانس برس إن متظاهرين أزالوا العلم الاميركي واضرموا النار في القنصلية وان صدامات جرت بين قوات الأمن ومسلحين وان الطرق الموصلة الى القنصلية تم إغلاقها. وقال عمر أحد سكان بنغازي “هاجم عشرات المتظاهرين القنصلية واضرموا النار فيها”. وفي اطار ردود الفعل الدولية، أصدر مجلس الأمن أمس بياناً دان فيه بـ”أشد التعابير حزماً” الهجوم. وفي هذا البيان، اعتبر أعضاء مجلس الأمن الـ15 أن هذه الأعمال “غير مبررة مهما كانت الدوافع”، وكرروا التمسك بـ”المبدأ الأساسي لعدم جواز انتهاك المقار الدبلوماسية والقنصلية” وواجب الحكومات بحمايتها. ودان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن بشدة الاعتداء، وقال في بيان “أدين بشدة الاعتداء على القنصلية الاميركية في بنغازي الذي أدى إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير”. وأضاف “لا يمكن تبرير هذا العنف. واقدم تعازي إلى عائلات وذوي الذين قتلوا، وأتوجه بأفكاري إلى المصابين”، مؤكداً “أرحب بالإدانة والتعازي (التي عبر عنها) رئيس (المؤتمر الوطني العام) الليبي وتعهده بأن تتعاون حكومته تعاونا تاما. ومن المهم أن تستمر ليبيا الجديدة في التقدم نحو مستقبل سلمي وآمن وديموقراطي”. ودان رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز الهجوم. وذكر في ختام مناقشة حول “حالة الاتحاد” في البرلمان الأوروبي بأن السفير والموظفين الأميركيين الثلاثة موجودون في ليبيا “لمساعدة البلاد، على أن تستعيد السلام والاستقرار والازدهار”، طالباً من السلطات الليبية “القيام بكل ما في وسعها للقبض على منفذي هذه الجريمة ومحاكمتهم”. ودانت مجموعة المحافظين في البرلمان الأوروبي أيضاً الهجوم على القنصلية واصفة إياه بـ”الهجوم الإرهابي”. ودعت فرنسا السلطات الليبية الأربعاء إلى “التحرك” و”اعتقال قتلة” السفير الأميركي في ليبيا. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “لقد تحركنا لإدانة هذه الأعمال الشائنة ولنطلب من السلطات الليبية القيام بكل ما في وسعها لاعتقال القتلة ولئلا تسمح بحصول هذه التجاوزات المقيتة”. وأضاف انه بعد نظام معمر القذافي “تم التوصل إلى حل جديد في ليبيا، كنا نعتقد ونأمل في أن نعتقد دائماً أن هذا الحل سلمي. لكن ثمة دائما متطرفون يقومون بمثل هذه التصرفات. هذا أمر غير مقبول ومن الضروري أن تتحرك السلطات الليبية”. ودعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء السلطات الليبية إلى الإسراع في اتخاذ تدابير لحماية الدبلوماسيين والموظفين الأجانب الموجودين في ليبيا، معرباً عن إدانته للاعتداء الذي استهدف القنصلية الأميركية. وأعربت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون عن “صدمتها العميقة” جراء الهجوم، ودعت “ليبيا إلى الإسراع في اتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية جميع الدبلوماسيين والموظفين الأجانب الذين يعملون في ليبيا” والى السعي الحثيث “لإحالة المسؤولين عن هذه الاغتيالات على القضاء”. من جهة أخرى، أعرب مسؤول أوروبي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته عن أسفه لإخفاق أجهزة الأمن الليبية في تأمين “حماية فعالة” للقنصلية الأميركية، مشيراً إلى أن اتفاقية فيينا تنص على هذا الواجب.ودان رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي بـ”أقسى درجات الحزم” الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، قائلاً إنه يقف “إلى جانب السلطات في ليبيا الجديدة الديموقراطية”. وقال “ندين بأقسى درجات الحزم هذا التصرف الوحشي”. وقدم مونتي تعازيه إلى “الرئيس والشعب الأميركيين وألى عائلات الضحايا”، معرباً عن اعتقاده بأن السلطات الليبية “لن تدخر جهدا للحؤول دون وقوع ليبيا الجديدة رهينة” القوى المعادية للديموقراطية. بدوره، أعرب وزير الخارجية الإيطالي جيليو تيرتسي عن “استنكاره” الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. وطالب بالإسراع في “إلقاء القبض” على منفذي الهجوم. ودان وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند الأربعاء الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي. وقال خلال زيارة للدوحة “نحن ندين العنف وسوف نقدم دعمنا للسلطات من اجل تحديد هوية المسؤولين وإحالتهم أمام العدالة”. وقال هاموند، إن بعض الأفعال “يكون لها تداعيات كبيرة ومن مسؤولية كل شخص أن يفكر مليا بالعواقب قبل نشر عمل”. إلا أنه اعتبر أنه “لا يمكن إيجاد أعذار لردود الفعل العنيفة إزاء هذا النوع من الاستفزاز، والذين يقومون بأعمال العنف هذه يجب أن يحالوا أمام العدالة”. ودان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الهجوم “الوحشي وغير المعقول” على القنصلية الأميركية في بنغازي. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد أن كندا تدين الهجوم “غير المعقول” عل القنصلية الأميركية، وطلب من الحكومة الليبية “اتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية البعثات الدبلوماسية عملاً بالتزاماتها الدولية” و”الحرص على الإسراع في إحالة المسؤولين المتطرفين على القضاء”. ودان الفاتيكان الأربعاء “الإهانات والاستفزازات” لمشاعر المسلمين وكذلك أعمال العنف الناتجة عنها. وقال فدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان، إن “التبعات الخطيرة للإهانات والاستفزازات غير المبررة لمشاعر المؤمنين المسلمين تظهر مرة جديدة بوضوح في هذه الأيام”. وأضاف لومباردي في بيان، إن هذه الاستفزازات والإهانات “تترتب عليها نتائج مأسوية تعمق بدورها التوترات والحقد وتطلق العنان لأعمال عنف لا يمكن القبول بها إطلاقاً”، مؤكداً أن “الاحترام العميق لمعتقدات ونصوص وشخصيات ورموز مختلف الديانات شرط جوهري للتعايش السلمي بين الشعوب”.
المصدر: بنغازي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©