السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عائلات الشهداء: المعزون خففوا مصابنا

عائلات الشهداء: المعزون خففوا مصابنا
18 سبتمبر 2015 00:44
محمود خليل (دبي) عبر ذوو وأشقاء الشهداء عن فخرهم بزيارات قيادة الدولة الرشيدة، ورغم حالة الحزن الشديد التي عانوا منها لكن ما لمسوه خلال اليومين الماضيين من توافد الأعداد الكبيرة من المعزين وتكاتف الإماراتيين معهم، ساهم في تخفيف الحزن على فراق الشهداء. وشدد المشاركون أن وحدة الشعب وتلاحم أبناء الوطن مع قيادته الحكيمة كبيرة وقوية، مؤكدين أن الجميع يقف يداً واحدة فداء للوطن والتضحية بالغالي والنفيس لازدهار الوطن ونصره، ورأوا أن الحوادث الأليمة تقوي النسيج الاجتماعي والوطني، وترسخ التفاف المواطنين حول ولاة الأمر. وأعربوا عن خالص تعازيهم وصادق مواساتهم لذوي ولأسر الشهداء وأكدوا وقوفهم وراء قيادتهم، واستعدادهم للتضحية بأرواحهم من أجل إعلاء راية الحق، منوهين بأن مشهد وداع الشهداء الأبرار عكس مدى التلاحم والترابط بين أهالي وسكان إمارات الدولة من مواطنين ومقيمين، إذ توافدوا بالآلاف وملؤوا ساحات المساجد الداخلية والخارجية، التي أقيمت فيها صلاة الجنازة على أرواح شهداء الواجب الوطني. وفي مدينة حتا، أعرب والد وعم وخال الشهيد عيسى البدواوي عن فخرهم واعتزازهم بقيادة الدولة الرشيدة التي أولت المواطنين كل الاهتمام والتقدير والعمل بكل جد لرفعة الوطن والمواطن، منوهين بأن زيارة أصحاب السمو وسمو الشيوخ لهم للتعزية في ابنهم الشهيد كان لها أكبر الأثر في نفوسهم، وخففت المصاب عنهم بفقدانهم لابنهم البار الشهيد عيسى البدواوي. وقالوا، إن توافد آلاف المعزين على سرادقي العزاء المخصصين للرجال أو للنساء للتعزية بابنهم كانت رحيمة بالجميع وخففت من صدمتهم بفقدانهم ابنهم الحبيب. وذكر عبد الله البدواوي شقيق الشهيد أنه التحق بكلية الشرطة في السلك العسكري ليسير على خطا شقيقه الغالي، منوهاً بأنه مستعد في أي لحظة لتلبية نداء الواجب الوطني. وقال شقيق الشهيد الآخر الذي حضر من جبهات القتال في اليمن للمشاركة في دفن شقيقه الشهيد ووداعه الأخير، إنه باقٍ على العهد وسيعود خلال ساعات إلى ميادين القتال في اليمن مسلحاً بهمة وعزيمة قويتين لمقارعة جماعات الحوثي وقوات المخلوع صالح تلبية لأوامر قيادة الدولة حتى إعلان النصر المبين وتحرير اليمن. وقال إن استشهاد شقيقه زاده عزماً وقوة وتمسكاً بأن النصر بإذن الله سيكون حليف قوات الحق ضد قوات الباطل، وأنه مستعد لإراقة دمائه فداء للوطن والقيادة الحكيمة. وفي منطقة السطوة توافد آلاف المعزين على خيمة عزاء الشهيد سعيد أحمد عبيد المري، وقال شقيقه الأكبر عبد الله المري لـ«الاتحاد» إن نبأ استشهاد أخيه سعيد كان فاجعة للجميع استقبله الكل بالحزن والأسى إلا أن توافد الآلاف المعزين على خيمة العزاء خفف من مصابهم الأليم، مبينا أن الشهيد، رحمه الله، كان قريباً من الجميع ويتمتع بروح مرحة ومحباً لكل من يقابله أو يختلط به، مبيناً أن أكثر الأشخاص حزناً على فراقه هم أطفال العائلة جميعهم نطراً لقربه منهم وحبه لهم كونه كان يلعب معهم دائماً في إجازته واصطحابهم إلى جولات خارجية علاوة على لعبه الرياضة معهم باستمرار ويشجعهم على الرياضة والابتعاد عن أصحاب السوء وتدخين المدواخ والشيشة. وروى شقيقه مروان المري أن الشهيد أوسط اخوانه الـ11 وكان دائماً ملتقى الأشقاء والعائلة لسعة صدره وتحليه بالأخلاق الطيبة وقال إن الشهيد يبلغ من العمر 44 عاما، وله من الأبناء 7 أربعة ذكور و3 إناث، مبيناً أن آخر اتصال معه كان قبل استشهاده بساعة ونصف الساعة، بحيث استغرق المكالمة كلها وهو يوصي خير التوصية بجميع أفراد العائلة، وأبدى سعادته بقبول ابنيه في كلية الشرطة بدبي، وأوصى بأن يلتحق البقية في السلك العسكري للدفاع عن الوطن الذي اعتبره أقدس واجب ومهمة يتولاها الإنسان. ولفت إلى أن الشهيد كان يتهيأ للعودة إلى الوطن ليلتحق ببعثة الحج لأن طلبه الذي تقدم به لأداء مناسك الحج منذ بداية العام تم قبوله من قبل القيادة. وفي خيمة عزاء الشهيد علي حسين حسن عبدالله طاهر البلوشي في منطقة البرشاء 2 استقبلت عائلته آلاف المعزين من كافة إمارات الدولة الذين حضروا لمواساة آل الفقيد وعائلته وأشقائه، وقال أقاربه، إن الجموع الغفيرة من المعزين التي توافدت على خيمة العزاء أسهمت في التخفيف من المصاب الأليم الذي ألم بهم وامتلأت الخيمة بعدد كبير من زملاء الشهيد الذين حضروا للعزاء بالزي العسكري، فيما أكد الجميع أنهم ورغم الصدمة بفقدان أخ لهم، إلا أنهم يشعرون بالفخر لأنه مات شهيداً يدافع عن كرامة وطنه. وروى راشد عبد الله مراد الصديق المقرب من الشهيد منذ أيام الطفولة أن الشهيد كان صديقاً للجميع ومحباً لمساعدة الآخرين ولم يسبق أن غضب أحد منه، سواء من الذين يعرفونه أو لا يعرفونه فهو شديد الحرص على احترام الجميع وتقديرهم وإيفائهم حقهم أحسن إيفاء، مبينا أنه نال أمنيته بالاستشهاد من أجل الوطن وبين أن الشهيد كان معروفاً بكرمه وبتقديم الخير للمحتاجين. وقال عيسى محمد البلوشي خال الشهيد، إن ابن شقيقته أبلغه بأن سفره إلى جبهات القتال سيكون لآخر مرة سيشاهدها فيه، مبيناً أن الشهيد كان مؤمناً بقضاء الله وقدره، وأوصى زوجته بأبنائه وحسن تربيتهم، مبيناً أنه استشهد فداء للوطن وللقيادة التي أحب وأخلص والتي لم تبخل عليه في حياته وفي استشهاده. وأكد أن جميع أفراد الشهيد تحت تصرف القيادة في الطريق الذي تختاره، مبيناً أن والدة الشهيد صبرت وتحملت نبأ استشهاد ابنها الأقرب إلى قلبها لكونه ضحى بنفسه من أجل الوطن. وقال شقيقه محمد حسين البلوشي، إن الشهيد قبل أن يكون شقيقه كان صديقه المقرب الوفي الذي كان دائم النصح له كونه يكبره بالعمر، مبيناً أن له قلباً كبيراً بحب واحترام الناس، مشيراً إلى أنه ما دخل مجلس إلا وترك فيه أثره الطيب. وعبر شقيقه راشد عن فخره باستشهاده، مبيناً أن الشهيد كان بشوشاً ومصغيا لآراء الجميع باهتمام وحرص في كل أمر يعتزم القيام به مبيناً أنه هو الذي أوصله إلى معسكره في أبوظبي حينما لبى نداء الواجب الوطني، وقال إن آخر مكالمة بينهما كانت يوم الخميس أي قبل يوم من استشهاده، حيث شعر بأن معنوياته عالية وأنه مصر على البقاء في جبهات القتال حتى تحقيق النصر المظفر، وأشار إلى أنه طلب منه تقبيل والديه وجميع أفراد الأسرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©