دبي -
مصطفى عبدالعظيم:
أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة زغبي العالمية بالتعاون مع مجلس الأعمال العربي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، تراجع مستوى التفاؤل لدى كثير من شباب الأعمال العرب حول المستقبل الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط،وذلك بسبب تزايد حدة الصراعات التي تشهدها المنطقة وتأثيراتها السلبية على خطط التنمية الاقتصادية، وكشف الاستطلاع الذي شمل شباب الأعمال في ست دول عربية هي ''الإمارات و مصر والسعودية والأردن والمغرب ولبنان''، عن تفاوت كبير في قراءة مجتمع الأعمال العربي للمستقبل الاقتصادي،الا انه وبحسب الاستطلاع فان مستويات التفاؤل في استطلاع هذا العام جاءت اقل عن الاستطلاع الذي اجري أواخر العام الماضي·
وتم إجراء الاستطلاع الذي حصلت ''الاتحاد'' على نسخة منه عبر إجراء مقابلات مباشرة مع 3850 شابا من الدول الست بسؤالهم عن مدى تأثير الصراعات التي تشهدها بلدان عدة في الشرق الأوسط وخاصة في العراق وفلسطين ولبنان، على التنمية الاقتصادية،على أن تكون الإجابة بواحدة من الخيارات الثلاث ''أسوأ·· أفضل·· غير متأكد''·
وقالت مؤسسة زغبي العالمية للاستطلاعات إنه مقارنة باستطلاع العام الماضي فان أعدادا قليلة ممن تم استطلاع آرائهم في البلدان الستة ،خلال فترة الاستطلاع من11 الى 28 نوفمبر الماضي، أعربوا عن تفاؤلهم للأداء الاقتصادي خلال السنوات الأربعة المقبلة·
وأظهرت نتائج الاستطلاع ان السعوديين هم الأكثر تفاؤلا للسنوات الأربع المقبلة حيث يرى 56 % منهم ان الوضع سيكون أفضل، ثم المغاربة بنسبة 39% ثم الأردنيين بنسبة 27% واللبنانيين بنسبة 24% ثم المصريين بنسبة 14% ،والإماراتيين بنسبة 8%، كما أشارت نتائج الاستطلاع كذلك إلى ان المصريين هم الأشد تشاؤما حيث يعتقد 48% ممن تم استطلاع أرائهم ان الوضع سيكون سيئا، ثم الأردنيين بنسبة 40% ثم اللبنانيين بنسبة 24% والسعوديين بنسبة 14% والمغاربة بنسبة 5% وأخيرا الإماراتيين بنسبة تقل عن 5%·
وبينت النتائج كذلك ان 74% من الإماراتيين الذين تم استطلاع ارائهم غير متأكدين من احتمالات حدوث تأثرات سلبية للصراعات الحالية على مستقبل التنمية الاقتصادية، تلاهم في ذلك رأي اللبنانيين بنسبة 37%، ثم المغاربة بنسبة 34% ثم المصريين بنسبة 24%، اخيرا السعوديين بنسبة 9%·
وقالت مؤسسة زغبي العالمية لاستطلاعات الرأي إن الغالبة العظمى ممن تم استطلاع آرائهم في أربع دول هي '' مصر، ولبنان، والأردن، والإمارات'' يعتبرون ان الصراع العربي الإسرائيلي له تأثير سلبي واضح على عمليات التنمية الاقتصادية، فيما قلت نسبة من يعتقدون بذلك في السعودية والمغرب، كما ألقى غالبية المستطلعة آرائهم في كل من مصر والإمارات والسعودية ولبنان والأردن، اللوم على الحرب في العراق وما يجري فيها من أحداث، في إفراز تداعيات سلبية واضحة على خطط التنمية الاقتصادية في المنطقة، فيما رأت نسبة قليلة من اللبنانيين والمغاربة ذلك· كما أشارت نتائج الاستطلاع كذلك الى ان 92% من اللبنانيين و50% من السعوديين يعتقدون أن الصراع اللبناني الإسرائيلي يهدد مستقبل التنمية في المنطقة، ذلك مقابل 45% من المصريين و17% من المغاربة ممن يعتقدون الأمر ذاته· وتناول الاستطلاع كذلك التعرف على اولويات المجتمعات في الدول الست فيما يتعلق بالرخاء المالي والقيم الاجتماعية وخسارة الوظائف والاستقرار الوطني والإقليمي،حيث اتفق جميع من استطلعت آرائهم في هذا المجال الى ان قضية الرخاء المالي تأتي في صدارة الاولويات فيما احتلت القيم الاجتماعية المرتبة الثانية في الترتيب في كل من الإمارات والسعودية والمغرب والمرتبة الثالثة في كل من مصر والأردن·
ومثل الخوف من فقدان الوظائف المرتبة الثانية ضمن اولويات المصريين والأردنيين والثالثة بالنسبة للبنانيين والإماراتيين والسعوديين والمرتبة الرابعة بالنسبة للمغاربة، كما جاء عامل الاستقرار الوطني في المرتبة الثانية بالنسبة للبنانيين والثالثة بالنسبة للمغاربة والرابعة بالنسبة للمصريين والأردنيين والخامسة بالنسبة للإماراتيين والسعوديين·
أما عامل الاستقرار الإقليمي فقد جاء في المرتبة الرابعة لأولويات الإماراتيين والسعوديين،والمرتبة الخامسة لكل من المصريين والأردنيين واللبنانيين والمغاربة·
يشار إلى أن شركة زغبي انترناشونال التي تعمل في مجال استطلاع الآراء منذ عام ،1984 قد أجرت أبحاثاً موسعة حول العالم العربي، آخرها استطلاع حول ''القيم والمعتقدات والاهتمامات عند العرب: دراسة حول القيم العربية والهموم السياسية''· ويذكر أن مجلس الأعمال العربي قد تأسس في يونيو 2003 خلال الاجتماع السنوي الاستثنائي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في الأردن على خلفية اتساع فجوة النمو والتطور بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من جهة وبين الدول المتطورة ·
ويضم المجلس حاليا 75 شخصية من قادة الأعمال العرب الملتزمين بالرؤية الرامية إلى تعزيز تنافسية العالم العربي وتأهيل مجتمعاتهم للمنافسة بشكل قوي على الساحة العالمية والمساهمة في تنمية المجتمعات الإقليمية والعالمية على حد سواء· ويعمل المجلس بالتنسيق مع الحكومات الإقليمية وحكومات دول مجموعة الثماني والهند والصين بالإضافة إلى المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني على دعم قضايا إصلاح السياسات في مجالات الاستثمار والتجارة والتعليم والإعلام وتعزيز التبادل والتفاعل الثقافي بين الدول·
عدد اليوم
