الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتراف الإداري الآسيوي.. «المتخصص عُملة نادرة» !!

الاحتراف الإداري الآسيوي.. «المتخصص عُملة نادرة» !!
24 يناير 2015 21:30
معتز الشامي (سيدني) يعتبر الإداري مصدر قوة أي دوري محترف، وأحد أسباب التطور خصوصا لدى اللاعب المحترف كونه من يدير حياة اللاعب وعلاقته بناديه وغيرها من العوامل التي تجعل من العاملين بهذا الحقل، إما سببا في تطوير اللعبة وانطلاقتها للأمام، أو سببا في تدهورها وتراجعها وعدم تحقيق الفائدة المنتظرة. وبعد 8 سنوات من فرض الاحتراف على قارة آسيا بقوة قانون الاتحاد الآسيوي، ومشاركة 11 دورياً محترفاً، ارتفعت في الأشهر الأخيرة إلى 17، لا يزال الحديث عن جدوى وجود الإداري مستمراً، رغم القناعة بأهمية هذا الدور. وهذا الأمر دفعنا لإلقاء الضوء على خطورة الاعتماد على إداريين هواة، يقومون بتسيير الدوريات المحترفة، لاسيما أننا في غرب آسيا بشكل عام ودول الخليج تحديداً لا نزال نتعامل مع الإداري صاحب العلاقة المباشرة مع اللعبة، سواء في مجالس إدارات الأندية أو اللجنة المحترفة بطريقة «لا مبالاة» أو عدم الاكتراث بهذا الدور الذي يعتبر سر تطور وتقدم اللعبة في شرق آسيا، بالإضافة لدوريات أوروبا المتقدمة، بينما لا يزال الإداري «الهاوي» غير المتخصص يتحمل مسؤولية تراجع الاحتراف في غربها، من واقع الأداء العام لإدارة اللعبة في دورياتنا المحترفة تارة، أو من واقع القرارات التي يشوبها التخبط في دوريات كثيرة مجاورة تارة أخرى. ويعتبر غياب التخصص في كرة القدم بمثابة نقمة على أندية ولجان غرب القارة، بينما لا يحدث ذلك في شرقها، وذلك في ظل الاهتمام بتطوير الكوادر الإدارية في كرة القدم في دول أقل ما توصف به أنها لا تعرف شيئاً عن اللعبة، ولا تهتم بها مثلما يحدث في دولنا العربية بغرب آسيا. ولذلك انطلق الشرق، وسيطرت أنديته واتحاداته على القارة، بينما ما زلنا نتخبط في قرارات بعضها يسبب مشكلات كارثة، ويكفي أن روزنامة معظم الدوريات في غرب آسيا «غامضة»، ولا يعرف الفريق ما إذا كان سيلعب الموسم المقبل في أغسطس أو سبتمبر، بينما ترى الروزنامة واضحة وضوح الشمس في شرق آسيا رغم وجود دوريات «غير متطورة هناك». وكشفت مصادر بالاتحاد الأسيوي عن أن غياب الإداري المحترف في العمل بالدوريات المحترفة بالقارة الصفراء، وخصوصاً بغربها أحد النقاط السلبية التي سيعمل الاتحاد على علاجها خلال المرحلة المقبلة. وهناك قناعة كبيرة لدى الاتحاد الآسيوي بضرورة التحرك لفرض تعيين الإداريين المحترفين المفرغين لإدارة اللعبة وليس الإداريين أصحاب عشرات المناصب والمسميات الوظيفية والمرتبطون بأعمال ووظائف حكومية أو خاصة. واتفقت الآراء التي استطلعناها بين دول الشرق والغرب على ضرورة أن يتم فرض احتراف الإداري بقانون كما حدث بالنسبة للاعبين الذين كانوا هواة في معظم دول القارة قبل 8 سنوات، ولكن قرار التعاقد مع لاعبين محترفين وتوقيع عقود معهم والذي فرض آسيويا، حَول اللاعب من خانة الهواية إلى الاحتراف. دراسة متخصصة وأشارت دراسة «مسحية»، قامت بها لجنة التقييم بالاتحاد الآسيوي قبل موسمين إلى أن أكثر من 89% من إداريي أندية غرب آسيا بالتحديد، هواة وغير مرتبطين بعقود مع شركات الأندية، المفترض أن تهتم بتعيين المحترفين والمفرغين لإدارة العملية الاحترافية والإشراف على حياة اللاعبين. وانتقدت الدراسة هذا الأمر في ظل التشديد على معايير الاحتراف التي تتعلق بضرورة توقيع عقود مع جميع العاملين مع فريق الكرة بمن فيهم الإداريون، سواء بإدارة الفريق الأول أو العاملين في شركة الكرة بتخصصاتها المختلفة. لكن حقيقة ما يحدث عندنا في غرب آسيا ودولنا الخليجية تتلخص في تعيين «أصحاب الثقة» بالأمر المباشر من رؤساء الأندية ورؤساء مجالس الإدارات، حتى ولو لم يكن من يتم تعيينه مؤهلاً لإدارة العملية الاحترافية برمتها. وترى الآراء التي استطلعناها أن أحد أسباب تراجع مستوى الاحتراف بشكل عام في غرب آسيا عنه في دول الشرق والوسط والجنوب، يعود إلى غياب الإداري المتفرغ، الذي يتمكن من وضع كامل طاقاته وتفكيره في اللعبة بهدف تطويرها. ومن المعروف أن كوريا واليابان والصين ترسل كوادرها الإدارية للحصول على دورات متخصصة في الإدارة الرياضية لدى الفيفا، وبعضهم حصل على ماجستير ودبلومة ودكتوراه في مجال تخصصه، بينما لا يهتم الإداري العامل في أندية غرب القارة بالتحصيل العلمي والأكاديمي، لما يعرف بـ«الإدارة الرياضية» للعبة كرة القدم، والتي باتت علما يدرس الآن. والمفاجأة الأكبر كانت في تفوق دولة مثل الهند، التي لا تعرف الكثير من كرة القدم في عدد الإداريين المحترفين والمتخصصين العاملين في الأندية الهندية والرياضة الهندية بشكل عام، وهو ما يجعل الدوري الهندي «تنظيميا وإداريا» أفضل من دوريات عدة في منطقة الخليج. ويحدث ذلك في الوقت الذي يعتبر الإداري المتخصص في مجال عمله وإدارته للعبة، عملة نادرة وغير متوفرة في دوريات الخليج بشكل عام. ويزيد من حجم المأساة أن مرتب الإداري أو مدير الكرة أو الموظف المرتبط بإدارة العملية الاحترافية في دوريات غرب آسيا، لا يتجاوز الـ10 آلاف درهم في المتوسط، بينما يحصل الإداريون المتفرغون والمتخصصون في دول شرق ووسط وجنوب آسيا على أكثر من 20 ألف دولار كونه متخصصاً في مجال عمله، ويحقق المطلوب منه. ولعل ذلك كان سبباً كافياً لأن يلجأ الاتحاد الآسيوي إلى الكوادر الإدارية من مختلف دول القارة شرقاً وجنوبا ووسطا على اختلاف وتفاوت أهمية اللعبة بها، ليعملوا ضمن الوظائف الداخلية بالاتحاد نفسه. وقد تفوقت دوريات اليابان وكوريا والصين والهند وفيتنام وأوزبكستان على دوريات غرب آسيا بالكامل، والتي لا تهتم بتعيين الإداري المحترف والمتخصص لإدارة العملية الاحترافية في كرة القدم. كاشيما: غياب الإداري المتخصص يقتل فرص التطوير سيدني (الاتحاد) حذر الياباني كاشيما عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من خطورة استمرار غياب الإداري المتخصص عن إدارة العملية الاحترافية للدوريات والروابط المحترفة، وأيضاً شركات الكرة في القارة الصفراء، وقال: «غياب الإداري المتخصص من شأنه أن يدمر مشروع الاحتراف بالكامل، ويقتل أي فرص للإبداع والتطور المطلوب». وأوضح كاشيما أن الاتحاد الآسيوي اكتشف العديد من الظواهر غير المقبولة عند تقييمه العديد من دوريات غرب آسيا، ولعل ذلك كان سبباً في اعتماد المعيار الفني كمحك أخير لتقييم المشاركة في دوري الأبطال بعد اكتشاف عدم وفرة الكثير من الشروط المتعلقة بالاحتراف لدى الغرب دون بقية اتحادات ودوريات القارة التي تطبق الاحتراف. وأشار كاشيما إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تغييرات جذرية في بعض المعايير، التي تشدد على ضرورة تعيين الإداريين المتخصصين بإدارة اللعبة، وتقديم ما هو مطلوب لتحقيق التطور المطلوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©