الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الموصل في قبضة «داعش».. قهر وابتزاز ومعاناة

11 أكتوبر 2014 01:00
استل عمر ورقة من جيبه ليدون بشكل سري مشاهداته اليومية التي اعتاد تدوينها بقصاصات متفرقة ويخبئها عن أنظار المحيطين به، ليكشف عنها ذات يوم عندما تعود مدينته الموصل شمال العراق إلى حياتها الطبيعية بعد إنهاء احتلالها المستمر من جانب عناصر تنظيم «داعش» منذ العاشر من يونيو الماضي في عملية مفاجئة نفذها 200 عنصر بعشرين سيارة فقط. عمر، الذي طلب عدم ذكر اسم عائلته، شاب في العشرينيات من عمره، كان يعمل صحفياً قبل دخول عناصر التنظيم إلى المدينة، لكنه اليوم يجلس في المنزل مع عائلته محاولاً أن يخرج بشكل يومي في محيط منطقته التي تقع تحت سيطرة التنظيم حالها حال العديد من أحياء الموصل ليدون بعد ذلك مشاهداته التي سيحتفظ بها للتاريخ، كما قال في اتصال مع «الاتحاد»، مشيراً إلى أنه قرر أن يكتب عن حال المدينة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن حال الصحفيين في الموصل الآن خطر جداً، فهم تحت أنظار عناصر التنظيم الذين يقومون بمتابعتهم بشكل دقيق للوصول لهم بأي طريقة. وأوضح عمر أن حال الصحفيين لا تختلف عن حال بقية أهل المدينة التي يتعرض تجارها مثلاً للابتزاز اليومي وفرض دفع الإتاوات مع فرض بيع أنواع معينة من البضائع على أنواع أخرى، مشيراً إلى أنه شهد ذات يوم فرض عقوبة الجلد على أحد الأشخاص ممن كانوا يدخنون لأن التنظيم يحرم التدخين وشرب الخمر وأموراً أخرى. وقال إن الرجل الذي كان ينفذ العقوبة كان يدخن أمام الجميع، وأنه تعرض للجلد الشديد وأُصيب بعدها بأورام في ظهره نقل على إثرها للمستشفى. وأكد عمر، الذي لم يتسلم راتبه الحكومي منذ دخول العناصر تلك مدينته حاله حال جميع الموظفين في الموصل، أن الأوضاع الاقتصادية متردية جداً، كما أن النساء بشكل خاص يعانين أكثر من الرجال، فهن لا يستطعن الخروج من منازلهن إلا بارتداء النقاب الأسود. كما أن التنظيم منع تداوي الرجال من قبل النساء والعكس أيضاً، كاشفاً أن الشرطة التابعة للتنظيم بدأت بالانتشار في المدينة بسيارات كتب عليها شعار «داعش»، مرتديةً ملابس خاصة بها. وتابع عمر «أن القصاصات التي يكتب بها مذكراته اليومية يحتفظ بها في مكان سري خارج البيت، وهو لا يستخدم الكمبيوتر لأن الورق يكون أكثر أماناً في طريقة الاحتفاظ به في مكان بعيد». وأشار عمر إلى أن الأوضاع العامة في المدينة لا يمكن لخيال أي كاتب أن يصفها فهي تستحق أن تترجم إلى قصص سينمائية ولا يمكن لأي إنسان أن يصدق الأمر لو تمت مشاهدته على شاشات السينما. وقال عمر عن الضربات الجوية التي تشن على مواقع التنظيم «إنها تسمع عند أطراف المدينة، وإن قوات البشمركة الكردية تحاول الوصول إلى مناطق هي في الأساس من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل في محاولة للسيطرة عليها وطرد مسلحي التنظيم منها». وأضاف: «إن على الحكومة في بغداد الإسراع في تحرير الموصل؛ لأن هناك العديد ممن لم يستطع النزوح من المدينة لظروف حالت دون ذلك وهم الآن أكثر من يعاني سيطرة التنظيم على المدينة التي تهدد حياتهم ووجودهم بشكل مباشر»، مؤكداً أن ربع سكان الموصل تقريباً نزحوا من مدنهم وقراهم وخصوصا الأقليات مثل المسيحيين والأيزيدين والتركمان والأكراد الذين تعرضوا لأبشع أنواع الإبادة البشرية التي تعرض لها سكان الأرض على مر التاريخ. (بغداد - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©