الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بورصة سيارات توصيل الطلبة تستنزف أسهم ميزانية الأسر

بورصة سيارات توصيل الطلبة تستنزف أسهم ميزانية الأسر
14 سبتمبر 2012
مع بدء العام الدراسي الجديد، تنتشر إعلانات التوصيل للمدارس والجامعات، وغالباً ما تنتشر تلك على مداخل الأبنية ومحال «السوبر ماركت»، أو في الصحف الإعلانية المتخصصة وعلى أعمدة الإنارة، وإعلانات أصحابها هم من سائقي السيارات والحافلات الصغيرة، الذين تنحصر مهنتهم في توصيل الطلبة والطالبات من وإلى المدارس والجامعات، خلال العام الدراسي، فيما يظلون عاطلين، إلى حد ما، خلال عطلة الصيف. ورغم ما يقدمونه من خدمات، إلا أنهم يستنزفون ميزانية الأسر، حيث يصل سعر توصيل الطالب الواحدة إلى 3 آلاف درهم شهرياً، إن كانت مدرسته داخل أبوظبي ومقر إقامته في إحدى المناطق خارج المدينة، ويتراوح بين 100 إلى 1600 درهم إن كان الطالب ومدرسته داخل الإمارة، حيث إن الأمر يتوقف على خبرة السائق وكرم الأسرة معه، طلباً للحصول على رعاية أفضل لابنها. هناء الحمادي (أبوظبي) - وسط انشغال أولياء الأمور في الذهاب لأعمالهم، تشتعل بورصة سائقي الحافلات الصغيرة والمتوسطة، التي تنقل الطلبة إلى المدارس والكليات، حيث رفع سائقون أسعارهم، بنسب تراوحت بين (20-30) بالمائة، مقارنة بالأعوام الماضية، وأبقى آخرون عليها كما هي من دون تغيير لزبائنهم في الأعوام الماضية، ورفعوها على الباقين، مع تزايد الطلب عليهم. وأبدى عدد من أولياء الأمور امتعاضهم من ارتفاع أجور السيارات الخاصة، واعتبروا الزيادة في الأسعار “لا مبرر لها على الإطلاق”، فيما دافع أصحاب السيارات والحافلات عن أنفسهم، مؤكدين أنهم يقبلون على ذلك مضطرين رغم علمهم بأنه تحايل وقد يعرض أبناءهم للخطر. وهكذا أولياء الأمور بدورهم، لا يختلفون حول الحاجة إلى توفير سائق خاص لأبنائهم وبناتهم. بعضهم يقدر الازدحام على الحافلات ، والبعض الآخر ينجر وراء طلبات أبنائه الطلبة، والذين يرغبون في الوصول إلى المدرسة بأفضل وسيلة ممكنة. لكن ذلك لا يعني عدم وجود حكايات مقلقة للأهالي، خصوصاً مع تعاملهم مع سائقين ليسوا معتمدين من قبل جهة رسمية. وقال عادل سعيد المرزوقي عن الزيادة غير المبررة من بعض سائقي السيارات الخاصة التي تقل طلبة المدارس أو الجامعات والكليات إن هذه المشكلة هي حديث الأسر مع بداية كل عام دراسي، حيث الكثير منا يبحث عن سائق ذي خبرة طويلة في توصيل الطلبة، وبعد البحث المضني ننصدم بالأسعار المرتفعة والتي تشكل هماً آخر لأولياء الأمور، خاصة من عنده عدد كبير من الأبناء، فالطالب الواحد يصل سعر توصيله من البيت إلى المدرسة صباحاً وظهراً تقريبا 3000 درهم، وقد يختلف السعر إن كان خارج أبوظبي، مثل مناطق الرحبة والشهامة، ومحمد بن زايد، وخليفة أ. ويضيف المرزوقي لايزال الكثير منا رغم سكنه في تلك المناطق إلا أنه يفضل أن يبقي أبناءه في المدارس الخاصة داخل أبوظبي نظراً لسمعتها وطرق التدريس الحديثة فيها، وفي السياق ذاته قال إن كان عندي 5 أبناء، فهذا يعني سأدفع في الشهر 15 ألفاً، وهذه ميزانية أخرى ترهق كل ولي أمر إن كان أبناؤه يدرسون في مدارس خاصة. سائقة خاصة في حين لا تنتظم سائقة السيارة الخاصة التي قامت مريم السويدي بتأجيرها لأبنائها، فأحياناً تأتي السائقة مبكراً، وتغادر دون الأطفال، معترضة على عدم وجودهم في الوقت المحدد في الخارج. وتقول «تصل مرات أخرى متأخرة بأكثر من ربع ساعة عن موعدها المحدد، فتضطر إلى تجهيز الأطفال مبكرا، وإرسالهم لانتظارها أمام المنزل، خشية مجيئها باكراً، ومغادرتها قبل موعدها، لكن الانتظار لا يقتصر على الوقوف أمام المنزل لنصف ساعة أو أكثر فقط، بل يتعدى ذلك إلى إضاعة المزيد من الوقت داخل السيارة وأثناء تنقلها بين بيوت الطالبات الآخريات، فيصلون إلى المدرسة في حالة يرثى لها، تماما كوضعهم لدى عودتهم إلى البيت، لافته أنه ليس بوسعها هي وزوجها فعل أي شيء لإنقاذ الأطفال، حسب تعبيرها، كما لا تسمح ظروف عملهما بتوصيل الأطفال إلى المدرسة، خاصة في فترات الازدحام. الأسعار مرتفعة من جانب آخر بعد معاناة بدرية خادم، التي كانت توصل أبناءها العام الماضي، وتأخرها المتزايد عن العمل، وتعرضها لأكثر من إنذار عن تأخرها اضطرت هذا العام لتأجير سيارة خاصة تقودها امرأة عربية لديها خبرة في التوصيل لنقل أبنائها إلى المدرسة ذهابا وإيابا طوال العام الدراسي، تقول عن تجربتها التي بدأت منذ الأسبوع الماضي، رغم ارتفاع أسعار التوصيل، ولدي 6 أبناء في مراحل عمرية ودراسية مختلفة فضلت تأجير سيارة لنقلهم من البيت إلى المدرسة، ورغم أن ذلك يؤثر على الميزانية الأسرية، إلا أنني مضطرة للقيام بذلك نتيجه الإنذارات المتكررة التي حصلت عليها بسبب تأخري عن الدوام. وتضيف، بعد الاتفاق مع السائقة التي طلبت مبلغ 1700 درهم على كل طالب في الشهر رضحت للأمر الواقع في أن تقوم بتوصيلهم برغم ما أشعر به من قلق أثناء قيامهم بتوصيلهم صباحا وظهرا وسط الازدحام التي نراه يومياً. بينما يشير طالب أحمد الجابري أنه تعاقد مع سائق خاص لنقل أبنائه الثلاثة إلى المدرسة التي تبعد عن منزله 30 كيلو متراً، بمبلغ 1600 درهم، موضحا أنه مضطر إلى ذلك، حيث إنه هو الآخر موظف، ولا يستطيع نقل أبنائه إلى المدارس. ويتابع، لعدم وجود الوقت الكافي، وخوفنا من التأخر عن أعمالنا ووظائفنا، تضطر الكثير من الأسر الاستعانة بسائق خاص لنقل الطلبة، ورغم ارتفاع بورصة النقل، خاصة مع بداية العام الدراسي والتي تترتفع أكثر من اللازم وبشكل مبالغ ندفع تلك المبالغ من أجل راحة أبنائنا، وليصلوا في الوقت المناسب إلى المدارس. ويضيف، أسعار حافلات المدارس الخاصة كل عام تزداد والمصاريف والرسوم المدرسية كذلك لاتتوقف عن الزيادة، فيضطر أولياء الأمور، خاصة من ليس لديه سائق في المنزل اللجوء إلى السيارات الخاصة لنقل الطلبة، موضحاً أن في بعض المدارس يصل سعر توصيل الطالب الواحد بالحافلة طوال العام الدراسي إلى أكثر من 3 آلاف درهم ذهابا وإيابا، فما بالنا إن كان رب الأسرة عنده أكثر من طالب. حسبة بسيطة من جهتها تتحدث إيمان حسن لديها ثلاثة أولاد في المدارس الخاصة، أنها كانت ترسل أبناءها بالحافلة في الأعوام السابقة، ولكن الأبناء صاروا يشتكون من التأخير أثناء العودة لأن الحافلة يلف بهم في أرجاء المدينة نحو ساعة كاملة أثناء توصيل بقية الطلاب، وهكذا فهم يصلون إلى المنزل منهكين متعبين. وبحسبة بسيطة، وجدت إيمان أن السائق الخاص يكلفها أقل من حافلة المدرسة، فتكلفة الحافلة على الطالب تبلغ 3000 آلاف درهم أي 9 آلاف درهم في السنة للثلاثة، ولذلك فضلنا أن نعين سائقا خاصا لتوصيل الأولاد، وهكذا ارتاح الأبناء من رحلة المعاناة، ووفرنا على أنفسنا تكاليف الحافلة في الوقت نفسه’’. رأي الطالبات تقول الطالبة ريم إن تكدس الكثير من الطالبات في الحافلة التي تقوم بتوصيلهن إلى بيوتهن المتناثرة في أماكن متباعدة تسبب في وصولهما متأخرتين هي وأختها. ما دفع بالطالبة ريم سعود إلى الطلب من والديها بتوفير سائقة خاصة لتوصيلها إلى المدرسة، حيث تقول أسكن في منطقة، ومدرستي الثانوية في منطقة أخرى، ولا يمتلك والداي الوقت الكافي لتوصيلي إلى المدرسة يومياً، بسبب التزاماتهما في وظائفهما، لذا فقد طلبت من والدي البحث عن سائقة خاصة تقوم بتوصيلي يومياً من وإلى المدرسة، وشاركتني في ذلك أختي التي تصغرني بعدة أعوام، فصرنا نذهب معاً إلى المدرسة في سيارة خاصة توصلنا في الوقت المناسب ودون تأخير عن الطابور الصباحي والحصص الدراسية. أما موزة سعيد النعيمي طالبة في المرحلة الإعدادية، فتقول حافلة المدرسة تصل السادسة صباحاً، وهو وقت مبكر جداً، بسبب أنها تسير في أكثر من منطقة، ولا أستطيع أن استعد في الوقت المحدد، وغالباً ما كانت الحافلة تفوتني، فأضطر إلى اللجوء لعائلتي لتوصلني إلى المدرسة، وتلافياً لذلك، قامت عائلتي بتخصيص سيارة خاصة تقودها سيدة عربية تنقلني إلى المدرسة يومياً، وذلك للتخفيف من عبء توصيلي. وتضيف: لأن حافلة المدرسة الحكومية غالباً مكتظة بالطالبات، وفي الصباح يكون الهواء في الحافلة غير كاف، وتظل كثير من الفتيات واقفات، لأنهن لم يحصلن على مقعد يجلسن عليه بسبب وصولهن متأخرات، أو قيام الحافلة بجولات في مناطق سابقة، فلا يبقى لنا مكان نجلس فيه. عقود شهرية تقول إحدى السائقات التي تقوم بمهمة توصيل الطلبة صباحاً ومساء، وفضلت عدم ذكر اسمها إنها تتعاقد شهريا مع أولياء أمور الطالبات لتوصيلهن، وذلك لمعرفة حقوق وواجبات كل طرف وتعترف تلك السائقة إن لديها سيارة تفي بعدد الطالبات والتي يصل إلى ست طالبات، وتقوم بالتوصيل من المناطق السكنية إلى عدة مدارس مقابل مبلغ 1400 درهم شهرياً. وتضيف، بعد البحث المضني عن وظيفة مناسبة حسب خبراتي وشهادتي الجامعية منذ عدة سنوات لم أجد سوى هذا العمل توصيل الطلبة من المنزل إلى البيت لمساعدة زوجي في المعيشة، ولسد التزاماتنا العائلية. من جهته، يقول سائق سيارة آخر، إنه يعمل في هذه المهنة «التوصيل» منذ نحو 3 سنوات، وهو يعتمد على هذه المهنة كمصدر دخل رئيسي وأساسي، حيث يشير هذا السائق إلى أن أسعار التوصيل تختلف من منطقة إلى أخرى إن كانت داخل أبوظبي أو خارجها. ويضيف، أقوم بتوصيل الطلبة من كل المناطق لأن العمل أرزاق ولا يعلم أحد أين يكون رزقه، وذلك في محاولة منها لسد الحاجة المادية في المنزل. ويذكر أنه حصل على فرصة عمل كمندوب تسويق، لكنه لم يستطع النجاح في هذه المهمة، فعاد إلى توصيل الطلبة، لأنها مهنة أقل تعباً وجهداً، ويمكنه الحصول على مدخول شهري معقول يساعده وعائلته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©