الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلاب مدارس يستعيدون تراث الأجداد في مشاهد تمثيلية

طلاب مدارس يستعيدون تراث الأجداد في مشاهد تمثيلية
14 سبتمبر 2012
خولة علي (دبي) - متطوعون من طلبة المدارس، جمعهم حب التراث، والإرث الأصيل الذي ارتكز على الكثير من المفاهيم والقيم النبيلة، لينظموا تحت لواء جماعة أصدقاء التراث، ليوحدوا صفوفهم، ويرسموا غايتهم ونظرتهم حيال الهدف الذي يسعون له في جمع شتات التراث والموروث الشعبي، والمشاركة في الكثير من المحافل الاجتماعية، وإحياء مناسباتها بحلة التراث الذي نسجوا مشاهدها التمثيلية. وحول فكرة تأسيس هذه الجماعة، قال مساعد مدير مدرسة أحمد بن حنبل للبنين إبراهيم محمد المشرف على جماعة أصدقاء التراث إن التراث الشعبي بكافة عناصره وأشكاله يعتبر مخزوناً وإرثاً خاصاً للمجتمع، نستمد منه الكثير من البواعث والمنطلقات الحضارية والنفسية والروحية التي تعمل على تحفيز جوانب عدة في حياتنا لتصب في مجرى الإبداع الذي من شأنه أن يعلي من طاقتنا، ودورنا في النهوض بحاضرنا الذي هو امتداد لماضينا الأصيل، فالتراث هويتنا وما نتميز به عن غيرنا من الشعوب، فلابد أن يكون حاضراً بيننا نمارسه في حياتنا اليومية، ليطلع عليه أبناؤنا الذين يقع عليهم مسؤولية صون هذا المورث، ونقله للأجيال المقبلة. مشاهد تعبيرية وأوضح أن جماعة تعنى بالتراث، يتكون أعضاؤها من مجموعة من طلبة المدارس الذين وجدنا فيهم رغبة ملحة في استنطاق التراث، من خلال صور ومشاهد تعبيرية يتم محاكاتها عن طريق المشاركة في الكثير من المناسبات، كاليوم الوطني، والمناسبات التراثية، كما يتم المشاركة في احتفالات بعض الجهات والدوائر، وأيضا المناسبات الاجتماعية الخاصة، فمجال المشاركة واسعة غير محصور بمكان دون آخر، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الجهود والإيمان المطلق بالدور المنوط عليهم في التعبير عن مكنون هذا الإرث بكل ما يحمله من معنى. وأشار إلى عملية الإشراف على الجماعة ومتابعتهم وتدريبهم، من خلال دورات متخصصة لتلقينهم مهارة وفنون التراث الشعبي، وتعريفهم إلى بعض المصطلحات التراثية، ومسميات بعض الأدوات التي كانت مستخدمه آنذاك وماهية التعامل معها ووظيفتها ، وكيف يمكن أن يحاكوها بطريقة احترافية. ومن الأنشطة التراثية التي تم تقديمها من خلال مجموعة من النشاطات والمشاركات لجماعة أصدقاء التراث، حيث عبروا بمفهوم دقيق ومشاهد تمثيلية حول واقع أجواء القهوة الشعبية، فهي ليست محطة لارتشاف القهوة، لكنها كانت بمثابة محطة للتباحث والتشاور بين الرجال في الماضي، ومناقشة مجمل القضايا والمشاكل التي كانت تعتريهم، والوصول إلى الحلول الكفيلة للخروج من الأزمة. روح التكاتف وذكر أن الطالب يتعرف إلى طبيعة هذه العلاقة والتعاون وروح التكاتف التي جسدت علاقة الأهالي قديما ببعضهم بعضاً، ونحن في وقتنا الحالي نفتقد تلك الروح التي غيبتها مشاغل الحياة التي لا تنتهي وحرمتنا من ثمارها الطيبة. وأيضاً من المهن الذي قام الطلبة في ممارستها ومحاكاتها مهنة، حامل الماء “ المروي “ والطقوس التي كان يمارسها المروي، وهو ينقل الماء ويطوف به بين المنازل، وهو ينادي بعلو صوته بمفردات يترقب سماعها الأهالي الذي يندفعون إليه بغية الحصول على ماء الشرب، بعد أن ينفد الماء من الجب، وهو عبارة عن وعاء طيني كبير يستخدم في حفظ ماء الشرب فيه، كما يحاكي المتطوعون أيضا بعض المهن التراثية كحياة البحر، والتعرف إلى مسميات القوارب والأدوات المستخدمة في الصيد، كما يتعرف الطالب أيضا إلى دور الحرفي في الاطلاع، وممارسة بعض الحرف اليدوية التي أبدع فيه الأوائل بتحويل خامات البيئة المحلية إلى أدوات تلبي احتياجاتهم اليومية. وقال مدير مدرسة أحمد بن حنبل للبنين، من هذه الأعمال، سف الخوص، وتشكيل بعض الأدوات المستخدمة في الحياة اليومية آنذاك، كصناعة السرود وهي عبارة عن سفرة تستخدم لوضع الوجبات عليها، وأيضا «المكبة»، وهي عبارة عن غطاء يستخدم لحفظ الطعام ، أما «الجفير»، فهي عبارة عن سلة مصنوع أيضا من خوص النخيل كانت تستخدم في حمل الأغراض من السوق إلى المنزل وبالعكس. وأكد أنه لمس مدى حماس الطلبة الذي سخروا أنفسهم في خدمة التراث، وأحيائه، من خلال مشاركتهم في الكثير من المحافل الاجتماعية، فكان عدد المنتسبين إلى جماعة أصدقاء التراث قبل أربع سنوات من عمر الجماعة لا يتجاوز أربعة طلاب، لكن الآن وصل عدد المنتسبين إلى 40 طالباً، ومن مختلف المدارس التابعة للمنطقة التعليمية. إضاءة ذكر إبراهيم محمد مساعد مدير مدرسة أحمد بن حنبل للبنين أنه لا يمكن التفريط والتهاون في قيمة التراث الشعبي الذي يظل إرثاً من عادات وتقاليد وأدب شعبي وأمثال وحكايات شعبية، وغيرها من الموضوعات المرتبطة بالثقافة الشعبية الأصيلة، التي نخشى أن تتلاشى من الذاكرة يوما بعد يوم في ظل العولمة التي تحاول أن تصهر المجتمعات وتذيب ثقافاتها، لذلك لابد من تكاتف الجهود للنهوض بالتراث وصونه بكافة أشكاله وصوره، حتى تظل محفوظة في صدور أبنائها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©