الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدعاء يثبِّت المؤمنين ويفرغ عليهم الصبر عند المصائب

الدعاء يثبِّت المؤمنين ويفرغ عليهم الصبر عند المصائب
14 سبتمبر 2012
المصائب والنوازل من آيات الله العظام في هذا الكون يصيب بها عباده تذكيراً أو تخويفاً أو عقوبة، وعلى الإنسان أن يتذكر حين وقوع هذه الآيات ضعفه وعجزه وذله وافتقاره بين يدي الله تعالى فيلجأ إلى الله، عز وجل، بالدعاء والتضرع والاستكانة لعل الله يفرج ويخفف عنه هذه المصائب يقول الله تعالى «ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون» سورة الأنعام الآيات 42-44 أحمد شعبان (القاهرة) - أشار الدكتور خالد أبو جندية أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر، إلى قول الله تعالى«ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون» سورة البقرة الآيات 155- 157، حيث أخبر الله تعالى أنه لابد أن يبتلي عباده بالمحن ليتبين الصادق من الكاذب والجازع من الصابر وهذه سنته تعالى في عباده لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان ولم يحصل معها محنة لحصل الاختلاط بين أهل الخير وأهل الشر وحكمة الله تقتضي التمييز بينهما وهذه فائدة المحن وما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين والله تعالى أخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده بالخوف من الأعداء وبالجوع ونقص من الأموال أو ما يتعلق بموت الأحباب والأهل من الأولاد والأقارب والأصحاب وكذلك عندما يمرض الإنسان أو يمرض أحد أبنائه أو أقاربه فيحزن عليهم أو يحزن لإصابة بستانه وما به من الثمرات مثل الحبوب والأشجار ببرد أو حرق أو جراد وهذه الأمور لابد أن تقع لأن الله تعالى أخبر بها فوقعت كما أخبر فإذا وقعت انقسم الناس إلى قسمين جازعين وصابرين فالجازع حصلت له المصيبتان فوات المحبوب وهو وجود هذه المصيبة وفوات ما هو أعظم منها وهو الأجر بامتثال أمر الله تعالى بالصبر فنال الخسارة والحرمان ونقصا في الإيمان وفاته الصبر والرضا والشكران وحصل له السخط. احتساب الأجر وقال الدكتور أبو جندية، أما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا واحتسب أجرها عند الله وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له فقد امتثل الى أمر الله وفاز بالثواب ولهذا بشر الله الصابرين بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب هؤلاء الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أي مملوكون لله فليس للإنسان من نفسه وأمواله شيء فإذا أصابنا الله بشيء من المصائب فلا اعتراض عليه بل يجب الرضا والشكر على تدبيره ومع أننا مملوكون لله فإنا إليه راجعون يوم المعاد فمن يصبر ويحتسب يجد أجره موفورا عند الله وأولئك الموصوفون بالصبر عليهم صلوات من ربهم ورحمة ومن يجزع ويسخط لم يكن حظه إلا السخط وفوات الأجر والله تعالى يختبر قوة إيمان عباده بالمصائب مرة وبالنعم مرة أخرى فينظر من يشكر ومن يكفر ومن يصبر ومن يقنط قال تعالى «الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون» سورة الحج الآية 35. الاستغاثة وأضاف، أم سلمة رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيرا منها، فقالت: فلما توفى أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله فأكرمني الله بالزواج من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبدلني الله بخير منه رسول الله، وعن أنس بن مالك قال كان النبي، صلى الله عليه وسلم، إذا كربه أمر قال «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث” وعن ابن عباس أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يدعو بهذه الدعوات عند الكرب “لا إله إلا الله العليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم”. كما أشار الدكتور خالد أبو جندية إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن من قرأ هذا الدعاء حين يصبح لم تصبه مصيبة حتى يمسي ومن قرأه حين يمسي لم تصبه مصيبة حتى يصبح “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم ان الله على كل شيء قدير وان الله قد أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم”. التضرع والتصدق وذكر أن العلماء استحبوا الإكثار من الاستغفار والدعاء والتضرع والتصدق عند وقوع المصائب كما هو المستحب عند حصول الكسوف والخسوف والصواعق والريح الشديدة وغير ذلك من المصائب وأن يكثر الإنسان من الصلاة لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عصفت الريح دعا ربه وقال: “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به”، وقال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف: “فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره”. تفريج الكربات وأخبر الله تعالى في سورة الزمر أن من الناس إذا أصابتهم مصيبة مرض أو فقر أو وقوع في كربة ما لجأوا إليه تعالى بالدعاء حتى يفرج الله تعالى كربتهم ويخفف عنهم مصيبتهم لأنهم يعلمون أنهم لن ينجيهم من هذا إلا الله فيدعوه متضرعين منيبين ويستغيثون به تعالى في كشف ما نزل بهم من مصيبة ولكن بعد أن يكشف الله تعالى عنهم الضر والكربة وينجيهم ويخفف عنهم مصيبتهم ينسون هذا الضر الذي من أجله دعوا الله ويستمرون على شركهم وهؤلاء يضلون ويضللون قال تعالى: “وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعوا إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار”سورة الزمر الآية 8.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©