الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة القراءة

21 سبتمبر 2013 20:44
أثار ما طرحناه هنا على نفس الصفحة حول مشكلة «عسر القراءة والكتابة» لدى الأطفال، ردود أفعال متباينة، منها من يشكو قلقه على مستقبل طفله التعليمي، ومن التساؤلات المهمة التي أثيرت حول تطوير المهارة التعليمية للأطفال: كيفية تحبيب الطفل في القراءة، وكيف نبني علاقة إيجابية مبكرة بين الطفل والكتاب، في ظل هيمنة الوسائل التكنولوجية الحديثة على جميع مظاهر الحياة؟ هنا نود أن نطمئن الآباء والأمهات، وألا نتعجل ولا نترك القلق يسيطر على مقدراتنا، ويكفي الإشارة إلى أن قناعة علماء النفس والتربية بأن أي إنسان إذا استنفر نصف طاقاته العقلية فقط، يمكن أن يتعلّم عشرين لغة في وقت واحد! لكن من الأهمية هنا أن نؤكد وجوب تهيئة الأساس السليم لبناء علاقة إيجابية قوية بين الطفل والكتاب قبل أن نسعى إلى تعليمه القراءة، أي علينا أن نفكر في كيفية خلق حالة من «الشغف» بين الطفل والكتاب، ومن ثم نفكر في الخطوات التالية. من الممكن أن تبدأ علاقة الطفل بالكتاب أو المجلة منذ الأشهر الأولى لطفولته، فنراه ينجذب لصور الطيور والحيوانات الأليفة والأشياء الموجودة بالبيئة، ويشعر بسعادة غامرة، وهو يتحدث إليها أو يقلدها. لذا ينصح الأمهات بأن يوفرن للطفل المجلات والكتب الملونة حتى تنمو لديه القدرة على تذوق هذا الفن بعينيه وعقله، والقدرة على الاختيار فيما بعد، فالطفل سريع التأثر، وعلى درجة بالغة من الحساسية ويتفاعل بما يدور حوله، ومهمة الأم هنا أن تقرأ له ما يتفق مع سنه وتساهم في إطلاق خياله، وتشجعه، وتحرص على تقديم الخبرة الأولى للقراءة، لأنه يتأثر إلى أبعد الحدود بما يفعله الآباء والأمهات، ومدى مشاركتهم وتشجيعهم للطفل على اكتساب عادة القراءة، بدءاً من سرد القصص والحكايات الشائقة، وتوظيف ما يشاهده من حيوانات وطيور أليفة حوله في نسج هذه الحكايات لتوسيع أفقه وخيالاته، فضلاً عن استثمار كثير من القصص تلك في تكوين وبناء شخصية الطفل، وفهمه للحياة وتنمية قدرته على التخيل، وغرس القيم الإيجابية التي نريدها في عقول ونفوس الأطفال، كقيم الصدق، والجمال، والنظافة، والأمانة، والنظام، وحب العمل، واحترام الكبير، والتعاون، والعمل الجماعي، وغير ذلك من قيم نبيلة، ولا يمنع من تحويل بعض القصص المحببة إلى مشاهد تمثيلية يستعان فيها بالدمى التي يحبها الأطفال. ومن الأهمية أيضاً أن تظهر الأسرة قيمة إعلاء شأن الكتاب، وإبرازه في مكتبة البيت، وغرس قيمة احترام الكتاب وكيفية التعامل معه، كما يستحسن أن تحدد الأم يومياً وقتاً معيناً للطفل لقراءة القصص إليه بصوت عال، حتى تصبح عادة يومية لديه في فترات معروفة يترقبها، وعندما يتعلم القراءة، يمارس نفس العادة بنفسه، دون أن ننسى عامل التشجيع والتحفيز والإثابة، وأن تقرن الأسرة هذه الإثابة بإهدائه الكتب أو القصص التي يحبها، وهناك من ينشئ نادي القراءة الأسرية، حيث يقرأ جميع أفراد الأسرة نفس الكتاب، ثم يجتمعون لمناقشة مضمونه، وأن تسعى الأسرة لجعل القراءة مكوناً مهماً ورئيسياً في ثقافة أبنائها. المحرر | ‏khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©