الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفجوة بين الجيلين.. تؤثر سلباً على العملية التعليمية

الفجوة بين الجيلين.. تؤثر سلباً على العملية التعليمية
12 أكتوبر 2014 01:07
التطورات التكنولوجية المتسارعة تلقي بظلالها على سائر أمور حياتنا، وعلى رأسها وسائل التعليم، التي صارت ترتبط بشكل كبير بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وهذا الارتباط بقدر ما فيه من فوائد للطلاب ومستقبلهم العلمي والعملي، إلا أنه يأتي مصحوباً ببعض المشكلات ومنها الفجوة الكبيرة بين أولياء الأمور والأبناء في التعاطي مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، والتي تظهر بوضوح حين تصعب أمام الأبناء بعض الواجبات والأمور المدرسية، وبالتالي تكون سبباً في حدوث تأثيرات سلبية على العملية التعليمية. أحيانا يلجأ الأبناء إلى الوالدين بهدف المساعدة للتغلب على هذه المصاعب، غير أنهما يقفا عاجزين عن تقديم حلول مفيدة نتيجة غياب كثير من المعارف التكنولوجية عنهما، ما يترك أثراً سلبيا على المستوى التعليمي للأبناء، وهنا تظهر أهمية إيجاد حلول عملية لهذه الفجوة حتى تمضي العملية التعليمية في مسارها الصحيح وتؤتي ثمارها المرجوة لكل من التلاميذ وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية المختلفة على حد سواء. مهارات ومعارف تقول أم أيمن، ربة منزل ولديها أربعة أبناء في مراحل التعليم الأساسي، إن هناك كثيراً من الواجبات المدرسية المطلوبة من أبنائها تحتاج مهارات تكنولوجية ومعرفة بعلوم الكمبيوتر لا تتوافر لديها، ما يسبب بعض المشكلات الدراسية لأبنائها أحياناً، وتذكر أن من هذه الواجبات ما يستغرق نحو ساعة أو أكثر لكل واحد منهما، ويحتاج إلى معرفة برامج متنوعة مثل الباور بوينت وغيره من البرامج التي لا يدري كثير من أولياء الأمور عنها. وتضيف: وعلى الرغم من إلمام الوالد بالكمبيوتر، إلا أنه صارت هناك أشياء تتجاوزه، وأعلى منه علمياً وتكنولوجياً، ومع أن الأولاد لديهم معرفة جيدة بالكمبيوتر ووسائل التقنيات الحديثة، إلا أن هناك بعض المسائل لا يفهمونها جيداً ويحتاجون مساعدتنا كأولياء أمور، لكننا نعجز بالفعل عن تقديم هذه المساعدة، ولم نجد الحل سوى لدى صاحب إحدى المكتبات المجاورة للمنزل الذي نعيش فيه، حيث نرسل إليه الأولاد لمساعدتهم في حل تلك الأمور الصعبة التي تواجههم، مقابل مبلغ مالي. وتلفت إلى أن الضرر هنا لا يقتصر على الجانب المالي فقط، وإنما يتعداه إلى تعامل الأبناء مع شخص غريب عنهم، مهما كان معروفاً عنه سلوكه الطيب، فضلاً عن الوقت الطويل التي يستغرقه حل هذه الواجبات والذهاب إلى المكتبة والعودة منها، ما يزيد من إرهاق الأبناء ويؤثر على استمرارهم في العملية التعليمية بنجاح، خاصة وأن بعض المدرسين يطلب من الطالب أن ينهي الواجبات في اليوم ذاته ويقدمها له في اليوم التالي. وتشكو أم أيمن، من أنها لا تعرف كيف تتغلب على هذه الفجوة التكنولوجية وما تسببه من مشكلات، وليست لديها وقت لتعلم بعض البرامج المتعلقة بها، وحتى لو تعلمت ستجد أن الأبناء لديهم شيء جديد يفوق ما تعلمته. أولياء الأمور والمدرسة تامر السيد، موظف بإحدى الجهات الحكومية، وولي أمر طفلتين (5 و6 سنوات)، يقول: إنه في أحد الأيام، جاءته ابنته الكبرى طالبة منه المساعدة في حل الواجب المنزلي، حيث طُلب منها عمل مشروع صغير لرسم أحد الأشكال باستخدام تقنية ال «ثري دي»، الأمر الذي وضعه في موقف محرج، ولم يعرف كيف يتصرف، ولم يجد أمامه سوى أن يدخل على محرك البحث جوجل، ليعرف كيفية رسم هذه الأشكال بتلك التقنية. وللتغلب على هذه المشكلة يرى السيد، أنه يجب أن تكون هناك تواصل منتظم بين أولياء الأمور والمدرسة وعمل دورات تعريفية لأولياء الأمور بالمستحدثات التكنولوجية والتقنية والتعليمية المستخدمة في المناهج المختلفة، وباتباع هذا الأسلوب ستقل إلى حد كبير حدة تلك الفجوة التكنولوجية بين الآباء والأبناء، ما ينعكس إيجاباً على العملية التربوية والتعليمية. تعدد الأدوار من واقع خبرته التربوية يقول عدنان عباس مدير مدرسة النهضة، إن الفجوة بين الأجيال موجودة منذ الأزل، والسبب الرئيسي ورائها هي حاجة كل جيل إلى الانتماء إلى واقعه، وعقل الإنسان دوماً يطور أشياء تتلقفها الأجيال الفتية بسهولة، ولكن بسبب أعباء الحياة، وتعدد مسؤوليات وأدوار أولياء الأمور حالياً، وعدم رغبة بعضهم في الإطلاع على نواحي التطور، يسهم في توسيع الفجوة، ويساعد على ذلك انتشار التكنولوجيا وتقدمها المتسارع في العقدين الأخيرين، حيث بدأت الفجوة تتسع بشكل أكبر. لكن يوجد حلول للمساعدة في جسر الهوة أو الفجوة بين جيل الآباء وجيل الأبناء يطرحها عدنان، منها مثلاً عملية التدريب والتطوير التي تلجأ لها مؤسسات المجتمعين المهني والمحلي بحيث يكتسب الجيل الأكبر المهارات التكنولوجية الحديثة، ومن أسباب هذه الفجوة أيضاً، تلقف الجيل الجديد للتكنولوجيا يكون فائق السرعة لأن بها إمتاع أثناء الاستخدام وتسهل العمل، وعندما يقتنع جيل الآباء بأن التكنولوجيا ستسهل العمل يلجأ ويحاول أن يطور نفسه ويكتب المهارات التي ستؤهله أن يكون عضواً وعنصراً ناجحاً في الحياة، وألا يكون بعيداً عن بيئته وعصره. وعلى صعيد العملية التعليمية هناك مدرس تقليدي، غير مقتنع بوسائل التكنولوجيا في التعليم، وآخر متطور يلجأ إلى كل وسائل التكنولوجيا في التعليم ليصل إلى عقل الطالب بشكل أسهل وأكثر سلاسة، وفي سبيل التغلب على هذه الفجوة وكي نضمن استمرار العملية بسهولة ويسر، تسهم المؤسسات التربوية والتعليمية بإخضاع جيل المدرسين المتقدمين عمراً إلى حد ما إلى برامج تطوير باستخدام التكنولوجيا بشكل يسهم في ردم الهوة. صغار وكبار من ناحيتها تقول ماريا كابلان، الاختصاصية الاجتماعية بإحدى مدارس أبوظبي:«تبعاً لخبرتي، الأطفال الصغار يعلمون الكبار عبر لجوءهم إلى أولياء الأمور عندما يفعلون أو يرون أي شيء مبهر، وكل شيء الآن يعتمد على التكنولوجيا ويجب أن يكون ولي الأمر متوافقاً مع العصر، حيث إن شراء البضائع وحجز الطيران والتواصل، كله من خلال الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة. ومن تجربتي الشخصية، والدي كان في عمر كبير، المؤسسة التي كان يعمل بها قدمت له تدريبا وتطويرا حتى أصبح متمكنا من استخدام التكنولوجيا بشكل جيد، وفي المدرسة التي أعمل بها، نقدم تطويرا وتدريبا مهنيا للعاملين باستخدام التكنولوجيا، وأنا من الأشخاص الذين استفادوا من التجربة، وهذا بشكل أو بآخر ينعكس على علاقة الموظفين والعاملين بأبنائهم باعتبارهم شريحة مهمة من الطلاب في المجتمع». . وعلى المؤسسات أن تحذو هذا النهج في التعامل مع أعضائها بوضع برامج واضحة الأهداف لتطوير العاملين بها لمواكبة العصر، وينبغي على أولياء الأمور تطوير ذواتهم باستمرار والتعرف على كافة الوسائل الحديثة مثل الهواتف الذكية، والإنترنت، والإيميل، حتى يستطيعوا التواصل مع أبنائهم، ويجب أن يجلسوا مع أولادهم ويعرفوا كيف يتعاملون مع العالم، ويقوموا بواجباتهم والتزاماتهم، حتى يكونوا على إلمام بكيفية التعامل مع هذه الأجهزة، وإذا تعلم الآباء الأشياء الأساسية في البداية ستكون مقدمة لاكتساب مهارات أكثر وأشمل. اللجوء إلى الوالدين ومن الطلاب يقول زكي نبيل (14 سنة)، طالب بالصف التاسع، إن التعليم باستخدام الكمبيوتر وغيره من أساليب التكنولوجيا الحديثة المعتمدة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يفيده بشكل كبير، كون المستقبل ستكون كل الأعمال فيه من خلال استخدام التكنولوجيا، والتعامل مع هذه الأساليب في حد ذاته يعتبر علما ومهارة يكتسبها الطالب وولي الأمر، لافتاً إلى أنه حين يقوم بأداء بعض الواجبات المدرسية أو المشروعات التي طلبها منه معلموه، يحتاج إلى استخدام التكنولوجيا وبرامجها الحديثة، وحين يواجه بعض الصعوبات أو المشكلات يلجأ لأحد الوالدين طلبا للمساعدة، وفي بعض الأحيان لا يجد عندهما ما يريد، ما يضطره إلى اللجوء إلى الشبكة العنكبوتية للتوصل إلى حل ما يواجهه، وهذا يحمل فائدة كبيرة له، وفي الوقت ذاته قد يضيع كثير من الوقت عليه لم يكن في حسبانه، ومن هنا فإن إلمام الوالدين بالتطورات التكنولوجية يساعده في عملية التحصيل الدراسي ويرفع عنه عبأ كبيرا في البحث وإضاعة أوقات، يمكن أن يذاكر فيها مواد دراسية أخرى. زميله راشد جهاد (15 سنة)، ذكر من جانبه أن التكنولوجيا لها فوائد عظيمة بالنسبة للطلاب، حيث يمكنه مذاكرة كثيرا من المناهج بأسلوب سهل وبسيط، كما أن معرفته بالتعامل مع وسائل التكنولوجيا تؤهله لفرص عمل أفضل في المستقبل، وحاليا تقلل من كمية الكتب التي يصحبها يومياً إلى المدرسة، وتساعد على توصيل المعلومات بسهولة ويسر أكثر من الكتاب المطبوع، والأهم من كل ذلك تجعل الطلاب مرتبطين بالتكنولوجيا باعتبارها لغة العصر. وأشار إلى أنه حين يواجه مشكلة في التعامل مع التكنولوجيا خلال تأدية واجباته المدرسية، يلجأ أولاً إلى الوالدين، فيحاول أحدهم توضيح تلك المسألة بقدر المستطاع، وأحيان أخرى لا يستطيعون المساعدة فيقوم بتأجيل الدرس إلى اليوم التالي حتى يسأل المدرس وهذا يسبب في بعض الأوقات تذبذب المستوى الدراسي في المواد المستخدم فيها التكنولوجيا، وتمنى جهاد لو تم إيجاد آلية أو وسيلة يتم بها تحديث معلومات ومعارف أولياء الأمور المتعلقة بالجانب التكنولوجي حتى تصير العملية التعليمية أسهل ويوفر كثيرا من الوقت والجهد، ما ينعكس إيجاباً على مستواه الدراسي بصفة عامة وليس فقط المواد المعتمدة على التكنولوجيا. تواصل حقيقي يوجه عدنان عباس مدير مدرسة النهضة بأبوظبي، عدة نصائح لأولياء الأمور، حتى يكون هناك تواصل حقيقي بين الآباء والأبناء، بكافة الأشكال ومنها استخدام وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة، مؤكداً أن عليهم اكتساب مهارات جديدة وأن لا يتوانوا أبداً عن معرفة ما يفيد أبناءنا من وسائل التكنولوجيا لأنه إذا ما وصلنا إلى هذه المهارات التكنولوجية سنتواصل مع أبنائنا بشكل أميز وأفضل، وأن ابتعدنا عنهم فهذا إحدى وسائل قطع حبل التواصل. * كادر/ تواصل حقيقي يوجه عدنان عباس مدير مدرسة النهضة بأبوظبي، عدة نصائح لأولياء الأمور، حتى يكون هناك تواصل حقيقي بين الآباء والأبناء، بكافة الأشكال ومنها استخدام وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة، مؤكداً أن عليهم اكتساب مهارات جديدة وأن لا يتوانوا أبداً عن معرفة ما يفيد أبناءنا من وسائل التكنولوجيا لأنه إذا ما وصلنا إلى هذه المهارات التكنولوجية سنتواصل مع أبنائنا بشكل أميز وأفضل، وأن ابتعدنا عنهم فهذا إحدى وسائل قطع حبل التواصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©