الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ولد الولد».. أشهى أطباق «الجشيد» على المائدة الإماراتية

«ولد الولد».. أشهى أطباق «الجشيد» على المائدة الإماراتية
12 أكتوبر 2014 01:07
في مواسم الصيد ينتعش الإقبال على شراء أسماك القرش المولودة حديثاً في الإمارات من أجل إعداد طبق الجشيد الذي تتناقل الأجيال سر بقائه كطبق تراثي صحي. وجبة الجشيد وقالت أمل علي راشد، جامعية من إمارة الشارقة، إنها منذ كانت طفلة تسمع كلمة الجشيد تتردد. وتكمل «هناك الكثير من المرات التي سمعت خلالها النساء وهن يستمتعن بالحديث عن وجبة الجشيد، فمنهن من تتطرق للذة الوجبة، وهناك من تشم رائحة البهارات التي تتطيب بها، وهناك من تزيد على ذلك وهي تنصح بإكثار الليمون المجفف أو اللومي الأسود والهال». وتشير إلى أنه «حين كانت تقدم لنا الوجبة ونحن أطفال، كنا نجدها عبارة عن فتات نبحث عنه وسط الأرز، حيث كانت تلك الكمية البسيطة من اللحم تغني الطبق بالمواد الغذائية التي كان يتحدث عنها الأهالي في الإمارات، وكنا كأطفال نجدها عادية، ولكن حين يتقابل الجيران مع بعضهم بعد صلاة العصر، كانت وجبة غداء أحد الجيران من الجشيد حديث الجلسة، فقد جرت العادة أن توزع حصص من الجشيد على الجيران ولو مقدار كوب، ولكن هناك بعض الكلمات المبهمة التي كانت تقال خلال الحديث بين النسوة أو بين الرجال وبعضهم، ولم نكن كأطفال نفهم مغزى الهمس بالحديث عن وجبة الجشيد هذه». «ولد الولد» بعدما كبرنا، حسبما تقول أمل، كان من الطبيعي أن تفك الأمهات الحصار الذي فرضنه حول سر وجبة الجشيد، فقد أصبحنا زوجات ويحق لنا أن نعرف السر، لأن هذه الوجبة بصرف النظر عن كونها تحمل سراً، إلا أنها من الوجبات الشهيرة والمفضلة لدى مواطني الإمارات، وهي لا تعد بشكل متكرر خلال الشهر ولكن ربما تعد كل أشهر عدة، وربما يعود ذلك لموسم توافر مواليد سمك القرش الصغير الذي تعد منه هذه الوجبة، والسر أنها تمنح الكثير من الطاقة بشكل عام، ويشتري الأهالي صغار سمك القرش مكتمل النمو في بطن الأنثى، ويطلق عليه «ولد الولد»، وهو مقوٍ عام، وجاءت هذه النتائج عبر مئات السنين التي توارث خلالها الإنسان في الإمارات وصفة «الجشيد»، واليوم نجد دول العالم تتسابق من خلال مطاعمها الشهيرة لشراء زعانف القرش، لأن العلم الحديث أثبت أن له قيمة غذائية كبيرة. مصدر ربح للصيادين وما يحدث حول العالم من صيد لأسماك القرش من أجل زعانفها التي تشترى ضمن مزاد يقام على موانئ الصيد، دليل على صحة اعتقاد الأجداد. وتباع الزعانف بالمئات من الدراهم أو الدولارات كي تعد منها أطباق من الحساء، حيث ورد عن «نيويورك تايمز» أن سعر زعانف سمكة القرش يصل إلى 700 دولار لكل كيلوجرام، وذلك بسبب بيع هذا الطبق الذي يقال إن له ميزات طبية، ويقدم طبق الحساء ضمن المآدب عالمياً وهو مصدر ربح للصيادين ولأصحاب المطاعم، ما أدى إلى شن حرب صيد شرسة ضد أسماك القرش حتى الأنواع الرديئة منها، ولكن يتبقى الفرق بين الصيد الجائر من أجل طبق والصيد في مواسم محددة من أجل الاستمرار والتكاثر. حيث يعرف أهالي الإمارات ومن تتلمذوا على أيديهم من بحارة جاؤوا من بلدان مختلفة، أن هناك موسماً لجمع مواليد معينة من أنثى القرش وبأعداد محددة، فالكل يسعى للمحافظة على أسماك القرش، رغم وجود مصادر تجارية تسعى لجمع هذه الأسماك ومواليدها بكميات تجارية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©