الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استعمال الهاتف أثناء القيادة.. سلوك مرفوض وإهمال متعمد

استعمال الهاتف أثناء القيادة.. سلوك مرفوض وإهمال متعمد
22 سبتمبر 2013 13:39
تشير معظم الوقائع والأرقام إلى أن المسبب الرئيس في الحوادث المرورية الخطيرة، هو التخاطب عبر الجوال أثناء القيادة، إذ يشتت انتباه السائق مما قد يتسبب في الخروج عن مساره أو تدهور السيارة أو الاصطدام بسيارات أخرى وعرقلة حركة السير. وفيما يعارض البعض استعمال الهاتف أثناء القيادة، يرى البعض الآخر أن الأمر مرغوب فيه وضروري على الرغم من التحذيرات، مؤكدين أنهم يدعمون الجوال بأدوات كالسماعة، وغيرها، تسهيلاً للأمر. علماً بأن البعض يتجاوز مسألة المحادثات أثناء القيادة إلى قراءة الرسائل والرد عليها كتابة. تبدي حصة أحمد «ربة منزل»، تخوفا كبيرا من استعمال ابنها سلطان للهاتف النقال أثناء القيادة، وتقول إنها تنزعج جدا لهذا التصرف الطائش، وتتمنى لو تقطع هذه الخدمة على الطرقات. إذ إن من يمسك بالهاتف أثناء القيادة، يعرض نفسه والآخرين إلى الانحراف عن الطريق وعدم السيطرة على السيارة. مشيرة إلى أن ابنها يقلد رفاقه، وترى أن الخطير في الموضوع أنه يضع مثبت السرعة ليتفرغ للرد على المكالمات وقراءة الرسائل وإرسال أخرى مما يشتت ذهنه. تهور الشباب ويقول عمر محمد (50 سنة)، إن من يقود سيارته مستعملاً الجوال محادثة أو قراءة أو إرسالا للرسائل، يصعب عليه السيطرة عليها. ويرى أن القيادة يلزمها التركيز والانتباه كما يتعلم السائق خلال التدريب بأنه عليه مراقبة المرايا الخلفية والأمامية كل دقيقة. ويذكر أن المفاجأة في الطريق واردة مع إمكانية وجود أطراف مساعدة على ارتكاب حوادث مرورية. ويضيف «أصبحت أخشى من القيادة على الطرقات العامة خصوصا إلى جانب الشباب الذين يقودون بسرعة جنونية، مستعملين الهواتف النقالة. وألاحظ انحراف السيارة فجأة وخروجها عن المسار، وأحيانا انزلاقها إلى الطرف الآخر». مؤكداً أن هذا الأمر حدث أمام عينيه أكثر من مرة، ولاسيما أن مقر عمله يحتم عليه القيادة على طريق أبوظبي- دبي، حيث تكثر الحوادث خلال عطلة نهاية الأسبوع والإجازات بحسب تعبيره. خبر غير سار من جهتها تشكو كلثم الشامسي «أم لأربعة أطفال»، من أن ابنها مندفع نحو القيادة بشكل كبير، موضحة أنها متخوفة من تهوره. وتتساءل قائلة «لا أدري كيف لأي شخص الرد على رسائل الهاتف والانتباه للطريق في آن، فالاستجابة إلى مفاجآت الطريق تكون بطيئة عند الانشغال بأمور أخرى». وتشير إلى أنها في بعض الأحيان تصر على مرافقة ابنها في السيارة خصوصا على الطرقات السريعة لمراقبة تصرفاته أثناء القيادة. حيث تلاحظ أنه لا يحترم ترك مسافة مع السيارات الأمامية لغياب تركيزه. كما أنه يواجه صعوبة في البقاء ضمن المسار الواحد، ولا ينتبه أحيانا للإشارات الضوئية. ولهذه الأمور مجتمعة تخشى عليه نتيجة استهتاره بسلامته، وكلما خرج بالسيارة تراودها أفكار غير محمودة أو سماعها خبراً غير سار. تدعيم السلامة المرورية ويقول سعد محمد «مدرس«، إن استعمال الهاتف أثناء قيادة المركبة يعادل القيادة تحت تأثير المواد الكحولية، وذلك فقا لدراسة اضطلع عليها من قبل، مضيفا أنه يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الموضوع، خصوصا أن معظم هذه الحوادث ترتكب من طرف الشباب. وعليه فهو يعمل على توعية الطلبة حول مخاطر استعمال الهاتف أثناء القيادة، من خلال قصص الأطفال الذين ينقلون صورة عما يحدث من طرف أهاليهم أثناء القيادة. ويورد سعد أن المسألة تصل أحيانا إلى استعمال جهاز «الآي باد»، وتصفح المواقع أثناء القيادة. وهو يناشد الجهات المسؤولة بضرورة رفع مستوى الوعي، وتعزيز ثقافة المسؤولية أثناء القيادة وعدم استعمال الهاتف إلا في الحالات القصوى والطارئة. ويتابع «بعد الأرقام التي نقرأ عنها يوميا وتتعلق بموت الشباب نتيجة للحوادث المرورية، يجب أن يراجع قائد المركبة نفسه ويحافظ على حياته وحياة الآخرين. وعليه أن يؤجل الرد على مكالماته أو يبحث عن مكان مناسب للوقوف جانبا». ويرى أنه لابد من سن عقوبات صارمة من قبل الجهات المسؤولة للتصدي لاستهتار بعض السائقين بأرواحهم وبأرواح الآخرين. صعوبة ضبط المخالفين ووفق الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي وصل عدد مخالفات استخدام الهاتف النقال بواسطة اليد أثناء القيادة سنة 2011 إلى 49,902 مخالفة بينما تم تسجيل 44,461 مخالفة سنة 2012، وخلال السنة الجارية وحتى31 يوليو الفائت تم ضبط 22,903 مخالفة. وتقوم الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي بتكثيف ضبط المخالفين من مستخدمي الهاتف النقال أثناء القيادة سواء بالتحدث أو بكتابة الرسائل النصية، وذلك لتقليل زمن ردة فعل السائق، وتمكينه من التحكم بالمركبة أثناء التعرض لمفاجآت الطريق. ومنعا لتعريض حياة السائقين وحياة الآخرين لخطر الحوادث المرورية. إذ إنه في كل مرة يكرر السائق هذا الفعل، يعرض حياته لخطر قد يكلفه حياته أو يصيبه بإصابة تقعده مدى الحياة. ووفقا للمصدر نفسه، فإنه خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري، كانت مخالفات استخدام الهاتف النقال متشابهة إلى حد ما، فيما انخفضت النسبة خلال شهري يونيو ويوليو بنسبة 35%. توعية وترى الإدارة العامة للمرور في «شرطة دبي»، أنه يصعب تحديد ما إذا كان سبب الحادث استخدام الهاتف إلا إذا اعترف المتسبب. أو في حال وجود الشهود على أن السائق كان يستخدم الهاتف، وأنه كان السبب في وقوع الحادث. وبهدف الحد من مخالفات استخدام الهاتف أثناء القيادة، فإن الإدارة العامة للمرور قامت بتنظيم محاضرة توعوية تضامنا مع حملة «أتعهد» التي أطلقتها جريدة «الإمارات اليوم»، وتقوم من خلالها بشرح مخاطر ومساوئ استخدام الهاتف أثناء القيادة. ويتم إلقاء هذه المحاضرات في الدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة. رفع الغرامة إضافة إلى ذلك فإن اعتبار استخدام الهاتف كسبب لوقوع الحادث فإنه يعتبر ضمن حوادث الإهمال وعدم الانتباه التي أسفرت عن العديد من الحوادث، وهي كالتالي: حوادث الإهمال وعدم الانتباه نجم عنها 27 إصابة في أول سبعة أشهر من 2013، بينما سجل في سنة 2011، سبعة وعشرين إصابة، بينما تم تسجيل حالتي وفاة خلال السبعة أشهر الأولى من العام الجاري، و4 خلال سنة 2012 و7 حالات وفاة خلال سنة 2011، وتقدر الغرامة بـ 200 درهم وأربع نقاط مرورية على رخصة السائق، بينما تجري وزارة الداخلية دراسة من أجل تشديد العقوبة من حيث رفع قيمة الغرامة. أفكار تدعم السلامة المرورية كشفت «هيئة تنظيم الاتصالات» عن أفكار لتدعيم السلامة المرورية تتعلق بالسيارات والطرق الذكية، تهدف إلى الحد من الازدحام وحوادث الطرق واستخدام الهاتف أثناء القيادة. ومن تلك الأفكار قطع الخدمة عن الهاتف بمجرد ركوب السيارة، أو تزويد المركبات بأنظمة استشعار تساعد السائق على تعديل سلوكياته الخاطئة أثناء القيادة، مع وجود أفكار تقنية تمكن من متابعة السيارات وسلوكيات السائقين. وتؤكد الإحصاءات أن استخدام الهاتف المحمول يساهم في ارتفاع حوادث الطرق بنسبة 23?، فيما تظهر أن 18? ممن تمت مخالفتهم، استخدموا أو تلقوا رسائل نصية أثناء القيادة. وتعزم الهيئة على توظيف التقنيات الحديثة ووضع مقاييس جديدة للحد من استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة. زيادة في السرعة قالت دراسة أميركية حديثة نشرت في مجلة «طب الأطفال»، إن المراهقين والشباب الذين يستعملون الهاتف النقال بهدف التواصل عن طريق الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني أثناء قيادة السيارة، يميلون إلى ارتكاب تصرفات خطيرة. وتبين أن نصف الشباب المشاركين بالدراسة، والذين بلغ عددهم 8505 شاباً، أقروا بأنهم استعملوا الرسائل القصيرة على الهاتف النقال في يوم واحد على الأقل أثناء قيادة السيارة خلال الشهر السابق للمسح. ووجدت الدراسة أن من استعمل الرسائل القصيرة على الهاتف النقال كان أقل استعمالاً لحزام الأمان، بحسب الدراسة التي نشرت في مجلة «السيارات والسائقين»، والتي تشير إلى أن مسافة التوقف الطارئ زادت متراً ونصف المتر بسبب الكحول عن المسافة المتوقعة. وبسبب قراءة «الإيميل» أو الرسالة القصيرة، زادت المسافة 12 متراً، أما بسبب كتابة رسالة قصيرة فقد زادت المسافة 23 متراً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©