خيرها في غيرها !

“خيرها في غيرها” مقولة دائما ما نستدعيها عندما نفشل في تحقيق نتائج إيجابية في البطولات والمشاركات، إلا أن المعنى الحقيقي من المقولة لا يطبق ولا يصل ولا يتحقق، فخيرها في غيرها تعني أن نستخلص العبر ونناقش السلبيات ونعض بالنواجز على الإيجابيات حتى نتدارك الأخطاء والفشل في الاستحقاقات القادمة ونصحح المسار. بالنسبة لمنتخبنا الوطني وما خرجنا به من محصلة نهائية من البطولة معروف لدى الجميع، والاتحاد الإماراتي قبل المشجع العادي يعرف اين يكمن الخلل في هذه المشاركة، فالعمل الذي يقوم به أعضاء الاتحاد وفي مقدمتهم محمد خلفان الرميثي كبير جدا يشكروا عليه، وهم أقدر وأعرف بمصلحة الكرة، ولهذا أرى أن الاتحاد بدأ بالفعل في تقييم وتصحيح المسار الذي انحرف في البطولة الآسيوية، لا سيما في آخر مباراة من خلال اجتماع مغلق سيجمع مدربي الأندية بمدرب منتخبنا وذلك لمناقشة مستوى اللاعب الإماراتي الذي ظهر في كأس الأمم والذي يجب أن يكون في الفترة القادمة، كما أن الاتحاد يقوم بجمع التقارير الفنية والمعلومات الفنية والإدارية وسماع جميع الأطراف قبل أن يعقد مؤتمرا صحفيا يتحدث خلاله عن المشاركة الأخيرة لمنتخبنا الأول وما آلت إليه من نتائج سواء السلبية أو الإيجابية. أنا مع غيري ممن يطالبون بعدم هدم العمل الذي تم في الفترة الماضية للاتحاد، وكذلك عدم القسوة على اللاعبين، وأرى بأن الاستراتيجيات طويلة المدى توضع في مرحلة ويتم بناؤها بين فترة وأخرى وصولا إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وما تم في الفترة الماضية من نجاح لهذه الاستراتيجية على مستوى المراحل السنية سيكتمل إن شاء الله في قادم الأيام عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الأول، ومن الآن نحن نرفع شعار متفاؤلون. تقام اليوم مباريات نصف نهائي كأس أمم آسيا، حيث يلتقى تجمع المنتخب الاسترالي مع نظيرة الأوزبكي في واحدة من أقوى مباريات البطولة لتشابه الأسلوب الذي يغلب على أداء وأسلوب الطرفين، وتنصب أغلب التوقعات إلى الأوزبكي الذي يراه البعض الأقرب للصعود إلى المباراة النهائية، إلا إنني أرى بأن الكانجارو الاسترالي له حظوظ كبيرة للتأهل باعتبار أن المنتخب الاسترالي مضى في البطولة بصورة تصاعدية وتخطى منافسين أقوياء منذ مبارياته في المجموعة أمام كوريا الجنوبية مرورا بالبحرين ونهاية بالعراق وهي مؤشرات إيجابية تظهر ملامح الطرف الأول للمباراة النهائية على عكس منتخب أوزبكستان الذي تجاوز منتخبات هو أفضل منها من الناحية الفنية والبدنية حيث تخطى البلد المضيف قطر ثم الكويت وتعادل مع الصين وأخيرا صعد إلى قبل النهائي بعد فوزه على الأردن. ولأول مرة في البطولة سنتابع مباراة بدون شد ولا توتر بعد أن ودعت منتخبات غرب آسيا لاسيما العربية البطولة وسنتفرغ لمشاهدة اللقاء بعين محايدة والمتفرجة لخلاصة المستوى الفني التي وصلت إليه الكرة الآسيوية التي بات تصنيفها للمنتخبات في القارة من الناحية الفنية مخيفا ويحتاج إلى تدخل من قبل القائمين على شؤون الكرة الآسيوية في بلداننا تحديدا. alassam131@hotmail.com