الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سفينة "زواج الإنترنت".. "مرساها" الطلاق

سفينة "زواج الإنترنت".. "مرساها" الطلاق
27 سبتمبر 2011 09:54
في الوقت الذي أصبح فيه اختيار شريك الحياة، أمراً ليس بالهين، يلجأ البعض إلى الإنترنت كوسيلة للتعارف عبر مواقع الزواج، لكن هناك الكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه هذا النوع من الارتباط وتجعل منه كابوساً مزعجاً. رامى حاتم، موظف سوري 32 سنة، لا يمانع أبداً في أن يرتبط عاطفياً ويتزوج من خلال شبكة الإنترنت. ويتساءل حاتم: لماذا كل هذا الهجوم على زواج الإنترنت، قائلاً: جميع الزيجات بما فيها الزواج عن حب مقدر لها النجاح أو الإخفاق، مشيراً إلى أن هناك خلط يقع فيه بعض الرافضين للزواج عن طريق الإنترنت هو الربط بين طريقة التعارف المحترمة، وبين التعارف من أجل المتعة فقط، فلكل شيء وجهان، كما يرى حاتم قد يكون سيئاً، وقد يكون حسناً والفيصل هنا قدرة الإنسان على الاختيار. وتروى مروة، مصرية عمرها 29 عاماً، قصتها مع التعرف على الإنترنت من خلال أحد المواقع بغرض الزواج، حيث قامت بإدخال جميع بياناتها وبيانات شريك الحياة الذي ترغب فيه، وفوجئت بعد تعرفها على شاب لمدة 3 أشهر على الإنترنت، أنه متزوج وأنه يرغب فقط في صديقة، مضيفة أنها كانت جادة على حد قولها في طلب الزواج، لكنها تؤكد أن الشباب يتعاملون مع الفتيات اللواتي يلجأن لهذه الطريقة بغرض الزواج على أنهن أدوات للتسلية وعندما يفكر الشاب في الارتباط يلجأ إلى الطرق التقليدية للبحث عن شريكة حياته. وتتفق معها ريما، فلسطينية عمرها 19 عاماً، في أن الشباب لا يكونوا جادين أبداً في الارتباط عن طريق الإنترنت، وغالباً ما ينتهي هذا النوع من التعارف بجرح لمشاعر الفتاة التي ربما تكون تبحث عن الحب الجاد، معتبرة أن الزواج التقليدي، ربما يكون أصدق هذه الطرق وأكثرها أماناً في البحث عن شريك حياة مناسب، أما مسألة النجاح والفشل في الحياة الزوجية فلا يوجد من يضمنها فهي على حد قولها "في يد الله تعالى فقط، ولا ضامن لها غيره". أما نجوان، (مصرية وأم لثلاث بنات وولد 45 عاماً)، تشير بصراحة شديدة إلى أن هذا النوع من التعارف والزيجات، قد يكون أنسب للعائلات المغتربات لأن علاقتها الاجتماعية وبناتها محدودة لا تسمح لهم بالتعارف الاجتماعي السليم من أجل الزواج ولذلك فربما ستلجأ لهذه الطريقة لتزويج بناتها بشرطة التعرف على شخصية الزوج المطلوب عن قرب، حيث إن الإنترنت لن يلعب أي دورا سوى اسم الشريك المطلوب فقط على أن تكون لقاءاته وابنتها تحت سمع وبصر ومراقبة الأسرة، مشيرة إلى أن الإنترنت مثله تماماً مثل الخاطبة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. بينما يرفض إياد، أردني 29 عاماً، فكرة الارتباط عن طريق الإنترنت لعدم ثقته فيها. ويؤكد أن أساس الارتباط الصحيح هو الحقيقة والمكاشفة والتعرف عن قرب، وكل هذه أشياء لا تتوافر أبداً في الزواج عن طريق الإنترنت فمعظم الأشخاص في غرف الدردشة، أو التعارف كأنهم يرتدون أقنعة على حد قوله يصعب من خلالها التعرف على الطيب من الرديء. ويتفق أياد في أن معظم الذين يلجأون لهذه الطريقة من الجنسين تكون بهدف التسلية والمتعة وليست الرغبة الحقيقية في الزواج. وتشير د. نوارة مسعد، الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر، إلى أنه يجب الاعتراف بالتغيير الكبير الذي أحدثته الثورة التكنولوجية في حياة العالم ككل، بما فيها المناحي العاطفية والحب والزواج، وأحياناً أخرى الطلاق، ومن ثم يجب التعامل معها بحذر شديد لأنها صارت سلاحاً ذا حدين. وتؤكد د. نوارة أن هناك عشرات الأسر العربية المغتربة، وبخاصة في المجتمعات غير الإسلامية تجد صعوبة شديدة في البحث عن شريك حياة لأبنها، أو أبنتها ومن ثم تظهر أهمية الإنترنت من خلال البحث عن شريك الحياة، ورغم نجاح الكثير من زيجات الإنترنت، إذا صحت التسمية فهناك آلاف الحالات الفاشلة لأسباب اجتماعية بالدرجة الأولى، وهو ما يؤكد على أنه لكل قاعدة استثناء. وتلفت نوارة النظر إلى مخاطر التعرف عن طريق الإنترنت بغرض الزواج، وهي عدم الثقة الكاملة فى طرفي العلاقة، لأن الحديث والتعرف عن طريق الإنترنت لايكون ناقلاً طبيعياً لشخصية كل طرف فعلى سبيل المثال قد يكون هناك شخص غير قادر على التعبير عن نفسه إلا عن طريق المراسلة، وهو في الحقيقة شخصية مختلفة تماماً، أو أن يكون هناك أحد الطرفين يتعامل مع الموضوع باستخفاف شديد وليس جاد، وبخاصة الشباب، حيث إن النظرة للفتاة التي تبحث عن ارتباط عن طريق الإنترنت غير طيبة. وتقول إن المواقع التي تروج لهذه الطريقة من الزيجات لا يوجد عليها أدنى رقابة وغير معروف أي تفاصيل أخرى عنها وبعض قد يكون وسيلة للنصب على الشباب والفتيات باسم الزواج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©