الفريقان اللذان سيتأهلان إلى المباراة النهائية لكأس آسيا سيتحددان اليوم بعد أن قالت شرق القارة كلمتها وانضمت إليها كل من أستراليا وأوزبكستان، فيما دول غرب القارة اصبحوا متفرجين بعد الخروج المخيب للآمال من البطولة، ومن هنا نشاهد الفرق بين غرب القارة وشرقها وهنا تتضح صورة دول الشرق وقوتهم على اتحاد الغرب الذي يترنح ويكاد يحتضر، لقد أثبتت الكرة العربية بانها كرة ليس بإمكانها أن تتطور في الوضع الحالي، وكما قال زاكيروني مدرب اليابان “الكرة عندنا عاطفية”، ولا شك بان هذا الكلام ينطبق على غالبية المنتخبات العربية.
واليوم يحتدم الصراع بين الفرق الأربعة من أجل خطف بطاقة التأهل إلى النهائي وبالتأكيد سنشاهد مباريات مثيرة في الأداء ومرتفعة المستوى الفني كون المنتخبات المتأهلة هم الأفضل وشخصيا تمنيت أن أشاهد كوريا واليابان يلاقي كل واحد منهم اوزبكستان واستراليا لا أن يلتقيا سويا حتى تكون الإثارة اكبر، خصوصا اذا ما وجدنا أن استراليا واوزبكستان يتشابهان كثيرا في الأسلوب.
اثبتت البطولة بان الكرة في الوقت الحالي لا تعترف بالتصريحات الغوغائية التي يطل علينا بها بعض المنتخبات، بل تعترف بالعمل الجاد والتنظيم خارج الملعب، قبل أن يكون داخله، وبالأمس عندما تطرق برنامج المجلس في قناة الدوري والكأس إلى الاحتراف تبادر إلى ذهني بعض منتخباتنا العربية في البطولة، فمن خلال “الدورية” المستمرة في زيارة الفنادق من أجل التقاط الأخبار وإجراء الحوارات لمست لماذا بعض منتخباتنا العربية متأخرة، ففي إحدى الفنادق الذي كان يقيم بها منتخبان عربيان الى جانب منتخب شرق آسيوي لم أشاهد قط المنتخب الشرق آسيوي في أروقة الفندق وهم يتمشون أو يتهافتون على الفلاشات أو انهم يسيرون بشكل فردي، بل لا ينزلون الا للغداء أو العشاء وبشكل منظم ويختفون بعد ذلك عن الانظار بعكس لاعبي المنتخبين العربيين اللذين يتناوبون مع بعضهم البعض في الجلوس في “اللوبي”، بل الجلوس في ممرات الفندق ولم يمتنعوا أبدا عن أي لقاء تلفزيوني بل تجد الواحد منهم يجري لقاءً وزميله ينتظره خلفه وكزننا في طابور جمعية.
من هنا نشاهد انهم وصلوا إلى القمم بفضل العقلية الاحترافية في الطريقة الغذائية واحترام الوقت وايضا النظام في الحياة بشكل عام وهنا يأتي دور النشأة والبيئة التي يعيش فيها الشخص فهذه الأمور لا يمكن صقلها في الفرد، اذا لم يتعود منذ صغره على النظام أولا وأخيرا وأيضا يعتمد الأمر على طريقة الدراسة وكل ما يخص حياة الشخص.
ومن هنا أيضا نجد بان تفوق منتخبات كوريا واليابان بالتحديد لم يكن من فراغ واثبتا انهما الأجدر بالتأهل ولانهما لعبا في المونديال الاخير وقدما مستويات جيدة للغاية وهذا ينطبق على المنتخب الاسترالي الذي يتميز بالبصمة الأوروبية اما الاوزبكي فقد تطور كثيرا واصبح منتخبا أقوى من السابق ولديه مجموعة من اللاعبين يعرفون واجباتهم في ارض الملعب يقودهم المايسترو ابراموف.
إذا نحن على موعد مع مبارتين من العيار الثقيل لنعرف الفريقين اللذين سيصلان الى نهائي كاس آسيا.
fahed_alemadi@hotmail.com
عدد اليوم
