الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وتر أكيليس» فزاعة العنف لذوي المهارات الخاصة

«وتر أكيليس» فزاعة العنف لذوي المهارات الخاصة
26 سبتمبر 2011 23:46
،عرف “وتر أكيليس” للمرة الأولى بواسطة طبيب تشريح ألماني يدعى “Philip Verheyen”، وبحسب الكتابات الإغريقية القديمة، فان التسمية ترجع إلى أسطورة يونانية قديمة بطلها”أخيلس”، وكان ابنا لـ”بيلوس”، ملك ميرميدون، وأمه “ثيتس” وكانت من الحوريات، وكانت تعتقد أن أخيلس حتى يخلد ولا يهلك، لابد وأن يتم غمر جسده بالكامل في مياه نهر سيتكس، إلا أنها وحين غمرته في الماء كانت ممسكة بمنطقة العرقوب أو “وتر أكيليس”، فكان هذا المكان الوحيد في جسمه الذي لم يغمره الماء، وأصبح ذلك نقطة الضعف في جسده بعد ذلك، وتنبأ أحد العرافين للملك وزوجته أن ابنهما سيقتل في معركة طروادة، ولهذا سميت تلك المنطقة “العرقوب”بوتر أكيليس. (الاتحاد) ـ لعل أكثر الناس عرضة لالتهابات أو الإصابة بوتر أكيليس، هم الرياضيون والعدائون، والذين يستخدمون القدم باستمرار بصورة عنيفة، وتزيد نسبة الإصابة بين لاعبي كرة القدم المهرة الذين يستخدمون القدم في حركات صعبة وفجائية، ومن ثم يتعرضون لعنف الخصم حتى يظفر بالكرة. و”وتر أكيليس” ويسمى في اللغة العامية “العرقوب”، ويتميز بأنه أسمك وأقوى وتر في الجسم. ووظيفته ربط وإيصال العضلات الخاصة ببطن الرجل بعظـمة القدم، أو “مشط” القدم. وهذا الوتر، ونتيجة لوجوده في هذا المكان الحساس الذي لا يحيط به أي عضلات تحميه، ولا تحميه غير طبقة رقيقة من الجلد والأنسجة السطحية، ويعمل أساسا على اتصال العضلات الخاصة بال بالساق”بطن الأرجل”، والذي يعمل على شد القدم إلى الأسفل، ولهذا يساعد هذه العضلات في شد القدم في حالة انقباضها لقوته وأيضا لثباته. لكن ما هي طبيعة الإصابات التي تصيب هذا الوتر؟ وماهي سبل وطرق العلاج؟ طبيعة الإصابات الدكتور مصطفى شهيب، استشاري جراحة العظام والكسور والعمود الفقري، وعضو الجمعية المصرية لجراحة العظام، يوضح الإجابة على هذا التساؤل، ويقول:” إن الشائع بين الإصابات التي يتعرض لها “وتر أكيليس”، ما يعرف بالتهاب الوتر، وهذا اللفظ نسمعه دائما، ويقشعر بدننا عندما نسمعها لاعتقادنا أن هذا الالتهاب يسبق القطع، فأوتار العضلات و خصوصا “وتر أكيليس”، لديه تغذية ضعيفة جدا من الدم، وفي بعض الأحيان وفي حالات الإصابات البسيطة يتم خروج بعض الخلايا بما تحمله من كيماويات وتغذية في محيط الوتر، وهذه الخلايا مهيجة جدا للأنسجة و خصوصا في حالات تلامسها مع الأعصاب، وعليه فإن التهاب “وتر أكيليس” يعتبر مرحلة أولى من مرحلة القطع للوتر سواء كامل أو جزئي”. الأعراض عن أعراض الالتهاب، يقول الدكتور شهيب:” يشعر الشخص المصاب بالألم الشديد عند التقاء الوتر بعظمة الكعب، ويزداد الشعور بالألم دائما بعد فترة من الراحة وخصوصا عند النهوض من السرير، وفي بعض الأحيان يوجد احمرار وتورم بسيط، وقد يوجد صعوبة في لبس الحذاء و خصوصا الضيقة منها. أما العلاج فيتم من خلال الراحة التامة للشخص المصاب، وعمل كمادات مستمرة بالثلج، مع تناول الأدوية المضادة للالتهابات غير سترويدية، مع اتباع بعض العلاجات الطبيعية والتأهيلية، فضلاً عن العلاج بالموجات فوق الصوتية، أو العلاج بالموجات الليزرية، وبالموجات الكهربائية، ويمكن تركيب دعامة بلاستيكية لدعم الوتر عند الضرورة. ولا ينصح باستخدام حقن “الكورتيزون” لأنها تؤدي في النهاية إلى الإصابات الجسيمة للوتر، وتعرضه للقطع الكامل أوالجزئي، وفي الحالات المعقدة، لا مفر من التدخل الجراحي”. قطع الوتر أما في الحالات التي تتعرض لقطع في الوتر، بشكل جزئي أو كلي، فان هذا القطع يكون نتيجة للعلاج السئ وغير الكامل لحالات الالتهاب الخاصة بالوتر، أو لإهمال مرحلة التأهيل الخاصة بالعضلات المتصلة بالوتر، مما يتسبب في حركات عصبية متشنجة للعضلات مما يؤدي إلى القطع أحياناً، هذا بالإضافة إلى عدم التناغم العضلي العصبي، الذي يؤدي إلى قيام العضلات بحركات لا إرادية في اتجاهات مختلفة، وفجائية، وعدم انصياع العضلات في حركتها للمؤثرات العصبية، مما ينتج عنه قيامها بحركات مفاجئة، وقد تؤدي إلى مساعدة القطع أو على أقل تقدير الالتهاب، أو التعرض لضربة عنيفة مباشرة في منطقة الوتر” العرقوب” أو “أنكل القدم”، وهو ما نراه في ملاعب كرة القدم”، ولا يفوتنا أن نذكر أيضاً وجود بعض المضادات الحيوية والأدوية، قيل إنها قد تزيد من فرص الإصابة بالتهابات الوتر أو قطعه في مراحل معينة مثل “الكينولون والجلوكوكورتيكويد والكورتيزونات”. التشخيص عن عملية التشخيص السليم، يشير الدكتور شهيب، إلى أن الشخص الذي تم ضربه بضربة شديدة خلف “الأنكل” يشعر بآلام حادة، ويفقد القدرة على الوقوف على رجله المصابة، مع إحمرار وتورم شديدين، وعند الفحص يشعر الطبيب بوجود فجوة بين عظمة الكعب والمنطقة الأعلى، ومن ثم يتم عمل اختبارات خاصة لتشخيص القطع بالموجات فوق الصوتية، والرنين المغناطيسي، وبعد التشخيص يأتي دور العلاج”. العلاج أما عن علاج قطع “وتر أكيليس”، يشير الدكتور شهيب، إلى أهمية مراعاة عمر الشخص المصاب، و فيما ستستخدم القدم بعد العلاج، ويقول:” هناك نوعان من العلاج، الأول وهو العلاج التحفظي، ويستخدم فقط في حالات السن المتقدمة، وعندما لا يوجد داع لاستخدام القدم في رياضات عنيفة أو مع الحياة الهادئة، وفي القطع من النوع الجزئي، وهذا العلاج يشمل نفس مراحل علاج الالتهاب الخاصة بالوتر، كما أسلفنا. أما العلاج الجراحي، فهو نوعان، القديم منه وكان يستخدم فتحة طويلة حوالي 8 بوصات خلف القدم، وهذا الجرح الطويل كان يؤدي غالبا إلى مضاعفات عديدة منها العدوى البكتيرية للجرح وبطء الالتئام، وبعض المشاكل الأخرى التي كانت تؤدي في الغالب إلى بطء استعادة عافية القدم المصابة، وفي بعض الأحيان فقدان الحصول على نتائج مرضية بعد الجراحة، وقد تم التوقف عن إجراء مثل هذه الجراحة منذ فترة طويلة وتم استعاضتها بالنوع الحديث الذي يستخدم جرح لا يزيد عن 2 سنتيمتر في أغلب الأحيان، وهذا النوع من الجراحات يؤدي إلى تسريع العودة واستعادة عمل القدم المصابة بنفس القوة والكفاءة كما كانت قبل الجراحة في فترة لا تتجاوز الستة أشهر، وبالقطع يشعر الشخص المصاب بقدرته على العودة بعد أسابيع قليلة بعد الجراحة. لكن الأهم هنا مرحلة التأهيل، وهي المرحلة الأصعب في رحلة العلاج، ولو تمت كما ينبغي سيعود المصاب إلى حالته الطبيعية قبل الإصابة، وفيها يظل المصاب تقريبا داخل المستشفى من 2-3 أيام ويحتاج المصاب إلى عمل جبيرة بلاستيكية من تحت الركبة وحتى أسفل القدم، ويمنع المريض تماما من التحميل على القدم المصابة لفترة بعد العملية قد تمتد إلى أسبوعين، مع المتابعة المستمرة، ويتم التعامل مع الجرح الناتج من الجراحة بالتطهير، و يتم رفع الغرز بعد حوالي 10 أيام تقريبا، وفي حالات التورم بعد الجراحة يتم التعامل معها برفع القدم المصابة على مراحل مختلفة أثناء اليوم وكل ليلة تقريبا في الساعات 11 صباحا و 3 مساء و 6 مساء ولمدة ساعة كاملة لكل مرة مما يؤدي إلى إزالة التورم بالكامل، ويفضل أن تتم هذه الخطوات لمدة أسبوعين تقريبا، على ألا يتم التحميل الجزئي على القدم قبل أسبوعين على الأقل وبحرص شديد، وألا يتم التحميل الكامل على القدم قبل 10 أسابيع تقريبا. محاذير ونصائح مهمة يؤكد الدكتور شهيب على أهمية تجنب قيام المصاب بقيادة سيارته الخاصة إلا بعد 12 أسبوعاً لو كانت الجراحة في القدم التي يستعملها في القيادة، ويفضل ألا يستخدم السفر بالطائرة قبل 6 أسابيع بعد الجراحة. وبشكل عام ينصح المصاب بعدم العودة لممارسة نشاطه الطبيعي قبل 12 أٍسبوعاً، والعودة للملاعب للرياضين بعد 6 أشهر كاملة أو أكثر قليلا. فالعلاج الطبيعي والتأهيلي يتم بعد الجراحة، والهدف منه الإبقاء على الحالة الطبيعية للعضلات الموجودة خلف الرجل “الساق”، ونؤكد على أهمية تجنب أية مضاعفات بعد العملية الجراحية، سواء كانت عدوى بكتيرية، أو تورم للقدم، أو إصابة الأعصاب والأوعية الدموية المحيطة بالوتر، أو تصلب مفصل “الأنكل”، وملاحظة التجلطات الصغيرة في الأوردة وخصوصا أوردة الساق إن حدثت”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©