الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معلم الروضة

26 سبتمبر 2011 23:48
لم أدرك سبب إحجامها عن تسجيل ابنتها التي تجاوز عمرها أربع سنوات في أي روضة أو مدرسة لتتفاعل مع أقرانها وتتعلم أبجديات الحياة الأولى من معلميها، وحين قررتْ ذلك رفضت أغلب المدارس قبولها بحجة أنها تجاوزت السن التعلمي التمهيدي. لم تختر والدتها ذلك طوعاً وإنما بسبب لقائها مصادفة معلمة في إحدى الروضات التي كانت تعنف الصغيرة وترعبها بعصا تخفيها تحت الطاولة، تسحبها في الوقت المناسب لتهش بها على الطفلة، هذه الأخيرة سكت حديثها وانعقد لسانها، ورغم ثرثرة الصغار لم تتجرأ على إخبار والدتها بكل تفاصيل الحكاية، في حين كانت المُدرسة توهم الكل بأن البنت تبكي باستمرار وترفض التأقلم مع زملائها، وترفض التجاوب، ورجحت أن تكون تعاني من مخلفات نفسية، انقطع تعليم الطفلة من حينها وجلست في البيت وتكفلت والدتها بتدريسها ما استطاعت من حروف. فجأة باحت الطفلة بمخزونها النفسي، حيث تعاني من رهبة كبيرة من الدراسة ومن التوجه للمدرسة، وبعد إخضاعها لأسئلة كثيرة للبحث عن السبب قالت إن كل المدرسات لديهن عصيّ يضربن بها الصغار، ورجعت بذاكرتها لأول يوم سجلت في الروضة، حيث أخبرت والدتها بأن المعلمة ضربت أطراف أصابعها ضربة قوية. فالسؤال هنا: كيف يتم اختيار مدرسي الروضات الأولى؟ وما هي شروط التدريس في التعليم الأساسي؟ وما هي المهارات التي تشترط في هؤلاء لقيادة جيل أو تأسيسه التأسيس النفسي السليم؟ أظن أن اختيارهم وشروط قبولهم في المدارس والروضات أهم من معايير اختيار أستاذ الجامعة، وذلك نظراً لصعوبة التعامل مع الطفل الصغير، في حين نجد بعض المدارس تقبل بعض المدرسين دون أن تكون لهم دراية بمناهج التدريس وبأولوياته، ولا الإحاطة بالتربية النفسية، ناهيك على أن بعض المدارس تقبل بعض المعقدين نفسياً لتخلق جيلا معقداً أيضاً يعاني من تراكمات مرضية قد يعاني منها طوال سنوات حياته الدراسية. لهذا يجمع الاختصاصيون النفسيون على ضرورة تأثيث المدرسة بجو من الألوان والفرح ليمر هذا اليوم في سلام وتنسحب فرحته لبقية أيام السنة، كما ينصح الاختصاصيون النفسيون المعلمين بالابتعاد عن التخويف والترهيب لأن تعرض الطفل لبعض المواقف المحرجة قد يسبب له الضيق وتهدد سلامته النفسية تنجم عنها آثار سلبية تستمر مدة طويلة قد تتحول مع مرور الوقت إلى اضطراب نفسي، كما أن صعوبة المنهج وضغط المقرر من المسببات التي تفقد قدرات الطفل في التحكم في زمام أموره المدرسية، هذا الأمر قد يخلف عنده رهبة مستمرة من المدرسة، حيث يصعب عليه مع الوقت حل شيفرات وطلاسم الدروس والواجبات بسلاسة تكسبه ثقة بنفسه، ولأن القدرات مختلفة من طفل لآخر فإن هناك ضرورة إيجاد مربين ذوي خبرات وكفاءات عالية علمية وتربوية للصفوف الأولى لأن هذه المراحل العمرية لها خصوصيات ويلزمها أساسات يبنى عليها العمر المدرسي بكل مراحله. لكبيرة التونسي | lakbira.to nsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©