الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعلبات الغذائية ..ملصقات براقة تخفي مكونات «غير مرغوب بها»

المعلبات الغذائية ..ملصقات براقة تخفي مكونات «غير مرغوب بها»
27 سبتمبر 2011 13:51
هل سبق لك أن وجدت يرقةً أو حشرةً أو جناح بعوضة في علبة طماطم أو قنينة مشروبات؟ هل عثرت ذات مرة على مواد كيميائية ضارة في قنينة مياه معبأة؟ قد تُصاب بالصدمة إذا علمت أنك لست الوحيد الذي وجد ذلك، بل إن الكثيرين غيرك سبق لهم أن وجدوا أشياء هنا وهناك داخل الأوعية الملمعة والجذابة بألوانها وطريقة تغليفها وتعبئتها. كما قد تُفاجأ بما تكتبه شركات تصنيع الأدوية على لواصق المحتويات محاولةً منها في إظهار منتجها بأنه الأفضل، وأن قيمته الغذائية والصحية تفوق ما هو عليه في الواقع. وليست كل هذه المفاجآت هي خطيرة بالضرورة. لكن لا شك في أن فهم كل مستهلك ومعرفته لمحتويات ما يقتنيه من أغذية في هذا المتجر أو ذاك يجعله أكثر اطمئناناً بشأن ما يضعه في عربة التسوق ويجعله أيضاً بصيراً بمحتويات مقتنياته ومُوفقاً في اختياراته. أبوظبي (الاتحاد) - من الوارد أن تجد أشياء غير معهودة ولا طبيعية في المنتجات الغذائية الشائع استهلاكها. وهذا الأمر لا يخفى على هيئات وأجهزة الرقابة الغذائية. فهيئة الغذاء والدواء الأميركية على سبيل المثال، تضع المستويات المقبولة التي تتسامح فيها مع الصُناع عند وقوع أخطاء طفيفة غير مقصودة في إحدى مراحل تعبئة وتعليب المأكولات والمشروبات المعلبة تحت بند “الأخطاء الوارد حدوثها بشكل طبيعي”. وهناك حقيقة صادمة “وعاء وجبة ذرة من 680 جراماً مثلاً قد يحتوي على 13 حشرة صغيرة، و745 جزءاً من أجزاء الحشرات و27 شعرة من شعرات القوارض”، وهذا ليس من وحي الخيال أو الوهم وإنما من وحي الواقع المستند إلى حقائق ونتائج بحوث وتجارب مختبرات علمية. الحد القانوني من بين المنتجات الغذائية المحتمل احتواؤها على حشرات أو أجزاء منها الشوكولاته وحبوب القهوة والفاصوليا المجففة وحبوب القمح والمكسرات والمعكرونة وزبدة الفول السوداني. ومن الوارد أيضاً وكما ورد في المقدمة أن يجد المستهلك يرقات في علبة طماطم، وهذا يبدو أمراً مثيراً للتقزز طبعاً، لكن السؤال المطروح هو هل يمكن أن يكون لتناوُل جزء من علبة طماطم تحتوي على يرقات الإضرار بصحة الإنسان؟ ويقول الدكتور روبرت جرافاني أستاذ علم الغذاء في جامعة كورنيل، جواباً على هذا التساؤل “عموماً، آثار هذه الموجودات من أجزاء حشرات أو شعر قوارض أو وسخ أو عفن لا يُشكل خطورةً على صحة الإنسان إذا وُجد بكميات طفيفة أو مهملة”. وتُشير هيئة الغذاء والدواء الأميركية إلى أن الكميات الفعلية التي يُقدر وجودها في بعض المنتجات الغذائية هي أقل بكثير من الحد الأقصى القانوني الذي تترتب عليه اضرار بصحة المستهلك وتستوجب عقوبات. وإذا عثرت على شيء ما لا يُفترض وجوده في منتج غذائي اشتريته حديثاً، فأرجعه إلى المحل الذي اشتريته منه أو اتصل مباشرةً بإدارة الشركة المصنعة لطلب استرداد قيمته أو اتصل بجهاز الرقابة الغذائية في حال كان المعثور عليه كائناً يُشكل وجوده في منتج غذائي خطراً جلياً على الصحة. وإذا احتفظت بمنتج ما في مطبخك لمدة ثم اكتشفت أن به شيئاً، فقد يكون قد حصل ذلك في مطبخك حتى لو كان وعاء المنتج مغلقاً. وإذا وجدت حشرات في خزانات مطبخك، فأفرغ هذه الخزانات ورفوفها، وانتبه للشقوق أو الصدوع. وتخلص من المنتج الغذائي الذي تغزوه الحشرات أو أي كائنات دقيقة مضرة وكذا من الكيس الذي كان يحويه. وإذا لم تكن متأكداً من أن منتجاً غذائياً ككيس طحين قمح أو أرز أو غيره، فقم بتجميده لمدة أربعة أيام أو سخنه في فرن لمدة ساعة كاملة، فدرجة حرارة الفرن العالية تقتل الحشرات وبُيوضها. لاصقات مضللة إن الادعاء السائد في لاصقات المحتويات والذي نكاد نجده في جميع المنتجات الغذائية من مشروبات ومأكولات: “طبيعي” هو ادعاء مضلل وعار عن الصحة والدقة. كما أن كتابة عبارة “هذا المنتج مصنوع من محتويات صحية ومغذية” هو حكم قيمة ذاتي لا يعبر بالضرورة عن حقيقة قيمته الغذائية والصحية. وقد تجد في بعض المنتجات عبارات “خال من الدهون المشبعة” أو “لا يحتوي على مواد حافظة” أو “لا يحتوي على أصباغ ملونة” أو “هذا المنتج يحتوي على أقل من 0.5 جرام الدهون في كل وجبة” (أي أنه لا بأس من تناوله مرات متعددة) وغيرها من العبارات الترويجية البعيدة عن الصدقية والدقة. من جهة أخرى، نجد أن بعض الأختام التي تبدو رسميةً أو معتمدةً وملصقةً بمنتج غذائي مكتوب عليه “مفيد لصحة القلب” أو “خال من الكولستيرول” كبعض أنواع زيوت الذرة هي في الواقع عبارات وشعارات عديمة المعنى، أو بالأحرى مضللة للمستهلك المسكين المفروض حفظ حقه في معرفة معلومات حقيقية عن المنتج الذي يستهلكه حتى يستحق قيمته. فجميع زيوت الخضراوات خالية من الكولستيرول، كما أنه لا يوجد دليل علمي مؤكد يُثبت أن زيت الذرة مفيد لصحة القلب. خطوات عملية تعكف العديد من الجهات الصحية في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوربية على إنشاء نظام جديد لتحري دقة محتويات لاصقات المواد الغذائية حتى يسهل على المستهلك اتخاذ قرار أي منتج يقتنيه بناءً على حاجاته الشخصية وظروفه الصحية. ولا يمكن إغفال التهافُت الهستيري المكشوف لبعض صُناع الغذاء العالميين في اللعب على بعض الأوتار الحساسة التي تستميل المستهلك وبعض مفاتيح “التغذية الصحية” مثل تقليل السعرات الحرارية والصوديوم والدهون المشبعة وجعلها مُلازمةً لغالبية المنتجات الغذائية بهدف الترويج والربح. في حين أنك إذا أخذت هذا المنتج الغذائي “الكامل والمتكامل” لتحليل مكوناته في مختبر غذائي، فقد تصطدم بصخرة مبالغته وإفراطه في استخدام المساحيق اللغوية والتسويقية لتجميل منتجه العادي أو الأقل من العادي في وجه المستهلك. ويرى المراقبون أن وضع مقاييس معيارية موحدة لمراقبة ما يؤلفه أقطاب الصناعات الغذائية، مع توعية المستهلك هما السبيل الوحيدة للحد من ظاهرة انتشار العبارات التسويقية المضللة التي تُلصق بغالبية المنتجات الغذائية. هشام أحناش عن “واشنطن بوست” أوعية مضرة كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن مادة “البيسفينول” الكيميائية الضارة التي يمكن أن تتسرب من الأوعية إلى الأغذية بسبب انتشار استخدامها في تصنيع الكثير من أوعية التعليب والأكياس البلاستيكية وغيرها. وأشار تقرير حديث، صدر عن مراكز مراقبة الأمراض والوقاية الأميركية، إلى أن غالبية الأميركيين يوجد في عينات بولهم كميات كبيرة من هذه المادة. ويبدو أن المصدر الأساس لهذه المادة هو أوعية الأغذية المعلبة والقنينات البلاستيكية المصنوعة من الكربونات المتعددة “بوليكربونات”، وهو نوع من البلاستيك. وفي عام 2010، قالت هيئة الغذاء والدواء الأميركية، إنها قلقة بشأن الآثار المحتملة لمادة “البيسفينول” على الدماغ والسلوك وغدة البروستاتا لدى الأجنة والرضع والأطفال الصغار. ولذلك احرص قدر الإمكان على شراء مأكولات ومشروبات طازجة وحاول استخدام البدائل التي تُغنيك عن الأغذية المعلبة وعن الأوعية الصلبة والمصنوعة من بلاستيك بوليكربونات المُشار يُشار إليها أحياناً برمز إعادة التدوير 7. واستخدم الأوعية الزجاجية عند تسخين الأكل في فرن الميكروويف. وبالنسبة لأنواع البلاستيك الموسومة برقم 2 أو 4 أو 5، فهي على الأرجح لا تحوي كميات ضارة من مادة البسفينول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©