الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فييرا: «المونديال الآسيوي» فقير فنياً ما عدا 5 مباريات!

فييرا: «المونديال الآسيوي» فقير فنياً ما عدا 5 مباريات!
24 يناير 2011 21:47
"تفصلنا ساعات الآن، عن مباريات نصف نهائي كأس أمم آسيا لكرة القدم، المقامة حالياً في الدوحة، والتي تجمع بين أستراليا وأوزبكستان، واليابان وكوريا الجنوبية، ولكن قبل الدخول في هذه المباريات، وجدنا أنه من المناسب، أن نقوم بإلقاء نظرة فنية شاملة، على مباريات البطولة، في الدورين الأول والثاني، واستخلاص بعض الملاحظات المتأنية، حول هذه النسخة، وسوف يكون من المهم، أن أبدأ بتقييم المستوى الفني لها على الأقل، من خلال مقارنتها بالنسخة الماضية، التي كنت واحداً من أهم الشهود عليها، حينما كنــت على رأس الجهاز الفني للمنتخــب العراقي، الـذي فـاز باللقـب في عام 2007 ، وأسعد الشعـب العراقي وكل العرب. بهذه الكلمات يبدأ محللنا الفني البرازيلي فييرا في إلقاء نظرة شاملة، على مباريات الدورين الـ 16 والـ 8 في كأس آسيا، ونستغل فترة التوقف بين مباريات ربع النهائي، من هذه البطولة، ونصفها، لعرض هذه الملاحظات الهامة، والأرقام المهمة، مع التركيز على المشاركة العربية، بأطرافها الثمانية التي مثلت 50% من الفرق المشاركة في المونديال الآسيوي، ولكنها ولأول مرة تودع البطولة جميعها، قبل الوصول إلي الدور نصف النهائي، وسوف نترك الحديث إلى فييرا، لكي يصحبكم في تلك الجولة الفنية لتوضيح كل ملاحظاته: هذه المرة سوف أوسع دائرة الملاحظة، والرصد، فلن تكون الأرقام والتحليلات، خاصة بمباراة بعينها كما اعتدنا، ولكننا سوف نتعرض تقريباً لكل الظواهر الفنية التي فرضت نفسها، على المستطيل الأخضر، وسوف نتعرض بالتقييم لمشاركة المنتخبات العربية، وما وصلت إليه، والرؤية الفنية لكل منتخب من المنتخبات الـ16. ولا أتمنى أن تكون بدايتي صادمة، عندما أقول إن المستوى الفني، لهذه البطولة أقل بكثير، مما كان عليه في النسخة السابقة، فالمباريات السريعة القوية التي تتجاوز درجة المتوسط، ويمكن أن نقول عنها مباريات جيدة، بعدد الدقائق الملعوبة، وعدد التسديدات على المرمى، وعدد المخالفات، و"الكروسات"، ومسافات الجري بالكيلو مترات معدودة، ونحن على بعد ساعات قليلة من نصف النهائي، وهي مباراة العراق وإيران في الجولة الأولى بالمجمـوعة الرابعـة، ثم مباراة العراق والإمارات في الجولة الثانية، من نفس المجموعة، ثم مباراة السعودية والأردن، في المجموعة الثانية، و قطر مع اليابان في ربع النهائي، ثم كوريا الجنوبية مع إيران، وباستثناء ذلك، فلا توجد مباريات أخرى، يمكننـي أن أمنحهـا درجـة الجيـد في التقييم. فارق النقاط هذا رأيي، ولكل رأي حقيقة، وأدلتي على تلك الحقيقة ترتكز على عدة ملاحظات وأرقام وأسانيد، أولها أن الفارق بين الفرق المتأهلة للدور ربع النهائي، والفرق التي خرجت من السباق في النقاط كان كبيراً، فأوزبكستان الصاعد عن المجموعة الأولى، تأهل برصيد 7 نقاط، وتلاه قطر بـ6 نقاط، فيما حصل الصين على 3 نقاط، وخرج الكويت بلا نقطة واحدة، وفي المجموعة الثانية تأهل اليابان برصيد7 نقاط، والأردن بنفس الرصيد، وتوقف رصيد سوريا عند 3 نقاط، والأخضر السعودي "صفر" من النقاط، وبالمثل جاء الموقف في المجموعة الثالثة التي تأهل منها أستراليا وكوريا الجنوبية ولكل منهما 7 نقاط لكل منهما، و3 للبحـرين من الفــوز على الهند، و"صفر" للهــند، وفي المجمـوعة الرابعة تأهل كل من إيران برصيد 9 نقـاط كاملــة، والعراق بـ 6 نقاط، مقابل نقطة واحدة لكـل من كوريا الشمالية والإمارات. وفي الظروف العادية عندما تكون المستويات متقاربة والمنافسة قوية، مثلما كان الوضع عليه في النسخة السابقة، كانت الفوارق محدودة للغاية، وكانت الفرق تتأهل بـ 4 نقاط أحياناً، وبفارق الأهداف، وبـ5 نقاط في الأحيان الأخرى، وكانت كل الفرق تتقاسم النقاط. البطاقات الصفراء والحمراء ثانياً: عدد البطاقات الصفراء في الدور الأول الذي كان مجموع مبارياته 24 مباراة، فقط 84 بطاقة صفراء، بالإضافة إلى 7 بطاقات حمراء، وهذا عدد "مهول" وكبير، له بعض الدلالات أهمها أن المباريات كانت بها توقفات كثيرة، وإن عدد "الفاولات" كان كبيراً، وبالتالي كانت معظم المباريات بطيئة، وهذا واقع لا يمكن أن ينكره أحد، ليس فقط في الدور التمهيدي، ولكن أيضاً في الدور ربع النهائي الذي لم نختر منه مباراة قوية، إلا مواجهة واحدة بين قطر واليابان. وأعتقد أن ظاهرة الإنذارات، تواصلت في دور الثمانية، فقد حصل اللاعبون في 4 مباريات، على 17 بطاقة صفراء، وبطاقة حمراء واحدة، وهذا رقم كبير أيضاً يدلل على ما نقول، ويؤكد أن بعض الفرق وضعت استراتيجيتها الفنية لتجنب الخسارة، وليس لتحقيق الفوز، وتقديم الكرة الجميلة. التحضير "الممل" ثالثاً: عدد التمريرات العرضية الصلبة، غير البينية في الدورين الأول والثاني بإجمالي 28 مباراة، هو 8476 تمريرة، مقابل 2457 تمريرة بينية طولية وقطرية على الجانبين أو في اتجاه المرمى، وهذا رقم كبير جداً، بالنسبة للكرات العرضية يعكس البطء في التحضير، من معظم الفرق، والسلبية في الأداء، والانتقال الهادئ من الدفاع إلى الهجوم، وقليل جداً بالنسبة للكرات الطولية، بما يعني أن الفرق لعبت لتغلق المساحات، وإن مساحات الإبداع في التمرير الأمامي، والبيني محدودة، وهو أمر يمكن أن ننطلق منه إلى ملاحظة مهمة، يمكنني أن أقرها، وأنا مرتاح الضمير، وهي أن نوعية اللاعبين في هذه النسخة أقل فنياً من نوعية اللاعبين الذين كانت عليها في النسخة السابقة، لعدة أسباب، في مقدمتها أن معظم الفرق لم تجري تعديلات جوهرية على تشكيلة اللاعبين، ولم تدفع بالوجوه الجديدة من فترة، وتمنحها الفرصة الكافية للانسجام، والثقة والمباريات الودية، وأستطيع القول إن نسبة 75 % من المنتخبـات المشاركة وجوه قديمة، وبما أن البطولة تقام كل 4 سنوات، فمن الطبيعي أن تكون نسبة التجديد لا تقل عن 40 % من التشكيلة الأساسية. هدايا المدافعين رابعاً: ظاهرة هذه البطولة المهمة هي الأهداف الناتجة عن "النيران الصديقة"، والتي بلغت 10 أهداف في الدور الأول، ولا أهداف في الثاني، وهي عدد كبير في 28 مباراة، له بعض الدلالات، أهمها أن لاعبي الدفاع يخطئون في التمركز، ولا يجيدون التصرف السريع، مع المواقف المفاجئة، وفي المقابل عدم قدرة المهاجمين على التسديد المباشر، ففي كل هذه الجالات العشر كانوا بحاجة لمساعدة المدافعين حتى تسكن الكرة الشباك. وعن تلك الظاهرة أقول إنها المرة الأولى من واقع خبرتي التي يتم خلالها تسجيل هذا العدد الكبير من الأهداف بطريق الخطأ في بطولة واحدة، ويدل ذلك على كثرة عدد اللاعبين المتواجدين في منطقة الجزاء. تراجع كبير خامساً: السقوط المدوي للأخضر السعودي، والظهور بهذا المستوى المخزي، والخروج الكويتي المهين بـ3 خسائر، والأداء الصيني الباهت، وغير المقنع على عكس المتوقع، والتراجع الكبير في مستوى الفريق المونديالي الكوري الشمالي الذي كان ظهوره في كأس العالم أفضل من المشهد الآسيوي، والخروج الإماراتي بنقطة واحدة، وبلا أهداف، والحصالة الهندية التي كانت مفتوحة لتلقي التبرعات من كافة المشاركين، والاندفاعية السورية فقط عند البداية قبل السقوط، عند خط النهاية في الدور الأول، كلها تعطي مؤشرات بأن مستوى هذه الفرق ليس جيداً، وعندما يكون هذا العدد الكبير من الفرق في غير مستواها، يكون المعدل الفني ضعيف، وفي السابق كان مستوى السعودية أفضل، ووصلت إلى نهائي النسخة الماضية، والهند لم تكن موجودة في الأساس، وقد شاركت هذه المرة بطريق الخطأ ولابد من مراجعة نظام التأهل، والإمارات خرجت بعدد 3 نقاط في النسخة السابقة. «النسور» تنقصها الخبرة أبوظبي( الاتحاد) – جاء تأهل نسور سوريا لهذا المونديال الآسيوي منطقياً، بعد الطفرة التي شهدتها الكرة السورية على مستوى الأندية في المراحل الأخيرة، ولا سيما عبر الكرامة في بطولة دوري أبطال آسيا، والاتحاد في كأس الاتحاد الآسيوي، وكان الفريق محظوظاً جداً في البداية عندما أسقط الأسطورة السعودية، وحقق أول 3 نقاط، ولكنه لم يستفد من هذا الموقف في المباراة الثانية أمام اليابان، وخسر برغم النقص العددي في اليابان، ثم خسر أمام الأردن، وكان السبب الرئيسي في الخسارة هو عدم وجود الخبرة الكافية للتحكم في “رتم” المباريات، ولا سيما أنهم كانوا قد أدركوا التعادل مع اليابان الناقص عددياً، ولم يحافظوا على النتيجة، وسجلوا أولاً أمام الأردن، ولكن فكرة اللاعبين عن الكرة في المنتخب يبدو أنها الجري خلف الكرة فقط، وبالتالي لم تكن لديهم الخبرة في توجيه المباريات إلى ما يريدون، وضاعت فرصتهم في التأهل بمنتهى الغرابة، وربما يكون عدم الاستقرار الفني والتوقيت غير المناسب الذي تولى فيه المسؤولية قبل البطولة بأسبوعين غير كافٍ لإنجاز المهمة وتحفيظ اللاعبين لأدوارهم في سياق الخطة العامة لكل مباراة طبقاً للهدف منها. الأحمر البحريني بحاجة إلى «انتفاضة» أبوظبي( الاتحاد) – ربما يكون مسؤولو الكرة البحرينية قد راقهم لقب أفضل منتخب متطور في آسيا، فأبقوا على الفريق نفسه، بلا تجديدات كافية، لأطول فترة، حتى انتهت صلاحية الكثير منهم، وهو ما ظهر جلياً في تلك البطولة، فهناك عدد كبير من اللاعبين بحاجة إلى الاعتزال، وأعتقد أن الوقت المناسب الذي كان يجب أن يتخذ فيه هذا القرار، هو بعد الخروج من تصفيات الملحق المونديالي أمام نيوزيلندا، لأن معظم اللاعبين الذين جاءوا إلى هذه البطولة كانوا يحملون على ظهورهم أخزان الماضي الثقيلة، حيث كانت تفصلهم 90 دقيقة، عن التأهل لكأس العالم، وبعضهم ربما كان موجوداً في التصفيات قبل الأخيرة التي تعرض فيها المنتخب لنفس المشهد، فأصبح لديهم عقدة الذنب. الفريق البحريني لم يفز إلا على الهند، وكان بلا ملامح حقيقية، والجهاز الفني لا يتحمل المسؤولية كلها، لأنه كان بمثابة جهاز إنقاذ، جاء قبل البطولة مباشرة، ولم يجد الوقت الكافي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©