السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء تتكئ على نفحات من أوبرا «آينشتاين على الشاطئ»

أزياء تتكئ على نفحات من أوبرا «آينشتاين على الشاطئ»
26 سبتمبر 2011 23:51
قبل أن يوشك أسبوع الموضة في نيويورك على إسدال الستار في الأسبوع المنصرم، كان لعشاق المصمم العالمي مارك جاكوبس موعد مع الابتكار، والتألق في مجموعته الجديدة لخط الملابس الجاهزة لموسمي ربيع وصيف 2012، حيث قدم من خلالها تشكيلة متنوعة من الأزياء العصرية، ليهديها للمرأة القوية، الجريئة، والواثقة لأبعد الحدود. (الشارقة) - اعتبر معنيون بشأن الموضة عرض مارك جاكوبس الأخير، في إطار فعاليات أسبوع نيويورك للموضة، محرضاً واستفزازياً، حيث اعتمد المصمم في استلهام موضوع مجموعته للملابس الجاهزة على العلاقة المتبادلة بين الموضة الفن والعلوم، مستمدا أفكارا من وحي الأوبرا الشهيرة “آينشتاين على الشاطئ” للموسيقار الأميركي فيليب جلاس، والذي عرف باستثماره لتخوم العلم كمادة لتعبيره الموسيقي. خامات مختلفة انطلق العرض بصور دراماتيكية مؤثرة حيث أزيحت الستائر الذهبية البراقة لتكشف مجموعة من العارضات وهن جالسات على الكراسي بعدة وضعيات جذابة ليلخصن الانطباع الكامل لتشكيلة جاكوبس الجديدة، والتي جاءت بعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال الملل والتكرار، حيث تألقت لمسات من الفخامة، والغنى، والتكلف الشديد على كل قطعة وموديل، لتلف كل أجواء المكان، فيما افترشت الأرضيات طبقة راقية من الباركية الخشبي، لتصدح أنغام أوبرالية هادرة تختزل معاني المعاصرة مع البساطة والجمال، حيث نفذ جاكوبس باقته الملونة بأقمشة غنية وخامات مثيرة، موظفا أدواته غير الاعتيادية بشكل مدروس وفعال، حيث ظهرت موديلاته بأشكال وثيرة متعددة ومختلفة، لناحية الملمس، والبريق، وطبيعة القماش نفسه، خاصة مع استخدامه لخامات النايلون الشفاف، البلاستيك، الحرير، الكشمير، القطن، الساتان، والأورجنزا مع بعض الجلود المطبوعة. طاقات متحررة اعتمد جاكوبس على الكثير من الإيحاءات التي استلهمها من ثقافة نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، والجمل الموسيقية المتكررة للموسيقار فيليب جلاس، واعتماده على عناصر البساطة والتكرار، حيث التايورات الأنيقة، مع القمصان العريضة، البنطلونات الفضفاضة، والسترات القصيرة، مع بعض المعاطف الكلاسيكية، وأدوار متتالية من الأهداب والشراشيب البلاستيكية الشفافة تزين الجوبات والأطراف، كما تضمنت المجموعة بعضا من طبعات الكروهات الصغيرة والكبيرة، وبعدة ألوان وخامات، منسقة بأشكال وأنماط جديدة ومختلفة، فيما أدخل في معظم تصميماته أكثر من خامة وقماش في ذات الموديل الواحد، جامعا بمهارة مثلا بين شفافية النايلون وثراء الحرير، أو بين خفة الاورجنزا وكثافة الكشمير وهكذا، منسقا بين المطفأ واللامع وبين الأملس والخشن، لتخرج قطع التشكيلة بشكل ديناميكي محرض، تكمن فيه طاقة من العولمة، الحداثة، والتحرر، وهي موزعة بتناسق ما بين الفساتين والتايورات، والجوبات الضيقة المستقيمة، مع القمصان الشفافة، والسترات القصيرة، التي تلبس فوق البنطلونات الكلاسيكية الأنيقة. أطياف شفافة فضل جاكوبس لموسمي ربيع وصيف 2012، حضور عدة ألوان وظلال مبهجة وفرحة، مع أخرى كلاسيكية تعتبر أكثر هدوءا واتزانا، ليستقبل هذين الفصلين بمزاج متقلب قد يفتح أو يغمق حسب الرغبة والحالة النفسية التي ترافقه، حيث أدخل على باقته المنوعة مجموعة من التدرجات اللونية ليبدأها من رقي الأبيض الشاحب، الرمادي المطفي، البيج العاجي، مع الأزرق الضبابي، والأسود الفحمي، ثم ليعلو بها مع غنى البيج الطيني، الأزرق الفيروزي، الأصفر النيون، الأخضر الفستقي، والأحمر البورجندي، مع شطحات معدنية لافتة من الفضي والذهبي، وألق بأطياف شفافة وعاكسة هنا وهناك، ورغم أن بعض القطع والموديلات جاءت بلون موحد ومتسق، إلا أن معظم التشكيلة احتوت على عدة ألوان وتدرجات قد تبدو متناقضة ومتضادة، ولكنها تشكل تناغم وانسجام في المظهر الواحد. مكملات الأناقة كانت الاكسسوارات حاضرة ولكن مقننة ومدروسة في تشكيلة” جاكوبس “ الربيعية، وكأن المصمم لم يشأ أن يكثر منها بلا مبرر، مكتفيا بغنى الأقمشة والخامات التي استخدمها في تنفيذ المجموعة، مع تلك التفاصيل الصغيرة والشغل اليدوي الذي تألق على موديلات السهرة، وقد ظهرت بوضوح الجوارب الطويلة والقصير التي تصل للكاحل، مع الكعوب العالية المدببة، والأبوات القصيرة النصف شفافة. كما تزينت معظم العارضات بأوشحة وشرائط تربط حول الرأس، مع قبعات كلاسيكية مختلفة، أما الحقائب اليدوية فهي تنوعت ما بين حقيبة “الكلاتش” أو (cl tches) التي تحمل باليد، وبين تلك الموديلات التي تحمل باليد، وبأحجام صغيرة ومتوسطة، تميزت معظمها بأدوار متتالية من الشراشيب الجلدية المهدبة، وبألوان وخامات متعددة ومنوعة. توظيف أنيق للأوبرا عرف الموسيقار الأميركي فيليب جلاس باستثماره لتخوم العلم كمادة لتعبيره الموسيقي، كما هي الحال مع أوبراته الشهيرة “أينشتاين على الشاطئ” و”غاليلو غاليليه” أو “كيبلر”، وهي تلك الأعمال الموسيقية التي جعلت من علماء الفيزياء والرياضيات أبطالا لها، وقد بدأت شهرة جلاس في أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات مع النهج الموسيقي الذي عرف باسم “المينيمالزم” أو (التقليلية أو الاختزالية) وهو نهج انتهجه بعض الفنانين في الفنون البصرية والموسيقية بعد الحرب العالمية الثانية، واشتهر في أمريكا في الستينيات، حيث يقوم على اعتماد البساطة والتعبير بالعناصر الأساسية. وانتشر هذا النهج من الفن مع أعمال موسيقيين أمثال لا مونت يونج، وتيري ريلي، وتميزت باعتمادها الحد الأدنى من الجمل الموسيقية دون إفاضة وتطويل، وعلى استخدام أسلوب التكرار كعنصر أساسي في التعبير الموسيقي. وعلى الرغم من شهرته كأحد رموز “المينيماليزم” في الموسيقى إلا أن جلاس لا يميل لإطلاق هذه التسمية على موسيقاه، ويفضل أن يصف نفسه بأنه مؤلف موسيقي ذات بناء متكرر، كما يصف باكورة أعماله بأنها تكرارات ممدودة لقطع ميلودية تتماوج داخلة وخارجة ضمن نسيج سمعي وبصري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©