الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روسيا تستعرض قوتها العسكرية في سوريا

18 سبتمبر 2015 01:24
حسن أنور ، وكالات تزايدت المخاوف في الغرب على مدار الأسابيع القليلة الماضية من تردد الأنباء التي تؤكد أن روسيا تسعى لتعزيز وجودها العسكري في سوريا ودعم النظام هناك الذي يواجه تحديات ميدانية عدة، وفي الوقت ذاته توجيه رسالة واضحة إلى الغرب حول الدور المحوري الذي تتطلع للقيام به لحل النزاع. وتحرص روسيا أكثر من أي وقت مضى على استعراض تحالفها المتين مع نظام الرئيس بشار الأسد على وقع تراكم الخسائر العسكرية التي مني بها الأخير منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من أربعة أعوام. ويندرج في هذا السياق تعزيز روسيا وجودها العسكري في الأيام الأخيرة في محافظة اللاذقية (غرب)، معقل عائلة الأسد، وما تردد عن قيام الروس بإنشاء مدرج مطار في هذه المنطقة ، وهو ما زاد من ريبة المسؤولين الغربيين. وأفادت مصادر أميركية ومتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية عن نشر قطع مدفعية وآليات عسكرية في مطار في محافظة اللاذقية وعن وجود العشرات من مشاة البحرية الروسية ومبان جاهزة لإيواء المئات من الأشخاص. ويقول مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام أبو عبدالله إن هدف روسيا من خلال هذه التعزيزات يتمثل في حماية وجودها على البحر المتوسط ومضاعفة الدعم العسكري لسوريا. وبدوره يوضح مدير المعهد الألماني للعلاقات الدولية والأمن فولكر بيرتس أن روسيا تود التأكيد أنها لاتتخلى عن حلفائها. وتعد موسكو حليفة تقليدية لدمشق وتعود العلاقات بين الطرفين إلى مرحلة الحرب الباردة منذ أكثر من نصف قرن، وتمكن هذا التحالف الثنائي من الصمود في وجه متغيرات عدة على رأسها سقوط الاتحاد السوفياتي. وتابع ضباط وطلاب سوريون عدة تحصيلهم العلمي في موسكو، كما منحت دمشق البحرية الروسية قاعدتها الأبرز في البحر المتوسط والواقعة في محافظة طرطوس. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاستمرار في دعم سوريا، وقال «سنواصل تقديم مساعدة عسكرية فنية لها» في إشارة إلى العقود الموقعة مع دمشق لتسليمها أسلحة. ويأتي تعزيز الوجود الروسي في سوريا بعد اعتراف الأسد في يوليو الماضي بـ«نقص في الطاقة البشرية» لدى الجيش الذي يخوض منذ أكثر من أربعة أعوام مواجهات على جبهات عدة في البلاد. ويقدر محللون عسكريون أن يكون الجيش السوري الذي بلغ عديده 300 ألف قبل بدء النزاع، قد خسر نصف عناصره الذين فروا أو قتلوا خلال المعارك. وعوضت الحكومة السورية هذا النقص بمضاعفة عدد المسلحين الموالين لها وبالاعتماد على حلفائها من حزب الله اللبناني وخبراء عسكريين إيرانيين. وبرغم ذلك، منيت قوات النظام بخسائر ميدانية أبرزها فقدان سيطرتها على معظم محافظة إدلب في شمال غرب البلاد بعد التقدم الذي أحرزه تحالف فصائل إسلامية يضم جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. ويوضح أبو عبدالله، وهو أستاذ جامعي قريب من النظام، أن روسيا أرسلت عددا إضافيا من المستشارين لتدريب عناصر الجيش السوري على استخدام أسلحة جديدة، وتحديداً «منظومة دفاع جوي قصيرة المدى ودبابات حديثة لقلب المعادلات العسكرية ميدانياً». وإلى جانب البعد العسكري، ترى المحللة لدى مؤسسة فيرسك مابلكروفت الاستشارية داراج مكدويل أن التدخل الروسي «يهدف بالدرجة الأولى إلى دفع الولايات المتحدة والغرب إلى الأخذ بالاعتبار موقف موسكو بشأن مستقبل سوريا»، فضلا عن إيمان الكثيرين بأن موسكو تعمل على إعادة تدعيم نفوذها في الشرق الأوسط من جديد. وترى مكدويل أن روسيا تريد إقناع هذه الدول بأنه «لا يمكن تهميش الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي ووضعها في المرتبة الثانية» بعد البعد السياسي. وأكد بوتين بوضوح دعمه للحكومة السورية في «كفاحها ضد العدوان الإرهابي». وفي هذا الصدد يوضح أبو عبدالله أن روسيا «لاترى بديلا عن الرئيس السوري». واقترحت روسيا في وقت سابق توسيع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش ليشمل حليفها السوري. لكن الرفض الذي لاقته موسكو دفعها إلى العمل بشكل أحادي الجانب، وفق ما يوضح مسؤول سياسي سوري قريب من النظام. ويقول المحلل العسكري المستقل في موسكو الكسندر جولتز «ترى القيادة الروسية أن لفكرة تشكيل تحالف واسع ضد الجهاديين إيجابيات عدة، وهي تأمل الخروج من العزلة الدولية عبر تشكيل تحالف مماثل»، غير أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أوضح بجلاء أنه «لايمكن للأسد أبدا أن يكون عضوا ذا مصداقية» في التحالف الدولي ضد تنظم داعش.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©