الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شاعر يرصد تحولات جغرافيا روايات محفوظ

26 ديسمبر 2006 00:56
ضمن سلسلة كتب جديدة تلقي أضواء على العالم الثري للروائي المصري نجيب محفوظ (1911-2006) صدرت عن ''الدار المصرية اللبنانية'' للشاعر المصري شريف الشافعي دراسة في كتاب يسجل فيها تحولات أماكن دارت فيها أحداث روايات محفوظ· ويبين الشافعي في كتابه ما كانت عليه الأماكن التي دارت فيها أحداث روايات محفوظ، وما آلت إليه ليصل إلى أن المكان في أعمال محفوظ ليس مجرد مساحة جغرافية ساكنة بقدر ما هو كائن حي ينمو في النسيج الروائي، متفاعلا مع الشخصيات ''ويستوعب سيولة الزمان''· وقال الشافعي في كتابه ''نجيب محفوظ·· المكان الشعبي في رواياته بين الواقع والإبداع'' بعد رحلة تقصى فيها مصائر تلك الأماكن: إن الزمن ترك أثره وإيقاعه فتبدلت أشياء برع محفوظ في تثبيتها فنيا ومنحها روحا متجددة· وأضاف في الكتاب الذي صدر في ذكرى الميلاد الخامس والتسعين لمحفوظ والذي يصادف الحادي عشر من ديسمبر ''ها هي أمكنة روايات نجيب محفوظ تمتثل لقانون التغيير الأزلي·· العطفة تتحول إلى الشارع، والحانوت إلى سوبر ماركت، والملاية اللف إلى فستان، والبيت الحجري القديم إلى عمارة شاهقة، وتبقى الأثريات والعمائر الإسلامية العتيقة وطائفة الحرفيين والصنايعية المتأصلين، يبقى هؤلاء كلهم ليحفظوا جسد الجغرافيا من التلاشي وروح التاريخ من الذوبان''· ورغم هذه التغيرات فإن المؤلف يسجل أن ''الروح الشعبية الطازجة لاتزال محومة في الهواء، لتبقى هذه الأحياء معبرة حتى اليوم عن صميم وجدان الشعب المصري''· ورصد المؤلف بعض المعالم الواردة في رواية (بين القصرين) وهي الجزء الأول من الثلاثية الشهيرة ليجد أن شارع بين القصرين أصبح يحمل اسم المعز لدين الله، وتسجل الرواية أن المقهى كان يواجه بيت زبيدة الراقصة ''العالمة''، لكن بعض أهالي الحي أنكروا وجود راقصات أوعوالم بين سكانه لا الآن ولا عام ،1919 حيث دارت أحداث الرواية· وقال: إن الأثر الذي اختفى ولم يحزن عليه أحد هو البرقع الذي كان يغطي وجه المرأة في (بين القصرين) وبعض الأحياء الشعبية، تستوي في هذا امرأة تنتمي لبيت محافظ مثل أمينة زوجة أحمد عبد الجواد التي لا تغادر البيت تقريبا، وامرأة لعوب مثل أم مريم التي تقيم مع عبد الجواد علاقة بعد أن لفتت انتباهه وهو مشغول في دكانه ''فرفع عينيه باهتمام غريزي، رأى امرأة تشتعل الملاءة اللف منها على جسم لحيم وتنحسر حافة البرقع الأسود عن عينين مكحولتين''· أما حي خان الخليلي في الرواية التي حملت اسمه وتدور أحداثها في مطلع الأربعينات فلم يتغير كثيرا، إذ يقسم الخان إلى حارات متخصصة في صناعات النحاس والذهب والعطارة، كما أن المقاهي تسبب ضوضاء لا تنتهي حتى أن بطل الرواية أحمد عاكف الذي انتقل حديثا إلى خان الخليلي لا يستطيع التركيز، ففي أول الليل سكنت ''ضوضاء النهار ولكن لتحل محلها ضوضاء أشد وأفظع، وعجب كيف يحتمل أهل الحي ضوضاءه أوكيف يغمض لهم جفن؟!''· ومقهى الفيشاوي من أشهر مقاهي الحي بل يعد جزءا من تاريخه ولا يجاريه في الجاذبية (مقهى نجيب محفوظ) الذي افتتح عام ،1989 وحفرت أسماء بعض رواياته على أحد أعمدته· ويثبت الشافعي أن محفوظ زار المقهى الذي حمل اسمه في ذلك العام وكتب كلمة قال فيها: ''في هذا اليوم السعيد زرت قطعة جمعت بين عبق التاريخ وجمال الحاضر وفيها الفن والذوق وما تشتهي الأنفس· (رويترز)
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©