قال فييرا بالنظر إلى مردود أوزبكستان في هذه البطولة، ربما يعتقد البعض أن بلوغها نصف النهائي، وتوقع وصولها للنهائي مفاجأة، وأنا لا أتفق مع هذا الرأي، لأن أوزبكستان قدمت الكثير في النسخة السابقة، وخرجت أمام "الأخضر" السعودي "بشق الأنفس" في الأدوار النهائية، وعلى الرغم من أنها كانت الأفضل بكل المقاييس، كما أن معظم لاعبيها محترفون في الدوريات الأوروبية والروسية واليابانية أيضاً، وبالتالي يملكون خبرات كبيرة، ومن يتابع الكرة الأوزبكية يرصد اهتماماً كبيراً بالمراحل السنية الصغيرة، واندفاعاً كبيراً نحو الاحتراف الخارجي، ويمكنه أن يكتشف أن الكرة الأوزبكية، هي الأقرب لتقديم الكرة الآسيوية في الثوب الأوروبي، وليس من قبيل المصادفة أن يكون اللاعب دجيباروف الأوزبكي هو أفضل لاعب في آسيا عام 2008، وأن يكون الحكم رافشان إيرماتوف هو أفضل حكم في آسيا عام 2010.
أما عن نقطة التحول من وجهة نظري لأوزبكستان في البطولة فهي الفوز في أول مباراة على المنتخب القطري بهدفين، لأن الفوز على المضيف دائماً يعطي ثقة كبيرة، ويضع الفريق الفائز في موقف المبادر، وأعتقد أن السبب الرئيسي في التفوق الأوزبكي في تلك البطولة هو خبرة اللاعبين أليكساندر، ودجيباروف، وحيدروف، بالإضافة إلى حسنوف، وكل هؤلاء اللاعبين محترفون في دوريات قوية، كما أن السبب الثاني من وجهة نظري هو الانضباط والالتزام بالأدوار الدفاعية والهجومية في نفس الوقت، واللياقة البدنية العالية.
السقوط أمام “العاصفة”
وفي اعتقادي إن ما أوضحته من البداية أن المنتخب القطري مرشح لتحقيق شيء ما في البطولة، ولكنه لن يحقق المعجزة وهي اللقب لأنه فريق عادي من الناحية الفنية، يعتمد فقط على الروح القتالية، ويستمد جزءا من قوته من الأرض والجمهور، والاندفاع العاطفي، ولكنه يحسب له أنه تحدى صدمة البداية أمام أوزبكستان، وفاز على الصين، ثم كسر حاجز الكويت النفسي، ولكنه ظهر على حقيقته فنياً أمام “عاصفة” الفريق الياباني القوية فنياً ومهارياً، والذي تمكن من تحويل دفة اللقاء وتحدى ظروف النقص العددي، وتحقيق الفوز على المنافس، مكتمل الظروف، والأرض، والجمهور، وربما الحكم أيضاً، لأنني أرى أنه كاد ينهي طموح اليابان بقراراته الخاطئة التي تمثلت في هدف غير صحيح، ثم طرد لاعب في كرة عادية لا تستحق الطرد.
وأقول إن المنتخب القطري متطور، وكان على مستوى المسؤولية، وكان بإمكانه الذهاب أكثر في تلك البطولة مستفيداً من أرضه وجمهوره، لو أنه واجه أي فريق آخر غير اليابان، إلا أنه كان غير محظوظ بوقوعه في مواجهة العاصفة اليابانية التي أعتبرها أقوى منتخبات البطولة.
عدد اليوم
