الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قبل الإقلاع بين باريس وأبوظبي!

27 ديسمبر 2006 00:01
إبراهيم الذهلي زرت مؤخراً جامعة السوربون لكن زيارتي إليها لم تستغرق غير عدة ساعات،بما فيها وقت الطريق ذهاباً وإياباً··! فجامعة السوربون لم تكن هذه المرة في الحي اللاتيني الشهير في العاصمة الفرنسية باريس، الذي سافر إليه الآلاف من طلاب العلم من كل بلاد العالم، وكان على رأسهم من العرب عميد الأدب العربي طه حسين· كانت جامعة السوربون التي زرتها هنا في الإمارات، وتحديداً في إمارة أبوظبي، وعلى بعد دقائق منا! وهذه الجامعة العريقة التي قضت سنوات عديدة تؤدي أعظم رسالة بشرية، وهي رسالة لم تخرج منذ نشأتها من الحي اللاتيني في باريس، وليس لها فروع أخرى في أي مكان في العالم،ومن أراد السوربون عليه أن يذهب إليه، فهو لا يأتي إلى أحد، لذلك فوجود فرع لجامعة السوربون في أبوظبي هو سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، وحالة خاصة جداً· وقد يسأل البعض، وماعلاقة ذلك بالسياحة ؟ ولكن الإجابة عكس السؤال، فهذا الأمر من صميم السياحة! هناك العديد من دول العالم السياحية تعيش على سياحة التعليم، بمعنى إنشاء جامعات ومعاهد عالمية على أراضيها بهدف استقطاب طلاب العالم للإقامة الطويلة فيها كنوع من السياحة الطويلة لطلاب العلم من كل دول العالم· ولكم أن تتصورا كم طالب سيأتي إلى أبوظبي مع مرور الوقت ليدرس في جامعة السوربون (على سبيل المثال) أو في الجامعات العالمية الأخرى التي تم افتتاحها في الدولة مثل الجامعات الأميركية والكندية والاسترالية، ولكم أن تتخيلوا أن كل طالب من هؤلاء سيعود إلى بلاده محملاً بنوع راق من التعليم ليكون أستاذاً جامعياً أو وزيراً أو مسؤولاً كبيراً· وكل طالب من هؤلاء سيعود إلى بلاده بعد قضاء أربع سنوات على الأقل في الإمارات حاملاً معه الذكريات والصور الاجتماعية والحقائق الحياتية عن مجتمعنا،ليكون سفيراً غير معتمد لنا في بلاده، ويصبح وسيلة دعاية مؤثرة ومجانية لسنوات طويلة· وهذا النوع من السياحة طويلة الأمد،يعتبر من أفضل أنواع السياحة في العالم، والإمارات مؤهلة لتلعب هذا الدور في منطقة الشرق الأوسط،بما لديها من إمكانيات ومقومات سياحية واجتماعية وأمنية، فهي بلد حققت المعادلة الصعبة في التعايش السلمي بين أكبر عدد من الجنسيات، وحققت من التطور والتحضر الإنساني ما يجعلها المكان المناسب لهذه السياحة· وبعد أن رأيت السوربون هنا في أبوظبي وليس في الحي اللاتيني في باريس، لا أملك إلا أن أشيد بمجلس أبوظبي للتعليم والقائمين عليه على سعة الأفق، وعلى السبق في افتتاح فرع لواحدة من أعرق جامعات العالم في الإمارات، فهذه الخطوات تعزز مكانة الدولة ومستقبلها من عدة نواح سياحية واقتصادية واستثمارية واجتماعية وسياسية· تحية إلى هذه الجهود المميزة وهذا الفكر الثاقب·· وحياكم الله·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©