الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الإعلام المخادع

24 يناير 2011 21:51
كثيرون من يتحدثون عن الإعلام، وكأنه شريك، وإذا ثبت ذلك وأقر شراكته مع الاتحادات الكروية، فإنه يتحول إلى جهة مجهولة ليس لها قيمة، لأن الإعلام سلطة مستقلة وقد اطلق عليها الإنجليز مصطلح السلطة الرابعة. الإعلام إنارة ولديه كذلك حرية المحاسبة والمراقبة لكافة الجهات، وأنا هنا أتحدث عن الإعلام الرياضي الذي اضاع هويته منذ دخولنا عصر البرامج الفضائية والملاحق الرياضية والصحف المتخصصة. البعض إذا قلت له بأنك “إعلامي شريك” يعتقد بهذه المفردة أنك تقصد شراكة العمل مع المنظومة الرياضية أو شراكة النجاح والفشل، ولكن شريك عبارة يستخدمها ضابط التحقيق مع المتهمين في قضية ما وهي تلك المفردة التي تقابل بالنفي خاصة إذا فقدت الشواهد والأدلة. نعم أؤكد أن كثيراً من الزملاء الذين احتلوا مكانة كبيرة في الإعلام الرياضي والفضائي المباشر لا يعون خطورة أن يوصف الإعلامي بهذه المفردة اسماً ومعنى لأنها تقوده الى موقع ليس من مواقعه بل وتحيله من مسؤول وحارس أمين على الأهداف والتطلعات الجماهيرية الى مجرد فرد مختبيء تحت (بشت غيره) من الجهات الرياضية. انا لا أطلب من الجميع الاتجاه نحو التجريح أو الإقصاء او رفع الصوت أو المهاترة، فهذا أيضاً لا يعطي انطباعاً جيداً عن مهنتنا وأمانتنا ولكن في المقابل أجد أنه من الضروري العمل على المكاشفة الحقيقية بعيداً عن تزوير الحقائق عبر القدرة على الإقناع بطريقة أدب الحوار، كما أن تفعيل المسائل الفكرية والابتكارية سيكون السبيل الوحيد للوصول الى الكثير من الفوائد التي يمكن أن يحققها الإعلام لصناع العمل الرياضي في أوطاننا. الإعلام الرياضي بعد أن فقد هويته وهوايته وعمله المبتكر وطرحه للبرامج التي تقود كرتنا العمياء إلى الخط الذي يمنحها الصدارة كي نردد أمثالنا وشعاراتنا التي لاتخرج عن طاولة الاجتماعات وتبقى حبراً على ورق وعبارة شفوية أكثر منها عملية ومنها على سبيل المثال “من سار على الدرب وصل” أسهم بالفعل أي الإعلام بلا هوية في ما آلت إليه الأمور وبقي البعض يقول بصوت عال نعم الإعلام شريك. عفواً الإعلام جهة مستقلة وهي أكبر من أن تكون في شراكة مع أحد وبالذات الذين يبحثون عن مصالحهم وبنظرات قاصرة لا تتجاوز مناصبهم فالاتحادات الكروية العربية كلها مدانة في ما وصلنا إليه على مستوى القارة وليس من المنصف أن نجعلهم على خط المساواه بل هناك من يعمل ويجتهد وفق إمكاناته، بل أنا أعني الدول الغنية وهي الخليجية باستثناء العراق نظراً لظروفه الراهنة. طبعاً هناك وقت ما نستطيع أن نقول إنك ياسيادة الاعلام شاركتنا وذلك حين نقف على سدة القيادة الآسيوية ونصل للمستويات العالمية حين يقوم الإعلام بدوره في كشف السلبيات ومناقشتها وتدعيم الخطوات الناجحة والحفاظ عليها. أخيراً البطولة الاسيوية قد اقترب موعد إسدال ستارة مسرحيتها بمشاهد لن تمحوها الذاكرة بالذات لفريق عملاق مثل السعودية انساب من بين ايدينا وكأنه الماء صوب الخروج وتبعه من بعد ذلك السرب العربي الذي لا جوانح له كي يطير وها نحن نفتح صفحة جديدة من العمل للعودة نحو واجهة الاحداث شريطة ان يكون لدينا إعلام رياضي مستقل بذاته ومسؤول عما يحدث. fawfaz@hotmail.com
المصدر: السعودية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©