لمياء الهرمودي (الشارقة) - أبدى عدد من أولياء الأمور في إمارة الشارقة استياءهم من تأخر وصول أبنائهم الذين يستخدمون الحافلات المدرسية إلى المنازل بعد انتهاء الدوام المدرسي، وطول الفترة الزمنية التي تستغرقها الحافلة للوصول، فضلاً عن ارتفاع أعداد الطلبة في الحافلات الكبيرة ما يرهق الطلبة بدنياً وذهنياً.
وأشار عصام حسن، ولي أمر، إلى أن المدة الزمنية التي تستغرقها رحلة عودة ابنته التي تبلغ من العمر 5 سنوات ساعة كاملة، لافتاً إلى أن الحافلة التي تنقلها يصل عدد الطلبة فيها إلى 84 طالباً تقريباً، مشيراً إلى أنه عدد كبير حتى لو كانت ضمن سعة الحافلة.
وأكد أن هذا العدد الكبير لا يتناسب مع مواصلات الطلبة، مطالباً الجهات المسؤولة والإدارات المدرسية خاصة في المدارس الخاصة تدارك هذا الأمر؛ لأنه غير مقبول بتاتاً ويؤثر على الطلبة خاصة صغار السن الذين هم في المراحل التأسيسية.
ودعا وزارة التربية والتعليم والمناطق التعليمية إلى ضرورة وضع لائحة اشتراطات بالتعاون مع الجهات المختصة حول الأعداد المناسبة للطلبة في كل حافلة، بحيث لا تتعدى الـ 60 طالباً، للمساهمة في تقليل الفترة الزمنية التي تستغرقها رحلة العودة إلى المنزل.
وأكدت علياء حميد، ولية أمر طالبتين، أن رحلة العودة من المدرسة ترهق ابنتيها لجهة الأعداد الكبيرة للطلبة في الحافلة الواحدة، خاصة أن العديد من المدارس الخاصة تقوم بتأجير أو شراء حافلات ضخمة تستوعب أعداداً كبيرة من الركاب قد يصل بعضها إلى 90 راكباً.
وقالت: “هذا أمر لا نقبله نحن كأولياء أمور، حيث إن ارتفاع أعداد الركاب في الحافلة يشكل نوعاً من الفوضى والإزعاج، ويصعب على المشرفة وسائق الحافلة ضبط سلوكيات الطلبة ومراقبتهم طيلة فترة وجودهم في الحافلة، لذا لا بد من إعادة النظر في هذا الموضوع من جانب المناطق التعليمية ووزارة التربية والتعليم؛ لأنه أمر يرهق أبناءنا جسدياً وذهنياً”.
وأشارت إلى أن وجود عدد كبير من الطلبة في الحافلة يؤدي إلى كثرة عدد المحطات التي تتوقف فيها الحافلة لإيصال كل طالب إلى منزله، ما يؤدي إلى زيادة الفترة الزمنية للرحلة، وبالتالي إرهاق الطلاب.
وبدوره، أكد عبدالرحمن محمد ولي أمر لطالب في مدرسة خاصة أن المدارس تستخدم حافلات كبيرة جداً تتسع لـ 82 راكباً، ما يؤدي إلى تأخر سائق الحافلة في إيصال الطلبة إلى بيوتهم بأوقات مناسبة، خاصة أن الشوارع وحركة السير والمرور في ذروتهما، لافتاً إلى ضرورة إعادة النظر في اختيار نوع الحافلة المناسبة للمدارس والأعداد التي يجب الالتزام بها حتى لا يشكل ذلك ضغطاً على الطلبة والسائق والمشرفين والمشرفات.
وقد أكد عدد من مديرات المدارس ومسؤولات الحافلات في المدارس الخاصة بإمارة الشارقة أن أسباب التأخير طبيعية في الأسبوعين الأولين من الدوام الدراسي، مشيرات إلى عدم انتظام حركة المرور في الأسابيع الأولى من الدوام وخروج طلبة المدارس كافة في الوقت نفسه مما يتسبب في عرقلة حركة السير والزحام.
وقالت سوسن شفيق مديرة مدرسة الوردية الخاصة بالشارقة، إنه الأسابيع الأولى لا تكون أوقات وصول الحافلات والطلبة إلى بيوتهم محددة، بحيث يحتاج أعضاء الإدارة والطلبة إلى وقت لتدريب الطالب على نقاط التجمع في المدرسة والحافلة التي عليه ارتيادها، فضلاً عن تأخر أولياء الأمور في تسلم أبنائهم في المكان المحدد، مضيفة أنه خلال الأسبوع الثالث ستكون عملية إيصال الطالب منظمة بشكل أفضل، بحيث يصلون في أوقات مناسبة إلى منازلهم.
ومن جهتها، أكدت شهرزاد عزت مديرة مدرسة الاستقلال الخاصة، أن الأسابيع الأولى تشهد دائماً هذا النوع من عدم الانتظام إلى أن يعتاد الطلبة نظام الحافلات ورقم الحافلة المخصصة لكل طالب، بحسب مناطق السكن، مضيفة أنه في بعض الأحيان تؤثر الحافلات الكبيرة التي تحمل عدداً كبيراً من الطلبة في أوقات وصول الأبناء إلى منازلهم، لذلك يفضل الكثير من أولياء الأمور الحافلات المتوسطة التي تتسع لنحو 30 طالباً مما يقلل من مدة الفترة الزمنية التي يقضيها الطالب في الحافلة.
وأوضحت أن الفترة الزمنية المقبولة التي يمكن أن يستغرقها وقت وصول المطالب إلى مكان سكنه تكون بين30 دقيقة إلى 45 دقيقة كحد أقصى، ويجب أن لا تتعدى هذه المدة؛ لأن ذلك يؤثر على الطالب خاصة أطفال الرياض والمراحل التأسيسية.
مسؤولية الأهل
أكدت نضال أحمد مسؤولة حافلات في إحدى المدارس الخاصة بالإمارة أن تأخر وصول الطالب إلى المنزل مسؤولية لا تقع بشكل كامل على عاتق إدارة المدرسة، بل هي مسؤولية أولياء الأمور، حيث إن البعض يتأخر بشكل كبير عن تسلم ابنه من موقع التسليم، لافتة إلى أن تأخر بسيط لطالب واحد يصل إلى خمس دقائق يؤخر جميع طلبة الحافلة، وناشدت أولياء الأمور بضرورة الالتزام بمواعيد تسلم أبنائهم وعدم التأخر، مما يؤثر على الطلبة الآخرين.
عدد اليوم
