الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الخبراء يعلنون «الحرب» على المهاجمين الأجانب بحثاً عن حل لأزمة «الأبيض»

24 يناير 2011 21:51
لا تزال توابع خروج المنتخب الأول لكرة القدم، من نهائيات بطولة الأمم الآسيوية في الدوحة مستمرة، بحثاً عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الوداع المبكر، على الرغم من الآمال الكبيرة التي كانت تداعب كل الجماهير، قبل انطلاق البطولة ليكمل المنتخب الأول ما بدأته المنتخبات الوطنية الأخرى، الناشئين والشباب والأولمبي في الشهور الماضية. وتواصل "الاتحاد" رصد الظواهر التي أدت إلى خروج المنتخب، وفشله في تحقيق أي فوز في مبارياته الثلاث، لأن توديع بطولة كبيرة من الدور الأول، قد يكون الأمر الطبيعي في كرة القدم وأمر قد يحدث لأكبر المنتخبات، في كل قارات العالم، وإن تتعثر في أكثر من مباراة متتالية، فهذا أيضاً قد يكون مقبولاً، لأنه من طبيعة كرة القدم التي لا تعترف بأي مقاييس في بعض الأحيان، ولكن غير الطبيعي، وغير المقبول أن تفقد القدرة على هز شباك المنافسين في مباريات كثيرة متتالية، وأن تخرج من بطولة كبيرة دون إحراز ولو هدف واحد، في حين تستقبل شباكك أربعة أهداف في ثلاث مباريات. وما حدث للمنتخب الوطني في بطولة كأس أمم آسيا الجارية حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، هو ظاهرة استحقت أن ينتبه لها الجميع، وأن نقف أمامها من أجل دراستها، ومعرفة إن كانت مجرد "صدفة"، أم أنها تعبير عن حال كرة الإمارات بصدق، ليصبح الأمر خطيراً يحتاج إلى "وقفة" من أجل مستقبل"الأبيض" في البطولات المقبلة، وخاصة قبل خوض التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014 في البرازيل. لعب منتخبنا ثلاث مباريات في منافسات الدوحة أمام كوريا الشمالية والمنتخب العراقي، ثم المنتخب الإيراني، فشل خلالها في تسجيل، ولو هدف واحد بالتعادل السلبي، في اللقاء الأول أمام المنتخب الكوري، وخسارة اللقاء الثاني أمام "أسود الرافدين"، ثم خسارة المباراة الثالثة أمام المنتخب الإيراني بثلاثية نظيفة، وكان السبب في الحديث عن الظاهرة، أن المنتخب لعب بشكل جيد في المباراتين الأولى والثانية، والشوط الأول من المباراة الثالثة أي لمدة 225 دقيقة، ونجح في الوصول لمرمى منافسيه كثيراً، دون أن تدخل أي كرة في كل المحاولات مرمى المنافسين. وتسبب ضعف الهجوم في صفوف المنتخب في مبارياته الثلاث في خروجه المبكر من البطولة رغم أنه قد يكون أفضل من حيث المستوى الفني والثبات الخططي من منتخبات أخرى تأهلت للدور الثاني، ومن خلال بحث أسباب ما حدث للمنتخب الوطني في الدوحة تحدث البعض عن دور المهاجم الأجنبي في الدوري وحصوله على كل الفرص على حساب المهاجمين المواطنين، وتحدث آخر عن دور المدرب كاتانيتش وطريقته الدفاعية، وهاجم صوت آخر اختيارات المدرب عند تحديد قائمة المنتخب قبل انطلاق البطولة. أرقام لا تكذب وبالعودة لأرقام وإحصائيات لا تكذب في سباق الدور الأول لدوري المحترفين، الذي هو "المخزن" الذي ينتقي منه مدرب المنتخب لاعبيه، نجد أن الظاهرة بالفعل لها أصول، وليست وليدة الصدفة في أمم آسيا، فقد غاب المهاجمون المواطنون الذين يصلحون لتمثيل المنتخب الأول عن قائمة هدافي البطولة في النصف الأول لها في ظاهرة تعتبر ظاهرة تعتبر خطراً يسبب القلق لكرة الإمارات، ومنتخباتها الوطنية، كلها في ظل المعاناة، من ندرة اللاعب المواطن الهداف الذي يستطيع تحقيق الفائدة للمنتخبات الوطنية. سجل اللاعبون المواطنون 85 هدفاً فقط منها 10 أهداف سجلها إبراهيما دياكيه لاعب الجزيرة وحده، وبدونها يصبح المجموع 75 هدفاً من 220 هدفاً، شهدها الدور الأول، الذي سجل خلاله المهاجمون الأجانب 135 هدفاً، على الرغم من قلة عددهم مقارنة بالعدد الكبير للاعبين المواطنين، حيث يضم كل فريق ثلاثة من اللاعبين الأجانب، على أقصى تقدير من بين 30 لاعباً تضمهم القائمة المحلية لكل فريق في الدوري. وفي الدور الأول للدوري أيضا تراجع أداء كبار النجوم من المهاجمين، وقل إنتاجهم التهديفي خلال مباريات الدور الأول كلها، وفي مقدمة هؤلاء بالطبع يأتي إسماعيل مطر، أبرز لاعبي الجيل الحالي، الذي اختفى طوال 11 مباراة لفريقه الوحدة في الدور الأول، ولم يسجل سوى هدف وحيد، ويليه أيضاً فيصل خليل، الذي اكتفى بتسجيل هدفين، وكذلك شقيقه أحمد خليل بهدفين أيضاً، وكان نصيب سعيد الكاس مهاجم الوصل كذلك هدفاً واحداً. ولا يمكن معرفة سبب تراجع مستوى المهاجمين الذين يمثلون القوام الأساسي للمنتخبين الأول والأولمبي، بينما يمكن معرفة السبب في قلة أهداف اللاعبين المواطنين بشكل عام، الذي يتمثل في اعتماد أندية دوري المحترفين على المهاجم الأجنبي بصفة أساسية دون منح الفرصة للاعبين المواطنين في مراكز الهجوم بالذات، وهو ما يقلل قاعدة الاختيار أمام مدرب المنتخب الأول. نسبة تهديف ضعيفة من الظواهر الغريبة في الدور الأول للدوري أن 52 لاعباً مواطناً سجلوا 75 هدفا فقط، بعد استبعاد أهداف المتألق دياكيه وحده، بينما سجل الأجانب 135 هدفاً من خلال 26 لاعباً فقط، وذلك بنسبة 1.44 هدف لكل لاعب مواطن، ونسبة 5.19 هدف لكل لاعب من المحترفين الأجانب، وهو ما يوضح الفارق بين تأثير ودور المهاجمين المواطنين ونظرائهم الأجانب، خاصة أن نسبة كبيرة من هذه الأهداف سجلت أيضاً عن طريق اللاعبين المدافعين ولاعبي الوسط المواطنين، وليس لاعبي الهجوم، الذين هم أساس القوة التهديفية في أي فريق. وهذه الأرقام تزيد من تمسك الأندية بلاعبيها الأجانب ومنحهم الفرصة الأكبر في المشاركة في المباريات بشكل أساسي على أن يظل المهاجم المواطن هو “الرجل الثاني” أو اللاعب البديل في حالة حدوث ما يعطل وجود الأجنبي في مكانه الأساسي.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©