الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ذياب عوانة.. كان هنا

27 سبتمبر 2011 09:21
الموت هو الحقيقة الأبرز.. نعرف أنه حتماً يأتي... ولن يتأخر أبداً .. ومع ذلك نظل خائفين من الموت حتى الموت ...نتوارى ونهرب منه ... نحزن كلما اختطف أحداً منا ....لكن تبقى هذه هي الحياة، وهذه هي لعبة الموت معنا ... بالأمس مارس الموت عمله، فاختطف لاعبنا الدولي الشاب ذياب عوانة، الذي لم يعرف بعد طعم الدنيا، لم يتذوق حلاوتها ولم يدُر في فلك مشاكلها أو يخض كل معاركها ...فاكتفى بما عاش ورحل تاركاً خلفه أثراً في الحياة رغم صغر العمر ...تاركاً محبة خاصة لمن عرفه، ولمن لم يعرفه وهذا هو التفرد ... مع علمي أن كل ما سيكتب أمام هذا الحادث الأليم لموت ذياب عوانة سيكون رثاءً لموهبة فذة ...للاعب لم يقدم لنا بعد كل ما لديه ...للاعب قليلاً ما تجود به الملاعب ...لاعب لم نستمتع به بما يكفي ...للاعب أحس أنه سيغادر الحياة مبكراً، فترك لنا قبل أن يرحل لعبة تحدث عنها وعنه العالم كله ـ أقصد ضربة الجزاء الشهيرة التى لعبها بكعبه في لقاء منتخب لبنان الودي، وكان أول لاعب في العالم يلعب ضربة جزاء بهذه الجرأة والمهارة. كل هذا أصبح من الماضي ...كل هذا نعرفه جميعاً، لكن ما أريد أن أذكره لذياب الجانب الآخر للإنسان للشاب الذى ما وجد في مكان إلا وملأه ضحكاً ومرحاً وسعادة، وكنت دوماً كلما ألتقيه أقول له: ذياب لقد ولدت ولديك أجنحة تطير بها...فأنت لا تعرف سيرنا العادي ....وصدق هذا القول وطار ذياب بجناحيه للسماء وتركنا نجتر بعده كل أحزان الفقد القاسي ... لم يكن ذياب كغيره من الشباب فقد كان مقبلاً على الحياة بشوشاً.. وجهه ضاحك منحوت بعناصر الحب والمحبة التى تزين وجهه وخلقه ... قد نكون فقدنا لاعباً غير عادي وموهبة خاصة في كرة القدم ينتظره مستقبل باهر...لكن فقدنا الأكبر والأصعب كان للإنسان الذى رحل معه ... بعض الناس يعيشون قرناً دون أن نشعر بهم ودون أن يتركوا خلفهم شيئاً لكن ذياب رغم السنوات القليلة التى عاشها معنا، ترك خلفه أثراً ... وترك حزناً فيمن يعرفه ومن لا يعرفه وهذا الفارق الوحيد ... لقد استكثر الموت علينا ذياب فأخذه وترك لنا حزناً عميقاً في القلب والروح ...وكم سيكون صعباً أن نرى مكانه في ملعب بني ياس، خالياً ...ونرى رقمه يرتديه غيره ونبحث عن الابتسامة. نسال الله «العوانة» لكي نصبر ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ... «إنا لله وإنا إليه راجعون» .... البعد الخامس ذياب ....إنه الموت .... يعقوب السعدي | Yakoob.Alsaadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©