الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التجارة الإلكترونية الكبيرة في الصين تتجه نحو المناطق الريفية

شركات التجارة الإلكترونية الكبيرة في الصين تتجه نحو المناطق الريفية
18 سبتمبر 2015 21:10
ترجمة: حسونة الطيب تواجه كبريات شركات التجارة الإلكترونية في الصين بطئاً في نمو مصادرها الرئيسية في المدن، ما حدا بها البحث عن جبهة جديدة في المناطق الريفية المترامية الأطراف. ويسخر الشركاء اللوجستيون لعلي بابا ومنافستها الرئيسية جي دي دوت كوم، عدداً ضخماً من السائقين، بهدف توصيل الطلبيات لهذه المناطق. وتخطط الشركتان ،اللتين تمكنتا من إنشاء حصة قدرها 80% من سوق التجارة الإلكترونية البالغ قوامها 440 مليار دولار بفضل قوة مبيعات الريف، للوصول إلى 100 ألف قرية عند نهاية العقد الحالي. وبدأت علي بابا وجي دي، في التوسع في المناطق الريفية، عندما تصاعدت حدة الضغوطات عليهما من قبل حاملي الأسهم للبحث عن مصادر نمو جديدة. ويبدو أن المدن الكبيرة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تشبعت كأسواق للتسوق الإلكتروني، ولم يعد لدى الكثير من سكانها الرغبة في الدخول لهذه الأسواق. وأعرب رئيس علي بابا التنفيذي دانيل زهانج، عن ثقته في استمرار شركته في النمو على المدى الطويل، اعتماداً على قوة عمليات الشراء المتكررة والمنتجات المتنوعة التي تعرضها. وشهدت عائدات علي بابا، أبطأ وتيرة نمو لها منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذلك خلال الثلاثة أشهر المنتهية في يونيو الماضي، بينما أعلن مديرو جي دي، عن نمو متوسط للمبيعات نهاية العام الجاري. لكن ربما تحمل القرى الصينية بشريات كبيرة لهذا القطاع، حيث تلقى ما يقارب نحو 600 مليون من القرويين زيادة في أجورهم بنسبة أسرع من نظرائهم في المدن، رغم أنهم يتسمون بالفقر عموماً. ويقدر دخل الفرد في الريف بنحو 8896 يوانا (1392 دولارا) في العام 2013، بالمقارنة مع 29547 يوانا لساكني المدن. واكتشف العديد من القرويين عالم التسوق على الإنترنت بعد شراء أول هاتف ذكي متصل بالشبكة خلال السنة الماضية، عبر البرامج الحكومية. ولا يكاد رقم متسوقي التجارة الإلكترونية في الريف، يرقى لثلث نظرائهم في المدن، إلا أن الرقم يتصاعد بسرعة كبيرة. وناهز عدد الذين تسوقوا على الشبكة في العام الماضي من الريف 77 مليوناً، بزيادة 41% بالمقارنة مع نمو قدره 17% في المدن. وحتى وقت قريب، كانت التجارة الإلكترونية تتجاوز المناطق البعيدة مثل، القرى في منطقة منجشوي، نتيجة لصعوبة وارتفاع تكلفة الوصول إليها. كما لا تملك الصين شبكة ناقلات لها مقدرة الوصول للمناطق الريفية وأن خدمة البريد الوطنية لا تملك الكفاءة التي تمكنها من تقديم الخدمات المطلوبة لشركات التجزئة على الإنترنت. وتستثمر علي بابا أكبر شركة تجارة إلكترونية في الصين، نحو 10 مليارات يوان لبناء ألف مركز توزيع إقليمي ونحو 10 آلاف نقطة تفريغ، على مدى الثلاثة إلى الخمسة أعوام المقبلة. وحتى نهاية يونيو الماضي، فرغت الشركة من إنشاء 63 مركزا إقليميا ونحو 1803 مراكز على مستوى القرى. وتنفذ علي بابا معظم عمليات البيع من خلال موقعي تاوباو وتيمال الشبيهين بموقع إي باي الأميركي، حيث يمكن لتجار التجزئة والأفراد إدراج سلعهم. وبعد أن ينهي المستهلك شراء سلعته على أي من الموقعين، تقوم إحدى شركات الطرف الثالث، بتنسيق عملية التسليم عبر منصة كاينياو للخدمات اللوجستية التي أنشأتها علي بابا في 2013. وأعلنت علي بابا، أن هدفها سيكون إضافة يوم واحد لمواعيد التسليم العادية للوصول إلى أقرب مقاطعة، بينما ذكرت جي دي، أن فترة التسليم للقرى تتراوح بين يوم واحد إلى ثلاثة أيام. وتميز جي دي التي تبيع معظم سلعها مباشرة مثل أمازون دوت كوم، باستراتيجية مختلفة فيما يتعلق بعمليات التسليم في المناطق النائية. وتملك الشركة، شبكة تتكون من 166 مستودعا إقليميا والآلاف من محطات التسليم المحلية. وفي المناطق النائية، تتعاون جي دي، مع طرف ثالث يقوم باستلام الطرود لتوصيلها للعملاء. وفي الحقيقة، ربما يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تشهد الشركتان زيادة في الطلب تتناسب والأموال الاستثمارية التي أنفقتها على البنية التحتية. وتشكل طلبات الريف، أقل من 10% من مجموع طرود علي بابا في سوق التجزئة الصينية. وأكد محللو القطاع، أنه ليس من الواضح سرعة الاستفادة من القوة الشرائية لسكان الريف. ويتمثل التحدي الأكبر بالنسبة للشركتين، في مقدرتهما على قطع الميل الأخير، وهو اللفظ الذي يطلقه قطاع الخدمات اللوجستية، على الخطوة الأخيرة للوصول إلى العميل. ويمكن القول، إنه مازال من الصعوبة حتى الآن توصيل الطلبيات حتى باب المستهلك، نظراً لعدم سهولة ذلك في ظل وجود الممرات الضيقة والمنازل وسط مزارع الأرز. وليس من الممكن للشاحنات المرور عبر هذه الأزقة الضيقة، كما أن السير على الأقدام لتسليم الطرود أمر بالغ الصعوبة. ويقول جيانج هونجيو، مدير الجهود الريفية في جي دي:»في المدن كل شيء واضح رقم المنزل ورقم الشارع والمنطقة، لكن العناوين في القرى غير واضحة ويصعب الوصول إليها». وحتى في حالة نجاح علي بابا وجي دي في تحقيق هدفهما، لن تزيد الرقعة التي يمكن تغطيتها عبر ما يقارب 600 ألف قرية منتشرة في الريف الصيني، عن نسبة ضئيلة للغاية. لكن وكما تحتم على الشركات بناء بنية تحتية بغرض نمو التجارة الإلكترونية في المدن، تتطلع لأن تمهد خططها التوسعية في المناطق الريفية، الطريق أمام قيام سوق جديدة. ويقول شو ويدونج مدير العمليات في شمال الصين:»الطرق سيئة ولا يرغب أحد في ضخ استثمارات كبيرة لإنشاء خدمات لوجستية في الريف، لتوصيل طرود لا يستحق حجمها إنفاق أموال كبيرة». نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©